أدان وزير خارجية موريتانيا محمد سالم ولد مرزوك، الصمت الدولي تجاه حرب الإبادة الجماعية الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة الوزيرين"ولد مرزوك " أمام الجلسة الافتتاحية للدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة موريتانيا خلفا للمغرب.
وأكد الوزير "ولد مرزوك" أن السياق الذي نلتقي فيه اليوم دقيق وحساس جدا، لأن قضيتنا المركزية القضية الفلسطينية، تمر الآن بأخطر مراحلها على الإطلاق، حيث يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ خمسة أشهر، وبدون انقطاع، حرب إبادة بشعة ومُمَنهجة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق تَستخْدِم فيها أياديه الآثمة، إلى جانب مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، سلاحَ الحصار والتجويع.
وشدد على أن المذبحة المُرَوِّعَة التي شَهِدها دُوَّار النابُلْسِي بقطاع غزة مؤخرا، والتي سقط جَرَّاءَها ما يرْبُو على 100 شهيد ومئات المصابين من الفلسطينيين الذين باغَتَهم القصف المُتَعَمَّد وهم في طوابير انتظار شاحنات مساعدات،تُجَسد بوضوح تجرد سلطة الاحتلال الإسرائيلية من كل المبادئ والمعايير الأخلاقية والقانونية والإنسانية، قائلا: يتم كل ذلك على مرأى ومسمع من عالمٍ استَحْكَمَت فيه سياسية الكيل بمكيالين واختلت فيه موازين العدل والإنصاف بشكل فاضح صارخ.
وأكد أن هذا الوضع الذي تجاوز بالفعل حدود كل معقول وكل منطقي يستوجب منا أكثر من أي وقت مضى وقفة حاسمة لنكون على مستوى التحدي الكبير ويتعين علينا في هذا المضمار أن نستعمل ما بأيدينا من أسباب الضغط والتأثير لنفرض على المجتمع الدولي القيام بواجبه القانوني والأخلاقي للوقف الفوري للحرب، وفتح الباب واسعا أمام إدخال الغذاء والدواء، وعودة المهجرين، وإعادة الإعمار ، و تأمين الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وتابع :" وتلك هي الشروط الوحيدة التي يمكن أن ننطلق منها لنؤسس لحل شامل ودائم يُؤَمِّن حق الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للمبادرة العربية ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ويحقق الأمن والسلم المستدامين في المنطقة".
ونبه إلى التحديات التي تواجه الأمة العربية والتي تفرض نفسها على العمل العربى المشترك .
وأضاف: أنني إذ أدرك تماماً حجم الأمانة الملقاة على عاتقي بتولي هذا الدور الهام في هذا الظرف الحساس، فإنني أؤكد لكم عقْدَنا العزمَ على قيادة أعمالنا على الوجه الذي يضمن الخروج بقرارات بناءة تعزز مسيرة العمل العربي المشترك وتخدم مصالح وتطلعات شعوبنا وقضايا أمتنا الجوهرية.
وثمن الوزير الموريتاني، مواقف الاتحاد الإفريقي الرافضة للظلم، والمناصرة للقضايا العادلة والمتمسكة بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي خاصة في ما يتعلق بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
كما أشاد بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة لاهاي الدولية، آملا أن يتخذ المجتمع الدولي الآليات المطلوبة لإلزام إسرائيلبتنفيذ ما يصدر عن هذه المحكمة من أوامر بهذا الخصوص.
وقال إن خيار التضامن والتكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي هو الطريق السالكة الوحيدة لكي نكون جزءا فاعلا من عالم يتجه نحو بناء المزيد من التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى التي لا تبقي للكيانات المعزولة والدول المنفردة مساحة للبقاء والتأثير.
وأضاف إن ما تعيشه منطقتنا العربية في هذا السياق من توتر وحروب وأزمات خطيرة، يتطلب منا التفكير في مراجعة قواعد وآليات العمل العربي المشترك، سعيا إلـى إيجاد حلول تواكب المرحلة، وتستجيب لمختلف التحديات التي تواجهها بلداننا العربية.
كما أكد الحاجة إلى العمل على بلورة رؤية سياسية مشتركة، شاملــة، وقابلة للتنفيذ، تنطلق من تشخيص دقيق للواقع والمشاكل والتحديات الراهنة، وتقدر حجم المخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتستند إلى إرادة فعلية للوصول إلى توافق يصون المصالح المشتركة العليا ويعزز التكامل الاقتصادي والأمني لكسب رهــان التنميــة المستدامة الشاملة.
وأكد الحرص على العمل الجاد طيلة هذه الدورة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمختلف هيئاتها، وبالتشاور مع كافة الدول الأعضاء لتدارس المواضيع المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة بشكل عام.
وأعاد التاكيد على حرص بلاده على دفع العمل العربي المشترك إلى الأمام وتكريس منهجية الاحترام المتبادل والتفاهم والحوار والتعاون البناء من أجل الدفاع عن قضايا أمتنا العربية ومصالح شعوبنا وتطلعاتها إلى مزيد من الرقي والازدهار في كنف السلم والأمن والاستقرار.