أصدرت الدار المصرية اللبنانية طبعتين إلكترونيتين من المجموعتين القصصيتين "بيضة على الشاطئ" و"مثلث العشق" للكاتب شريف صالح. وصرح الروائي والقاص والناقد د. شريف صالح بأن هذا هو أجمل خبر يختم به سنة 2023، مشيرا إلى أن "مثلث العشق" سبق أن فازت بجائزة ساويرس، وفازت "بيضة على الشاطئ" بجائزة دبي الثقافية. ويتيح نشره المجموعتين إلكترونيا توفرهما على منصات كثيرة منها "أمازون" و"جوجل بلاي" و"أبجد"، وبهذا تحل مشكلة الحصول على نسخ ورقية منهما لأي سبب من الأسباب، خصوصا في ظل غلاء أسعار الورق وعناصر أخرى تتعلق بالنشر التقليدي.
ومن أجواء "بيضة على الشاطئ": "الطبيب أراني على الشاشة تهويمات رمادية وفي وسطها مخطط بسيط لصغيري وهو يهز رأسه بطريقة ساخرة. أسمعني نبضات قلبه: "بُم بُمبُم" مضاعفة ربما آلاف المرات، بينما يتحرك النبض في خط متعرج فسفوري حتى آخر الشاشة ثم يتلاشى كموجة صغيرة لا تكاد تُرى. انتظرناه طويلًا. انتظرناه وأعددنا له المهد والألعاب وعرائس القماش، الحفاضات، شموع السبوع التي سيحملها أطفال الجيران، الغربال المطرز بالدانتيلا. جدته أم السعد أهدتنا قبل سفرنا بأسبوع كيسًا مملوءًا بالحبوب السبعة، حبوب الخير والبركة! عندما علمنا بالحمل للمرة الأولى، لم ننم. ظللت أنا وزوجتي ليلتها نتخيل أنفسنا أبوين، نشحذ الذاكرة بكل الأسماء الجميلة في تاريخ العائلة. في حال جاء ذكرًا وفي حال كان أنثى. أعطيتها حق قرار التسمية إذا جاءت بنتًا فاقترحتْ "مريم" على اسم أمها، ومنحتني الحق نفسه إذا كان ولدًا فقلت: "محمد" على اسم المرحوم أبي".
ومن جو "مثلث العشق": "منذ أسبوع حدثته أنها ترغب في تكبير صدرها، والآن إسفنج! لا يفهم سر هذا الهوس المفاجئ بتكبير استداراتها. حذرها من مخاطر عمليات التجميل، وحدثها عن الممثلة التي ماتت أثناء عملية تجميل.سحبت نفسًا عميقًا وأطلقت زفيرًا عنيفًا من فمها: ـ أيام الخطوبة قلت لي إنك تحب "ستايل" ليلى علوي! انحنت عليه وقبلته في جبينه، فأمطر شعرها رذاذ الماء العالق بأطرافه، أحس برائحة الصابون تغمر صدره وتثيره، لكنه قاوم أن تخرج منه أية إشارة تدل على الرغبة. تلهى بسحب الخيط المنساب.. في لذة. ـ آسفة يا حبيبي.. العملاء أخروني في الشغل. جرجر كمية كبيرة من الخيوط تراكمت بين رجليه. أي شخص سيلحظها على الفور لكن زوجته لم تعلق، ربما رأتها ولا تريد تعكير مزاجها بالجدل المعتاد قبل النوم. جلست على سريرها الخاص قبالته وانشغلت بتجفيف شعرها بمنشفة وردية. ظل في مكانه وإن انحنى رأسه قليلًا كأنه يوشك على النوم جالسًا".
شريف صالح: ولد في دمياط 1972. كاتب صحفي وروائي. حصل على دكتوراه في النقد الأدبي. صدر له 17 كتابًا في الرواية والقصة القصيرة والمسرح والنقد. نال جوائز عدة منها: جائزة دبي للصحافة، والشارقة للإبداع الأول، وجائزة ساويرس، كما رشحت روايته "آينشتاين: أسرار القطعة 99" لجائزة الشيخ زايد. وسبق أن أصدرت له الدار المصرية اللبنانية رواية "حارس الفيسبوك".