عارف إن فيه ناس ممكن تشوف إن الكلام دة مش وقته ولا يومه، بس هو دة اللي أنا حاسس بيه من وقت ما سمعت خبر "العفو" عن الصديقين العزيزين باتريك وباقر.
طول الوقت حتى لما كنت في السجن وشبه متأكد إني مش خارج مهما حصل، وإن قرارات العفو مش للي زيي، كنت بتبسط جداً لما كانت بتطلع قرارات عفو سواء للمحبوسين احتياطيا او المسجونين علي ذمة قضايا رأي. كان بيبقى جوايا إحساس إن سجني مش ببلاش وإن سجني وسجن اللي زيي فهم الناس إن الوضع لا يمكن يستمر كدة، وكنت دايماً مستني اليوم اللي يتحول فيه العفو والإفراج لقرارات دورية أسبوعية تبقي بدايه لطريق جديد، ينهي مأساة آلاف في السجون بسبب رأيهم بس، ويفتح طريق المصريين فيه ميخافوش يقولوا رأيهم لإن ثمن الرأي ده ممكن يبقي السجن.
دلوقتي بعد سنه ونص من بداية اعتراف النظام بحاجه مصر لاصلاح سياسي، والإقرار بإن المختلفين والمعارضين مش مكانهم السجون، في إشارة كنت أظنها واضحة لإننا وصلنا لمرحلة مينفعش فيها يبقى الخلاف في الرأي تمنه إن الناس تترمي في السجن، لسة فيه ناس بيتقبض عليها وبتضيع سنين عمرهم في السجون علشان عبروا عن رأيهم.
النهاردة انا زيكم فرحان إن اتنين من اصدقائي هيرجعوا لحضن اهلهم لكن كمان مش قادر أقول ان محمد باقر وباتريك جورج أخدو عفو علشان فيه كذا حقيقة مش قادر أتجاهلها:
إن محمد الباقر اتسرق من عمره 4 سنين ظلم، وباتريك اتسرق من عمره سنتين ظلم وكان مهدد انه يتسرق من عمره 3 سنين تانيين.
إن القبض على باتريك والحكم عليه والعفو عنه تاني يوم هو إشارة واضحة وتهديد أوضح للجميع إن مفيش سقف للظلم، وان باتريك اللي لسه خارج من اقل من سنه ممكن يرجع السجن تاني وان اي حد من اللي خرجوا ممكن يرجعوا تاني واي حد من اللي بره ممكن يدخل السجن عشان رأيه.
إن اللي له حق يعفو هو المظلوم مش الظالم.
إن رفع الظلم اللي استمر سنين مش حاجة يجب الشكر عليها، بل واجب لتصحيح خطأ وقع فيه اللي تسبب في ان الوضع يبقى مقلوب بالشكل ده.
إن ملف المحبوسين احتياطياً والمسجونين في قضايا رأي هو ملف عاجل يجب إنهاؤه بالكامل وفوراً علشان نقدر نتناقش ونحاول نحل مشاكل بلدنا الحقيقية اللي كلنا حاسين بيها من وضع اقتصادي مرعب، وسلام مجتمعي يتلاشى.
إن لسة فيه أحمد دومة ومحمد القصاص ومحمد أكسوجين وعلاء عبد الفتاح ومحمد عادل وعمر الشنيطي وعمر محمد علي ومحمد غريب ومروة عرفة ونرمين حسين وهالة فهمي وآية كمال ومنال عجرمة وربيع الشيخ وأحمد هلال ومحمد فراج وشريف الروبي وآلاف غيرهم لسة بيتسرق سنين من عمرهم وعمر أهلهم بدون مبرر لغاية اللحظة دي.
حرية المسجونين في قضايا الرأي حق لا يجوز مناقشته، وحق الهربانين في العودة لبلدهم وأهلهم ماحدش ينفع يناقشه، وحق كل المصريين في التعبير عن رأيهم دون خوف حق مقدس ومطلق لا يجوز التفاوض عليه أو انتقاصه بأي مبرر.
النهارده بعد سنة ونص بقيت شايف إن في حد متعمد يتعامل معانا باعتبارنا رهائن، و بيتعامل مع المحبوسين باعتبارهم رهائن، يخرج ويحبس حسب الوضع العام، للضغط أحياناً ولمنح من سيلعبون دور المعارضين في الحدود المرسومة بعض المصداقية، مش باعتبارنا مواطنين لينا كلنا الحق في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية اللي دفعنا تمنها من عمرنا ولينا أصدقاء دفعوا حياتهم تمن ليها.
الإفراج عن باتريك وباقر مش انجاز لازم كلنا نسقف له، ولكنه تصحيح لخطأ بعد ما اتسرق من عمرهم سنين وسنين لسه بتتسرق من عمر ناس غيرهم في السجون، والجريمة الحقيقية كانت حبسهم وحبس كل المحبوسين علشان رأيهم لغاية دلوقتي، خطأ يتصحح علشان نقدر نفتح طريق جديد نبقي متطمنين فيه ان الجريمة دي مش هتتكرر تاني في حق بلنا وحق شعبنا.
اتمنى اننا نتعامل في اللي حصل لباتريك انه خطأ وجب تصحيحه مش رسالة تهديد للجميع زي ما الرسالة وصلت لنا، واتمنى كمان ان اللي في السجون دلوقتي علي ذمة قضايا رأي يخرجوا في اقرب وقت، والمبعدين يرجعوا لبلدهم من غير ما يكون ده مقابل تنازلات بيقدمها السياسيين لان اول طريق الإصلاح هو اعتبار الحرية حق لكل مواطن واننا كمواطنين لينا حق اننا نقول رأينا من غير ما نخاف.
انهارده واحنا سعداء بالعفو عن باتريك و باقر احنا لسة مستنيين خروج آلاف غيرهم بيستنوا اليوم اللي هيكونوا فيه مع أهلهم، و لسه مستنين التعويض عن سنين عمرهم اللي اتسرقت في السجون والتعويض ده حاجه واحده فقط ، اننا نكون متأكدين ان اللي حصل ده مش هيتكرر تاني واننا لما نقول رأينا مش هيكون ثمن ده السجن او التنكيل واننا من حقنا نبقي مواطنين احرار في دوله حرة بتحترم اختلافنا و بتقدره.. دولة بتتبني باختلاف ابناءها من اجل مصلحتها.
الحقيقه إني مش خايف علي أبطال ملهمين في السجون عارفين إنهم بيدفعوا من عمرهم ثمن مستقبل البلد دي ، لكن خايف علي ولادنا لما يشوفوا ان أنبل شباب في البلد بيحبوها من قلبهم وبيدفعوا الثمن بالسجون، في الوقت اللي بيتكرم فيه ناس بيسيئوا للمعارضين وبيقولوا الصبح إن دة لأنهم بيحبوا بلدنا ومابيناموش غير لما ياخدوا تمن إساءتهم دي وحبهم المزعوم.
طريقنا بيبدأ بأننا نعرف ونعرف الجميع إننا في بلدنا مواطنين مش رهاين.
-------------------------------
بقلم: زياد العليمي
(نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)