23 - 04 - 2024

مقال غير جدير بالنشر

مقال غير جدير بالنشر

ليس لدىّ كلام لائق للنشر اليوم.

هل هذا عيب؟

ألا تستيقظ سعادتك صباح يومٍ ما، وتجد نفسك زاهدًا فى الكلام، أو لديك مشاعر عدائية تجاه شخص ما، أو جهة محددة، أو كل الأشخاص وكل الجهات، و«العيشة واللى عايشينها»؟

ألا تشعر أحيانا برغبة فى تجنب الكلام العادى، واستخدام السباب والشتائم القبيحة؟

ألا تشعرون فى بعض الحالات بالحاجة إلى الاستماع أكثر من حاجتك إلى الكلام؟

ألا تشعر أن الكاتب أيضا من حقه أن يقول «بدون تعليق»، «ليس هناك جديد»، «ليس عندى ما أضيفه»، إلخ؟

هل تفضلون أن أملأ المساحة بأى كلام، لمجرد «سد الخانة»، حتى لو لم تكن لدىّ رغبة فى الكتابة؟

هل تفضلون أن أتسلى معكم بالتعليق على نفس الأمور التى علقت عليها، وعلق عليها غيرى، دون أن يتعامل أحد مع تعليقاتنا وانتقاداتنا بأى اهتمام؟

هل تريدونها «مكلمة» نزيد ونعيد فيها، لنوسع مساحة دوائر الفراغ التى نعيش فيها منذ عقود، وربما قرون.

أوكيه..

نو بروبلم..

ما أسهل الكلام!

خد عندك:

- تحيا مصر، تحملوا معايا، أنا لا أقبل الفساد، ما زلت أبحث عن الكفاءات فى مختلف المجالات، وهذه مسألة صعبة، أحتاج إلى بعض الوقت، لا بد من البحث عن النجباء والشاطرين لتولى الوظائف العامة، الأمة تقوم برجالها، ولو الرئيس معاه فريق رئاسى يتمتع بالكفاءة النتيجة ستكون ممتازة، الفقر من أسباب الفساد، والمحسوبية من أسباب الفساد، وغياب العدالة من أسباب الفساد، أحترم أحكام القضاء، أتدخل بنفسى فى كل المناقصات الحكومية، ولا أكتفى بتقارير الأجهزة الرقابية المختصة.

? ليه؟

- عشان أحمى المال العام، يعنى مثلا لو وفرنا مليون جنيه فى 2000 مناقصة، هيبقى معانا 2 مليار جنيه، وده رقم مش بسيط.

? كده السؤال لم يعد: دى ثورة ولا انقلاب؟ أصبح: دى دولة ولا دكانة؟

- الإعلام له دور مهم جدا، إيدكو معايا، أنا مش هاشتغل لوحدى.

? ما الدور؟

- مش هقول.. إنتو فاهمين.

? ما المطلوب؟

- إنتو عارفين.

? يعنى ناويين على ميثاق شرف تانى، ولجان، وقوانين مقيدة، وتوريط الأخ محلب فى تمرير «زمبوء» الإعلام التعبوى.. بس بتدوروا للمحروس على اسم جديد؟

- إحنا بنفكر فى المستقبل، والإعلام لا بد أن يكون له دور فى المستقبل، وأنا أحترم الإعلام ودوره وضرورة مشاركته فى صناعة مستقبل البلد.

? أنا متأكد إنى سمعت الكلام ده كتير قبل كده، ومتأكد برضه إنى ماشفتش مستقبل.

- سأتحمل النقد إلى أن أصل إلى الهدف، أنا أحتاج إلى كفاءات، أنا صعبان علىَّ مصر، أنا حزين، بس لازم كلنا ندِّى البلد، أنا زعلت خالص لما شاهدت فى التليفزيون حالة الباعة الجائلين، والبضاعة بتاعتهم مرمية على الأرض، والمكان اللى نقلوهم فيه فى جراج الترجمان.. مش مناسب خالص.

? والخطة الأساسية كانت إيه، وإلى أين يتم نقلهم؟

- هنشوف فى المستقبل، إحنا محتاجين كفاءات، البلد تعبانة، وأنا مش قادر أديك، إدينى إنت، إدِّى مصر.

? طيب إيه الخطة يعنى.. فين الروشتة عشان نعرف نديها فين؟ وريد ولّا عضل، ولّا حقنة شرجية، ولّا كلنا هندِّى فى الصندوق وخلاص؟!

- ...............

اعذرونى، مش قادر أكمل المقال، لا أستطيع أن أستهلك وقتى ووقتكم فى هذا الكلام الفارغ، فهو عشوائية لغوية وسياسية صريحة تفرط فى المستقبل باسم السعى نحو المستقبل، وتبتذل الإعلام وتريده «مطبلاتى» باسم احترام الإعلام ودوره، وتنظف الشوارع من الناس قبل أن تنظفها من القمامة، وتتعامل بعقلية عسكر فى المعسكر، دون أن يكون هناك بدائل حضارية مخططة، لذلك أعتذر عن هذا المقال، وكل ما جاء فيه، واعتبروه إشارة مبكرة لمعاناة كاتب على حافة الجنون.

دمتم، ودام عقلكم.

مقالات اخرى للكاتب

مقال غير جدير بالنشر





اعلان