19 - 06 - 2024

مدن الخيام!

مدن الخيام!

يبذلُ الرؤساء جهداً عند أمريكا لتُفرِجَ عن مياه الشرب

- كيف سنغسلُ الموتى ؟

ويسألُ صاحبي: - وإذا استجابت للضغوطِ

فهل سيسفرُ موتنا

عن دولةٍ أو خيمةٍ ؟

...

هذا زمان ولى يا درويش

هذا أصبح مطلبا صعبا أن لم يكن مستحيلا

الان يا درويش يبذل عمرو أديب جهدا عند العرب ليفرجوا عن الخيم من مخازنهم

لم يعد يهتم العرب بالماء ولا الغذاء ولا الدواء 

لم يعد للماء من أهمية بعد أن تركنا موتانا تحت الانقاض، في الشوارع 

ولم يعد لغسيل الموتى ضرورة بعد أن تمزقت اشلاؤهم وانتثرت الى السماء 

ولم يعد للغذاء حاجة بعد أن ذبحت بعض العائلات الحمير واطعمت أبنائها

اما الدواء فلا نحتاجه يا درويش، الطائرات الاسراىيلية تقوم بالمهمة، المصاب يموت فورا أو ينتظر عدة ايام من العذاب ليموت بعدها، جروح هذه الأسلحة لا تحتاج الى ادوية، فقط تحتاج إلى البتر أو الموت

نطالب العرب ألا يشغلوا بالهم لا بالماء ولا الدواء 

حتى اننا لم نعد نحتاج إلى مقابر، هكذا قررت جرافات اسرائيل، حرثت مقابرنا، نبشتها، أخرجت عظام الموتى من القبور، أخرجت جثث كاملة لموتى حديثي الموت، السيوف الحديدية لم تنتقم فقط من الأرض والسماء والهواء والأحياء، لكنها أيضا لها ثأر مع الاموات، عليهم أن يموتوا مرة أخرى تحت جنازير دبابات وجرافات اسرائيل ألمصنوعة في أمريكا، شكرا أمريكا، انتقمت أمريكا لإسرائيل بسبب "شخة" محمود درويش علي تمثالها منذ عقود، رغم أنها كانت شخة مزيكية، امريكيا لا تنسى؟! 

لم يعد أحد يضغط من أجل ماء الشرب يا درويش، فأطفال غزة يشربون ماء البحر من الحنفيات، ونساء غزة تصفي مياه الغسالة وتشربه.

هذا زمان الخيام 

هكذا قرر عمرو أديب، الفلسطينيون يحتاجون إلى خيام

على العرب أن يسمعوا كلام عمرو أديب 

معلومات عمرو أديب عن مدة الحرب الطويلة أكيدة، مصادره قوية

بالتاكيد سينجح عمرو أديب في مسعاه

مدن الخيام

خيام يا جماعة

معناه القصة طويلة ياعمرو

سيحقق عمرو اديب هدفه، إضافة الى الترويج لبرنامجه والقناة التي يعمل بها في إقامة مدن الخيام للفلسطينين في المناطق الآمنة التي حددتها اسرائيل، على أهل غزة والشمال والشرق ألا يستعجلوا العودة إلى بيوتهم، القعدة حطول، والخيام الواسعة والمريحة جاية في الطريق، ليش مستعجلين ترجعوا على بيوتكم المدمرة، هنا احسن فيه خيام وفيه كابونات، 

بس إن اشاء الله لا يسرقوا الخيم ويبيعوها كما باعوا الطحين والبسكويت والمساعدات؟! 

تستطيع هذه الخيام أن تحتمل الحرب الطويلة التي تحتاجها اسرائيل لتجهز تماما على غزة وتدمرها ، دون أن يقلق احد على الفلسطينيين او يخاف عليهم من برد الشتاء أو ان تغرق خيامهم في المطر

عمرو أديب يطالب لكم بخيام لا تغرق في المطر، خيام ضد المطر، ووتر بروف؟! لا تقلقوا

لا تنسى سيد عمرو أن بكون مع كل خيمة كبيرة خيمة صغيرة تستر النساء عندما يردن أن يقضين حاجتهن، لقد انفضحت نساؤنا من الوقوف في طوابير الشخة لساعات طويلة والعيون تبحلق فيهن، لا تنسى ذلك صديقنا

شكرا عمرو أديب

جهدك مقبول وسعيك مشكور 

ورحمة الله على غزة وأهلها 

وجازى الله من دمرها ودمرنا 

نم غير قرير العين يا درويش؟!

ماذا فعلنا بأنفسنا؟! لماذا؟!
--------------------------
بقلم: د. رياض عبدالكريم عواد

مقالات اخرى للكاتب

الحرب على غزة، التضليل المتواصل





اعلان