25 - 05 - 2025

سفير صربيا لدي مصر: العلاقات بين القاهرة وبلغراد توطدت بروابط متنوعة وقوية على مر التاريخ

سفير صربيا لدي مصر: العلاقات بين القاهرة وبلغراد توطدت بروابط متنوعة وقوية على مر التاريخ

أكد سفير صربيا لدى القاهرة ميروسلاف تشيستونيتش، أن يوم الخامس عشر من فبراير، الذي يُعرف أيضًا في تقويم الكنيسة الصربية  بـ"يوم الشموع"، يومًا يتلاقى فيه الشتاء والربيع وفقًا للتراث السلافي.

وأشار السفير الصربي خلال كلمته في الاحتفال بيوم الدولة الصربي والذي يوافق 15 فبراير من كل عام، إلي أن هذا اليوم له مكانة مميزة في التاريخ المضّطَرِب لصربيا الحديثة، حيث بدأت في هذا اليوم عام 1804 انتفاضة تاريخية ضد الإمبراطورية العثمانية، وأدى هذا النضال من أجل التحرير والاستقلال إلى إنشاء إمارة صربيا واعتماد أول دستور في الخامس عشر من فبراير عام 1835، والمعروف أيضًا بـ"دستورالشموع".

وقال السفير إن العام الماضي، أبرز في كلمته  على وجه التحديد أهمية شهر فبراير في سياق العلاقات بين صربيا ومصر، وكان ذلك لأسباب وجيهة، حيث كنا نحتفل بمرور 115 عامًا على خطاب الاعتماد، المؤرخ في الأول من فبراير 1908، الذي أرسله الملك بيتر الأول، ملك صربيا، إلى الخديوي عباس حلمي الثاني، والذي تضمّن تعيين أول قنصل دبلوماسي صربي في مصر،  هذه المرة سأعود أبعد في التاريخ، على أمل ألا يفقدكم ذلك انتباهكم.

وأشار إلي أن صربيا تحتفل هذا العام بالذكرى الـ790 للقاء القديس سافا، أول رئيس أساقفة للكنيسة الأرثوذكسية الصربية، وهو دبلوماسي وأمير من سلالة نيمانيا الصربية في العصور الوسطى، مع السلطان الأيوبي العظيم الملك الكامل.

وفقًا لشهادات مكتوبة، استقبل السلطان العظيم القديس سافا في القاهرة عام 1234، خلال رحلته الثانية إلى الأراضي المقدسة التي شملت زيارات إلى الإسكندرية ودير سانت كاترين، الذي يحتفظ بسجل إقامته فيمكتبته الشهيرة.

وأكد سفير صربيا في مصر، أنه على مر التاريخ، توطدت روابط متنوعة وقوية بين العاصمتين - القاهرة وبلغراد، بدايًة من العصر الذهبي للصداقة والتعاون داخل "حركة عدم الانحياز"، وصولاً إلى إطار الشراكة الاستراتيجية التي تم تدشينها خلال زيارة عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، في يوليو2022.

وأعرب السفير عن سعادته بأن هناك عدد من الدبلوماسيين المصريين السابقين الذين عملوا  في السفارةالمصرية في بلغراد وأسهموا بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية، مشيدا بهم بهذه المناسبة.

وقال السفير إن الزيارة التاريخية للرئيس السيسي أشارت إلى بدء مرحلة جديدة ومزدهرة في العلاقات بين الدولتين، وتعد بمثابة شهادة قوية على أن الصداقات القائمة على الاحترام المتبادل لها قيمة لا تتأثر بمرور الزمن.

وأشار إلي أن العلاقات بين الدول التي تقوم على المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مثل المساواة وعدم التدخل والفض السلمي للنزاعات واحترام سلامة الأراضي والسيادة، كما هوالحال مع مصر وصربيا، ستستمر في مواجهة التحديات والأزمات التي يفرضها عالم "دَخَل حالة فوضى"”على حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش".

وتابع قائلا: أعتقد أنه على الرغم من الفوضى التي ألمَّت بنا هذا العام، والتي أشرت إليها سابقًا، استمرت مصر وصربيا في جني ثمار أسسها التاريخية الراسخة، والأهم من ذلك، زيارة الرئيس السيسي.

وقال السفير الصربي، لقد شهدنا زيادة ملحوظة في الاتصالات الثنائية، حيث سأذكر منها ثلاثة زيارات مسؤولين صربيين رفيعي المستوى إلى مصر - نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ووزير التجارة، ووزيرة الأسرة والديموغرافيا. 

وأضاف أنه تم استقبال رئيس البرلمان المصري ومفتي الديار المصرية، بالإضافة إلى وفد مجلس العلاقات الخارجية المصري برئاسة محمد العرابي.

وتابع : علاوة على ذلك، اتفاقية التجارة الأساسية التي ستكون ذات أهمية قصوى لمجتمعات الأعمال لدينا والتعاون الشامل، والتي في طور المراحل الأخيرة،  وبالتالي، أنا على ثقة بأن أعوام العلاقات المتميزة بيننا لم تأتِ بعد.

وذكر السفير خلال كلمته التوقيع منذ أيام قليلة على اتفاقية للتعاون ونقل التكنولوجيا في مجال الأدوية،بين شركة "نيوميديك" الصربية، وشركة "الهدي" للتجارة والتوريدات، تحت رعاية الهيئة المصرية للشراء الموحَّد ورئيسها، لواء طبيب بهاء الدين زيدان.

شارك في الحفل عدد من السفراء والسياسيين والإعلاميين، بينهم سفراء النمسا ،جورجيا، ليتوانيا ، فنزويلا ، اليابان الدومينكان ، فيتنام، الفاتيكان، الاتحاد الأوروبي ، كمبوديا ،اليونان ، أرمينيا ، كوبا، روسيا، منغوليا، سويسرا، كوريا الجنوبية، البرتغال، مالطا،سلوفاكيا،  سنغافورة، بوركينا فاسو،غينيا، استونيا ، أذربيجان، رومانيا،  قبرص ، الأردن ،ولبنان، المغرب، تونس، أنجولا، الأرجنتين، وسريلانكا.