بغض النظر عن برامج التوك شو الشهيرة التى استضافت المنجمين وخبراء الفلك والكواكب وقارئي أوراق التاروت لمعرفة ماذا سيحدث فى العام الجديد ٢٠٢٤ الذى اصبح على مرمى البصر.. أقول بغض النظر عن تلك الهرتلات فإن أحدا لا يعلم يقينا ماذا سيحمل لنا عام ٢٠٢٤ ومن سيكمل العام ومن سينتقل الى رحاب ربه ومن سينعم بأحداث سعيدة ومن سيعانى من صعوبة الأيام والليالي.
الله سبحانه وتعالى هو وحده علام الغيوب.. وما لنا إلا أن نسأله ونلح فى الدعاء أن يجعل العام الجديد عام خير وبركة علينا وعلى أهلنا وعلى مصرنا وعلى أمتنا العربية والاسلامية وعلى كل محب للخير والسلام فى العالم كله.
أتمنى وأدعو الله أن يشهد العام الجديد انتفاض قادة الدول العربية وجامعة الدول العربية للإصلاح بين الطائفتين المسلمتين فى السودان وإنهاء الحرب الغبية بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وأن تتوقف بعض الأطراف العربية عن صب الزيت على النار التى يكتوي بها الشعب السودانى الشقيق.
وأتمنى أن يشهد عام ٢٠٢٤ يقظة فى ضمير العالم والمجتمع الدولى ويوقف حرب الإبادة البشعة ضد أهلنا فى غزة والضفة الغربية وأن يدرك العالم أن إعادة الحقوق لأصحابها هو الحل كى تعيش كل الأطراف في سلام.
وأتمنى أن يشهد عام ٢٠٢٤ اختفاء رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو والرئيس الأمريكى بايدن من الساحة السياسية ويتم إلقاؤهما فى مزبلة التاريخ بعد أن أثبتا أنهما بلا ضمير وبلا عقل وبلا إنسانية.
أتمنى أن يجد كل أب ما يلبى احتياجات أسرته وأولاده وما يدفع به مصروفات مدارس أولاده ومصروفات دروسهم الخصوصية التى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا طالت حتى طلاب السنوات الأولى فى المدارس الابتدائية سواء كانت مدارس حكومية أو خاصة.
وأتمنى أن يجد كل شاب مقبل على الزواج ما يمكنه من حجز شقة الزوجية وتجهيزها وما يمكنه من شراء شبكة لعروس ولو كانت بضعة جرامات.
وأتمنى أن يجد كل مريض ما يمكنه من دفع فيزيتا الأطباء الذين يزورهم وما يشتري به الدواء وأن يكتب الله سبحانه وتعالى الشفاء والصحة للجميع.
وأتمنى أن يشهد عام ٢٠٢٤ أكبر عملية إفراج عن السجناء سواء من الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء أو ممن تابوا وأنابوا وتصالحوا مع أنفسهم ومع المجتمع.
وأتمنى أن يشهد عام ٢٠٢٤ مساحة أكبر من التسامح فى قبول الرأى الآخر، وأن تواجه أية آراء بآراء تقابلها فى إطار من أدب الحوار وتحت مظلة أن الكل فى حب مصر والخوف على مصالحها سواء.
وأدعو الله أن يمن على أسرتى وأهلى وجيرانى وزملائي وقراء مقالاتى المتواضعة بالصحة والسعادة وراحة البال والرضا والتسليم، بما سيكتبه الله لنا فى العام الجديد.. وكل عام وأنتم جميعا أحبتى بألف ألف خير.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج