السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي
هل شعرت يوما بالقهر؟
لا أظن ..
شعبك يشعر الآن بالقهر ..
المواطن الشريف المحترم العامل في كل مجال اليوم يشعر بالقهر، فلا راتبه من العمل يكفيه، ولا هو قادر على بيع ضميره ليحصل على ما يعينه على الحياة.. المواطن الشريف المحترم الذي يتقاضى معاشا اليوم يشعر بالقهر، فالمعاشات التي تتراوح بين 1500 إلى 2500 جنيه او حتى إلى 3500 جنيه لا تكفي الاحتياجات الأساسية للحياة.
وزاد على الجميع قهرا آخر لا حل له إلا بتدخلكم.
إنه انقطاع الكهرباء لساعات طويلة و الذي يؤدي إلى الشعور الشديد بالقهر، ليس فقط بسبب إرتفاع درجات حرارة الجو والشعور بالحر و التهابات الجلد التي تصيب اطفاله .. لكن ايضا بسبب تلف الأطعمة التي اشتراها لإطعام أطفاله ..
هذا القهر لن تشعر به الفئات المستثناة ولا كبار رجال الدولة.. هذا القهر يشعر به رجال عاشوا مستورين من الناس رغم ضآلة المعاش ، و كّشف عنهم الستر برفع أسعار الخدمات و المرافق ونقص العلاج وارتفاع أسعار الغذاء ، ثم قطع الكهرباء.
أذا افترضنا أن أحدهم نتيجة رحيل زوجته او مرضها يستعين بمن يعد له ولأبنائه الطعام الذي يكفي لأسبوع ... هذا الطعام يكلفه ربع معاشه... هذا الطعام فسد بسبب انقطاع الكهرباء ..
من أين له بطعام آخر ، ومن أين يغطى هذا النقص الشديد في الطعام وهو لا يملك فائضا من المال لتعويضه ..
هذا مجرد مثال ...
المرضى الذين تضاعفت أسعار الدواء عليهم عدة مرات يشعرون بالقهر. المرضى الذين لا يجدون أدوية لأمراضهم المزمنة يشعرون بالقهر. الأهل الذين يرون أطفالهم في البيوت يصرخون من الألم بسبب الالتهابات الجلدية الناتجة عن ارتفاع حرارة الجو وارتفاع الرطوبة وانقطاع المياه يشعرون بالقهر.
أي قهر هذا الذي يشعر به الأهل وهم لا يستطيعون توفير أبسط الأشياء لأبنائهم الصغار ، حتى هواء المروحة و ماء الصنبور غير متاح.
العاملون بالخارج يشعرون بالقهر، إما لأنهم خرجوا من الوطن قهرا بسبب صعوبة الحصول على العمل و السكن .. أو لأن مدخراتهم التي تعبوا في جمعها في غربتهم وحولوها إلى الوطن تلاشت قيمتها ، فلا هم هنأوا بالبقاء داخل الوطن مع أهلهم ولا هم استفادوا بما جمعوه في غربتهم من مال.
بعضهم حول كل مدخراته لشراء وحدات سكنية في العاصمة الإدارية، نعم قالوا انها مشروع الرئيس الذي سيكون شبيها بتلك المدن التي نحيا فيها خارج الوطن. حولوا كل مدخراتهم وبعضهم باع ممتلكاته في بلاد الغربة وحول العملة الاجنبية ليشتري في العاصمة ، والنتيجة فقدت أموالهم ثلاث أرباع قيمتها ، ومع تأجيل تسليم الوحدات في العاصمة في بعض الشركات لأربع وخمس سنوات بعد الموعد المحدد في العقود شعروا أنهم اشتروا الوهم (لدي حالات محددة وبالمستشفيات) ...
أي قهر هذا ؟ خرجوا من بلدهم قهرا و جمعوا المال من بلاد الغربة بقهر الحرمان من الوطن و الأهل وعندما أرادوا العودة للوطن ، ضاعت اموالهم داخل الوطن ..
سيادتك قلت إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه .. فهل حنت حكومتك على شعب مصر؟ و هل أنتم راضين عما يعانيه الناس.
نعم انا اعيش خارج الوطن ، في بلد لا ينقطع فيها كهرباء و لا ماء ، لكني أنا ايضا شعرت و أشعر بالقهر. نعم عندما تعرضت لظلم في عملي داخل الوطن و لم أجد من يتلقى شكواي ويحقق فيها ليرفع عني الظلم شعرت بالقهر. وما زال الشعور بالقهر يلازمني وأنا ارى انعدام المعايير والوساطة و المحسوبية تتحكم بكل شئ.، أشعر بالقهر اليوم في كل لحظة أعيش فيها خارج وطني، أشعر بالقهر لإني لا أستطيع العودة للعيش في حضن وطني.
وطني هو أمي وكلما فكرت في أن أعيش بجسدي داخل وطني كما تحيا روحي داخله ، صدمتني شكاوى أهلي و أصدقائي ، صدمتني نصائحهم لي ، يقولون لي لا تعودي .. نحن نعاني و نبحث عن مخرج و لا نجد، يقولون إن الحياة صارت شبه مستحيلة، الغلاء و نقص الدواء والخدمات و زاد عليهم انقطاع الكهرباء.
أشعر بالقهر وأنا محرومة من حضن وطنى بسبب صعوبات الحياة داخله ...
فهلا حنوت على شعب مصر الذي التف حولك و اختارك قائدا له ؟
------------------------------
بقلم: إلهام عبدالعال