26 - 08 - 2025

مصر وإرتيريا.. تعزيز العلاقات الثنائية وبناء جسور التعاون الإقليمي

مصر وإرتيريا.. تعزيز العلاقات الثنائية وبناء جسور التعاون الإقليمي

يعكس لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الإريتري أسياس أفورقي،  أهمية التواصل الثنائي والتعاون الإقليمي في تعزيز العلاقات الدولية وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وتعد العلاقات بين مصر وإريتريا من أكثر العلاقات تميزا حيث يمكن وصفها بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، واتسمت العلاقات المصرية الإريترية بدرجة عالية من التميز على مر التاريخ وبدأ ذلك من ما قبل استقلال إريتريا عام 1991، حيث جاءت التحركات المصرية لتعكس اعترافًا بإريتريا ككيان منفصل عن الكيان الإثيوبي آنذاك.

ويأتي هذا اللقاء في سياق تطورات إقليمية ودولية تتطلب التعاون والتنسيق بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق السلام والاستقرار.

و يشكل اللقاء بين الرئيس المصري ونظيره الإريتري فرصة لتعزيز الروابط الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

كما يسهم هذا اللقاء في تعزيز التعاون الإقليمي والتنسيق في قضايا تهم البلدين والمنطقة بشكل عام، مثل مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.

ويمثل الحوار بين الرئيسين فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مما يسهم في بناء رؤى مشتركة وإيجاد حلول للتحديات المعاصرة.

و يبرز لقاء السيسي بنظيره الإريتري التزام البلدين بدعم الجهود الإنسانية وضرروة تقديم المساعدات الإنسانية لأهل غزة، والتحديات الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة.

ويفتح اللقاء أفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي بين مصر وإريتريا، سواء من خلال تعزيز الاستثمارات المشتركة أو تبادل التجارب في مجالات الصناعة والتجارة.

كما يعكس اللقاء التزام كلا الزعيمين بدور بلديهما في تعزيز السلام والأمن في المنطقة، والعمل على حل النزاعات بطرق سلمية وفقًا لمبادئ القانون الدولي.

و تمتلك مصر وإريتريا إمكانات اقتصادية كبيرة قد تعزز التعاون بينهما في مجالات مثل التجارة والاستثمار يمثل الاقتصاد المصري والموقع الجغرافي الاستراتيجي في شمال أفريقيا جاذبية للعديد من الدول، بما في ذلك إريتريا، لتعزيز التعاون الاقتصادي وتبادل المنافع.

وتشهد العلاقات المصرية الإريترية تطورًا إيجابيًا على مر السنين، ومن المتوقع أن يستمر هذا التعاون والتنسيق في المستقبل لتحقيق مصالح البلدين وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، فمن المهم  أن تواصل مصر وإريتريا تعزيز التعاون في مجالات جديدة مثل الزراعة والصناعة والتكنولوجيا، وذلك لتعزيز التنمية وتحقيق الرفاهية لشعبيهما.

وبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وإريتريا  ليسجل 119.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 104.8 مليون خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى،  كما لفت التقرير إلى:ارتفاع الصادرات المصرية إلى إريتريا؛ لتسجل 116.99 مليون دولار خلال 2018، مقابل 103.43 مليون خلال 2017 ، ارتفاع الواردات المصرية من إريتريا لتسجل 2.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 1.4 مليون دولار خلال 2017 .

تقدر نسبة السلع المصرية الموجودة بالسوق الإريترى "بصفة ثابتة" بنحو 10% من إجمالى السلع (تبلغ أحياناً نسبة السلع المصرية 60%). لا سيما مع القبول الذي، تتمتع به السلع المصرية على مستوى المواطن الإريترى فضلاً عن سمعتها الطيبة .

جدير بالذكر أن مصر كان لها اهتمام ملحوظ بالقضية الإريترية بدءًا من الأربعينيات في القرن الماضي، وتبلور ذلك في اتخاذ القاهرة مقرًا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية في يوليو 1960، ومن قبل كانت قد افتتحت إذاعة لقادة الثورة عام 1954 بالقاهرة ليكون منبرا لإثارة الروح الوطنية بين الإريتريين، وبعد انطلاق الثورة كانت مصر من أوائل البلدان التي ساندتها وقدمت لها مختلف أنواع الدعم السياسي والمادي والتعليمي، حيث قدمت مصر وإلى الآن العديد من المنح الدراسية والجامعية للإريتريين المتواجدين واللاجئين على أرض مصر.

كما أيدت مصر في منتصف السبعينيات فكرة الحكم الذاتي في إطار اتحاد فيدرإلى مع إثيوبيا، وعقب زيارة أسياسي أفورقي أمين عام الحكومة الإريترية ( آنذاك ) للقاهرة عام 1991 رحبت مصر بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ليكون هناك قناة شرعية بين القاهرة وأسمرة.

هذا وقد استقبل  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم السبت، رئيس إريتريا أسياس  أفورقي في قصر الاتحادية، وذلك بعد وصوله إلى مطار القاهرة منذ قليل في  زيارة رسمية للقاهرة.

واستقبل  الرئيس السيسي، نظيره الارتيري، بمراسم استقبال رسمية بقصر الاتحادية، حيث  تم عزف الموسيقى العسكرية و النشيدان الوطنيان للبلدين خلال المراسم، وتم  استعراض حرس الشرف.