08 - 05 - 2025

السياحة الجيولوجية.. متاحف مفتوحة

السياحة الجيولوجية.. متاحف مفتوحة

الجيولوجيا تعنى "علم الأرض"، وهذا العلم ليس علما جامدا جافا كما يبدو من دراسة فك طلاسم نشأة الأرض وتطورها، واكتشاف ثرواتها المعدنية وانتزاعها من باطنها وتصنيعها. ومن الدراسات الجيولوجية يمكننا أن نستكشف أنماطا ترفيهية وطبية أخرى تنتمي لعلم الجيولوجيا، يمكن ان نطلق عليهما: السياحة المعرفية والسياحة العلاجية في سفاجا، وفى كلتيهما يستمتع السائح بغذاء معرفي فى قالب ترفيهى وصحى. هذا غير القوة الاقتصادية الناتجة من استكشاف ثرواتها المعدنية، ومصر مازال ينقصها الكثير في هذا المجال لأسباب ليس هنا مكانها. 

السياحة فى مصر من أهم الروافد الاقتصادية فى مصر، وإن كانت فى معظم الأحيان تعتمد على السياحة الشاطئية فقط، وترتقي بمستواها بالقدر الذي توليه الدولة اهتماماً بتنشيطها وتطويرها وإنشاء البنية التحتية الداعمة لها والذي يعود بالمحصلة عليها بمحتوى استثماري وشريان اقتصادي داعم لها. وكما هو شائع فى تعريف السياحة بأنها السفر براً وبحراً وجواً لغير أغراض العمل. وتبدو السياحة الجيولوجية كفرع هام لصناعة سياحة ذات مزيج علمي في قالب ترفيهي مميز. ولكى نحصل على سياحة جيولوجية مميزة للحصول على ناتج اقتصادي جيد يجب وضع الخطط المناسبة بالتنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات ذات العلاقة لتنفيذ مشروع تنشيط السياحة الجيولوجية. إذ تتمتع مصر بموقع فريد وطبيعة جيولوجية خلابة تفرض فيها التراكيب والتكوينات الجيولوجية نفسها رغماً عن الناظر.

السياحة الجيولوجية هي إحدى أشكال السياحة الداخلية إلى جانب السياحة الأثرية والدينية والطبيعية، التي تتواءم معها في جانب الفئة المستهدفة من عملية الجذب السياحي العلمي، والتي تعنى بنشر المعلومات الإرشادية وتوفيرها للباحثين الجيولوجيين الراغبين بدراسة التراكيب الجيولوجية أو المعدنية او الصخرية والتمتع بمناظر خلابة تروّح عن النفس، وحيث أن مصر غنية بالعديد من المواقع الجيولوجية والطبيعية ذات النسق البيئي المتميز عالمياً والتي تعتبر حافزاً لإبداع الباحث والسائح على حد سواء، ولا نستثني المظاهر الجيولوجية التي تشكل لوحة فنية فريدة أخاذة للب الدارس والباحث عن المعرفة الجيولوجية ممثلة بالمحتوى الميداني الحقيقي والطبيعي الساحر.

تكمن أهداف السياحة الجيولوجية في المحافظة على المعالم الطبيعية والتنوع الجيولوجي عن طريق نشر الوعي بأهميتها، والمحافظة على المعالم الجيولوجية، وتوضيح أهمية العلاقة بين التنوع الجيولوجي والتنوع البيولوجي. ويمكن خلق ما يسمى بالسياحة الجيولوجية والاعتراف بها من خلال إيجاد وثيقة مرجعية للسياحة الجيولوجية لجميع الجيولوجيين والمهتمين في هذا المجال، مع تسليط الضوء على التاريخ التعدينى لمصر وثرواتها المعدنية والثروات الطبيعية. 

أهم عناصر السياحة الجيولوجية: 

