قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الصدمات التي عاشها العالم بسبب تداعيات جائحة كورونا ومن بعدها من أزمات، فرضت المزيد من التحديات والأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشباب من الأجيال الجديدة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في البلدان النامية، وخلقت شعوراً عاماً بعدم الاستقرار وانعدام الأمان والخوف من المستقبل.
افتتح أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أعمال الدورة العادية 47 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة وزير الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية محمد سلامة فارس النابلسي.
جاء ذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب، والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل اّل سعود وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية رئيس الدورة العادية "46" لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.
وقال أبو الغيط في كلمته، إننا جميعاً نتابع بحزن وغضب شديدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة، خلال أربعة أشهر من المذابح الوحشية، قتل الاحتلال من الأطفال والصحافيين والعاملين بالأمم المتحدة ما يفوق أعداد ما قُتلوا في أي نزاع آخر معاصر.
ولفت إلى أن ذلك لا يكشف فقط عن وحشية الاحتلال وتجاوزه لأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق وإنما يكشف أيضاً عن أزمة ضمير كبرى يعانيها المجتمع الدولي، وبخاصة الدول التي تتبنى مبادئ حقوق الإنسان وترفع لواءها، ثم نراها اليوم لا تكتفي بالصمت والعجز عن وقف هذا العدوان، وإنما تبادر إلى دعم الجلاد وبلا خجل ومن دون أي اعتبار للضحايا.
وأضاف أبو الغيط، هؤلاء الضحايا يمثل الشباب والأطفال أغلبيتهم الكاسحة لأن فلسطين وغزة بالتحديد، مجتمع شاب وأيضاً لأن الاحتلال لا يعترف بقوانين الحرب، ولا يلقي بالاً للقانون الدولي الإنساني، ويجد في النهاية وللأسف الشديد ومن يمنحه الغطاء السياسي، والضوء الأخضر ليواصل العدوان، هكذا وقف الفيتو الأمريكي، مرة بعد مرة، حائلاً دون استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف فوري دائم وليس مؤقتاً لإطلاق النار.
وتابع الامين العام لجامعة الدول العربية لقد فقد أطفال غزة وشبابها كل شيء في هذه المحرقة، فقدوا البيت الآمن والمدرسة والمستشفى فقدوا كل ما هو حقٌ لهم في هذه السن من تعليم ورياضة وتثقيف وكأن الاحتلال بفعله هذا يسعى للقضاء على المستقبل بتقويض دعائم المجتمع وتحطيم قواه النابضة والواعدة ممثلة في الشباب والأطفا.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك، آثر هؤلاء الشباب الصمود والتمسك بحقهم في الحياة، ولقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كيف قاموا، ومنهم أطباء وكوادر طبية ودفاع مدني ومتطوعين، بأدوار بطولية على مدار شهور تَجلت في عمليات الإنقاذ والإغاثة ومساعدة النازحين، ولا ننسى ما قام به الشباب من المصورين والصحفيين والإعلاميين في تغطية الأحداث وتوثيقها ونشرها للعالم رغم كل المخاطر المحيطة بهم.
وتابع: أقول بصدق أن التاريخ سيُخلد قوة وبسالة الشباب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته، وإنني على ثقة من أن جيلاً جديداً سيخرج من رحم هذه الأزمة أشد إيماناً بالقضية وبالمستقبل، ودورنا ومسئوليتنا وفي كافة مؤسسات العمل العربي المشترك وأن نحتضن هذا الجيل ونعزز صموده ونساعده على اجتياز هذه المحنة إلى المستقبل الذي لا يمكن أن يقدر الاحتلال – مهما بلغ من الجبروت والبطش وعلى حرمان أبناء فلسطين منه.