صدرت عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة طبعة ثالثة من رواية "اليهودي الأخير" للكاتب العراقي المقيم في أستراليا عبد الجبار ناصر. تدور أحداث هذه الرواية في ستينيات القرن العشرين، حيث ترصد رحلة الطبيب «ناجي»، اليهودي الأخير، الذي يرفض أن يترك العراق بعد تعرُّض اليهود لمضايقات وأحداث عنف راح ضحيتها كثير منهم، ففروا - في هجرة جماعية - إلى إسرائيل وأوروبا. ورغم إصرار «ناجي» على البقاء، إلا أنه يصبح هدفًا للمتصرف، الذي يتهمه بتأليب الفلاحين ضد الحكومة، لتبدأ رحلة هروب الطبيب اليهودي، تلك الرحلة التي تضع نهاية لكوابيس الليل التي طالما قضَّت مضجعه.
ومن جو الرواية: "سكت لحظة ثم أضاف: ما يحيرني هو سر بقائك في المدينة. لماذا لم تهاجر مثل بقية اليهود؟ هل طلبت منك العصابات الصهيونية أن تبقى لتكون لها عينًا تراقب ما يجري؟ لم يرد ناجي بل اكتفى بنظرة لا مبالاة استفزَّت الرفيق «مجبل»، فاربدَّ وجهه غضبًا صارخًا بنفاد صبر: أجبني.. هل تتحداني أيها اليهودي؟ اجتاح ناجي شعور بالزهو لأنه هزَّ ثقة المسخ بنفسه: «لماذا أهاجر؟ أنا باقٍ لأن هذه الأرض وطني، والناس في هذا الوطن أهلي".
عبد الجبار ناصر، هو روائي وكاتب وصحفي، ولد عام 1947 في البصرة، وكان قد عمل في مجال التعليم، ثم انتقل للعمل في مجال الإعلام. ومن كتبه: "ثقافة الصورة في وسائل الإعلام"، و"كتابة على التراب"، و"أيام المستعصم الأخيرة"، و"غرباء مثل الحسين"، و"فندق كاليفورنيا". غادر العراق في بداية عام 1995، واستقر في الأردن ثلاث سنوات قبل هجرته إلى أستراليا عام 1998.
....