تعانى مدن شمال محافظة قنا من عدة مشاكل حيوية رغم ضخ الحكومة خلال العام السابق فقط لأكثر من 18 مليار جنيه فى مدينتين فقط وهما " ابوتشت – فرشوط " موزعه من برامج حكومية ومبادرات تنموية حقيقة ولكن واقع هاتين المدينتين واقع مرير بمعنى الكلمة وبات يستوجب السؤال عن مدى التعامل العكسى بين الانفاق غير المسبوق وتدنى الخدمات أيضا غير المسؤول.
فى مدينة " فرشوط " بشمال قنا وهى احد اصغر المدن المصرية ويمكن إدارتها ببساطة، إلا أن الواقع يؤكد انها أصبحت ثمانية مدن وليس مدينة واحدة، وتم تقطيع مناطقها بفعل فاعل، وأصبح الدخول إليها من الأساس أصعب من دخول لكاس العالم، من الناحية الجنوبية وبحجة إنشاء كوبرى أعلى مزلقان السكة الحديد تم شبه اغلاق للطريق الرابط بينها وبين مدينة نجع حمادى ولا يمكنك المرور من هناك الا بالتوجه غربا عبر طريق ربط المدينة الصحراوى بشارع " السوق " وشارع " مدرسة الزراعة "، ومن الناحية الشمالية حدث ولا حرج تم تدمير كامل لمخارج المدينة بداية من شارع المستشفى وحتى حدود قرية " رفاعة " سواء الطريق الرسمى او حتى الطريق الزراعي الاخر الذى يمر بمحاذاة شريط السكة الحديد وتقريبا اصبحت " الدواب " هى الوسيلة الوحيدة التى تمر عبر هذا الطريق ومع قيام شركات المقاولات بالقاء تربة زلطية ورملية لإشاعة أن الطريق فى طريقه للرصف وهذا لم يحدث.
ايضا الشوارع الداخليه سواء "شارع البوستة" أو شارع "الجمعية الخيرية" او شارع " المغلق " احتله تماما الباعة الجائلون واصبحت شوارع مغلقة وسط غياب تام لأجهزة المحافظة وكذا شرطة المرافق ولأنها شوارع تجارية بالأساس فإن كنت من زوار هذه المدينة فلا وسيلة للمرور هناك سواء المشى مترجلا حتى تصل مبتغاك، ولن أحدث عن القرى الكبرى بالمدينة والتى وفى واحدة منها تم هدم الكوبرى الرابط بين شطرى هذه القرية منذ عام ولم تحرك الاجهزة ساكنا وتركت أهالي القرية يضربون كفا بكف وهم ينظرون الى الشريط الاخضر الذى يذكرهم بشطر "بيروت " ابان الحرب اللبنانية الأهلية.
وفى مدينة ابوتشت إحدى أكبر مدن قنا والتى تقارب النصف مليون نسمة فان قصة الطرق والمرافق وترهل المسؤولين فيها يمكن ان تحكى فى كتب وتدرس تحت عنوان " كيف تدمر مدينة فى اسرع وقت " ونسرد عدة ملاحظات فقط ربما لا تشاهدها الا هنا.
شارع " الزرايب " احد اهم شوارع هذه المدينة والذى يتقاطع مع طريق " سوهاج - قنا " الزراعى تم تدميره بحجج واهية واصبح ولمده وصلت 1500يوم يصعب المرور به وتعرض هناك لاكثر من 49 انفجارا فى خط المياه به وتم تمهيدة بالتربة الزلطية 7 مرات وتم زرع كابلات كهربائية وازالتها اكثر من مره وكذا رفع خطوط التليفون واسترجاعها ورفعها واسترجاعها والمحصلة النهائية التى تراها اليوم، واحد من اسوأ شوارع مصر ولا يمكن المرور به الا عبر " التوك توك " وغابت عنه اجهزة المرور والمرافق والمحافظة واصبح لا يوجد به اى جهاز موجود سوى " جهاز العروسين " عبر محلات الموبليا هناك، والطريف ان الشارع هذا يقع به مقر الوحدة المحلية لمدينة " ابوتشت " فى بدايته.
واما عن الطرق الرئيسة بهذه المدينة فحدث ولا حرج وخاصة الطرق التى تقع بمقر الوحدة المحلية لقرية " بخانس " والتى يشكو المواطن مر الشكوى من مجرد التفكير فى المرور بها.
وأما عن الانقطاع شبه اليومى لمياه الشرب هناك وعدم مساءلة المسؤولين عن هذا الانقطاع والذى حول حياة المواطنين وخاصة فى قرى المنطقة الغربية الى عذاب يومى مستمر حتى أصبحت هذه المنطقة تحديدا لاتصل المياه بها فى الأدوار العليا إلا بعد منتصف الليل، وناهيك ايضا على انفاق الدولة لاكثر من 475 مليون جنيه فى دخول فصول دراسية جديدة وتطوير وتأهيل مؤسسات تعليمية ومدارس هناك وثم تحولت الى اماكن خاليه نتيجة صعوبة الوصول اليها من الاساس وخاصه فى قرى " ابوشوشة – العمرة – الشيخ حمد – الرواتب "
غياب تام لرقابة وزارة التنمية المحلية عن هذه المناطق وهدوء وسكون اجهزة محافظة قنا والاكتفاء بالشبكة الهاتفية مع قيادات هذه المدن وعدم النزول لأرض الواقع بات محل حديث وهمس شديد بين المواطنين .