- أولا: وادى الحمامات الذى يجرى عليه طريق قفط - القصير ويقع فى منتصف هذا الطريق بين مدينتي قفط من الغرب والقصير من الشرق على ساحل البحر الأحمر، وعلى صخوره نقوش من العصر الفرعونى، وتوجد بجوار النقوش بئر الحمامات المكسوة جوانبها بالحجر حتى سطح الماء، يحيط بها من الخارج سلم حلزونى يصل بالزائر إلى سطح الماء بالبئر، تضيئه نوافذ فى جسم البئر يصل ضوؤها إلى هذا السلم الحلزونى تشعر الزائر بالأمان وجمال المكان، وعلى الصخور حول هذه البئر، وعلى جنبات الوادى توجد رسوم وكتابات فرعونية منقوشة على صخور أحجار رملية رمادية تسمى جري واكى (Greywacke)، وهو ما اطلق عليه الفراعنة حجر "بخن" (Bechen)، و حول البئر والنقوش الفرعونية توجد مواقع استخراج الذهب تتناثر منازل الأقدمين على هيئة مجموعات يوجد ببعض منها "رحى" طحن الذهب من الحجر الصلب المجلوب من أماكن قربية من هذه المنطقة. هذه المنطقة التى بها مواقع استخراج الذهب (التعدين) تسمى حاليا بمنطقة "الفواخير"، وتعتبر الفواخير من أقدم المراكز التعدينية فى العالم، وقد رسمت لهذا المركز التعدينى أقدم وأول خريطة فى العالم عثر عليها مرسومة على إحدى البرديات المسماه ببردية تورينو" وهى محفوظة بمتحف "تورينو" بإيطاليا، والتى تظهر بدقة بالغة المعالم الرئيسية لهذه المنطقة من طرق ومعابد لايزال من الممكن التعرف عليها حتى الآن. ويوجد بمنطقة الفواخير أول وأقدم مصنع حديث لاستخلاص الذهب من مناجم مصر القديمة شيده الإنجليز بمنطقة الفواخير عام 1942 وقت احتلالهم مصر وظل يعمل حتى عام 1954. والمصنع الآن متهالك ولا يعمل، ويجب المحافظة عليه كأثر وقيمته فى أنه أثر أهم من بيعه "خردة".

طريق قفط – القصير الذي يشق منطقة "الفواخير" يجرى على "وادى الحمامات"، وكما يذكر العالم "سليم حسن" فى موسوعته "مصر القديمة" إن وادى الحمامات لعب دورا عظيما على مدار التاريخ القديم والحديث، كان ممرا للتجارة بين مصر الفرعونية وبلاد بونت (الصومال)، ومستودعا لاستحضار الذهب. وكانت محاجر وادي الحمامات معروفة للمصريين منذ الدولة القديمة، إلا أنها لم تستغل بطرق منظمة إلا في عهد الأسرة الحادية عشرة إبان حكم الملك "منتوحتب الثالث"، الذي أرسل القائد "حنو" في بعثه إلى بلاد "بونت". واتخذ "حنو" طريقا حفر فيه عدة آبار حتى وصل إلى البحر الأحمر. وفي العودة إلى البلاد المصرية مر بوادي الحمامات، واستخرج منه الأحجار النادرة التي حملها إلى مصر، وترك على صخور هذه المحاجر نقوشا طويلة عن تفاصيل هذه الرحلة. 

جاء الملك "منتوحتب الرابع" بعد موت "منتوحتب الثالث"، وعثر على نقوش له في وادي الحمامات، والنقوش التي تنسب إلى حكم هذا الملك نحتت بيد وزيره "امنمحات". ويذكر الوزير عن بعثته أنه عثر على بئر في وسط الوادي أبعادها 10 في 10 أذرع مملوءة بالماء العذب (هذا البئر موجود ومعروف حاليا بئر الحمامات بالقرب من النقوش الفرعونية). ومنذ ذلك العهد أصبحت البعثات التي ترسل إلى بلاد "بونت" تخرج من مدينة "قفط" على النيل إلى وادي الحمامات ثم البحر الأحمر، قاصدة ميناء "ساووا" المعروف حاليا باسم "وادي جاسوس" الذي يقع شمال مدينة "القصير".

تتوالى البعثات إلى وادي الحمامات ولم تتوقف، فيرسل الفرعون امنمحات الأول (الأسرة الثانية عشرة) بعثة إلى وادي الحمامات على رأسها "انتف" حامل الختم الملكي والكاهن الأعظم للإله "مين" ليحضر حجر "البريشيا" الفاخر (حجر البريشا مازال موجودا حتى هذه اللحظة). وبعد ذلك أرسل الفرعون "رعمسيس الرابع" حملتين إلى محاجر "وادي الحمامات" لإحضار قطع ضخمة من الأحجار لإقامتها آثارا له. وقد نقش رجال البعثة الأولى الذين أرسلوا لقطع الأحجار ما حدث لهم هناك على لوحة في صخور وادي الحمامات لا تزال باقية حتى الآن. واستغل "إخناتون" محاجر "وادي الحمامات" حيث توجد بعض اللوحات المقطوعة في الصخر منقوشا عليها رسمة، ثم جاء بعده الملك "سيتى الأول" الذي سجلته لوحة وهو يقدم إناء خمر للإله "أمون رع". وفي عصر البطالمة اقام الملك "بطليموس الثالث" معبدا للإله "مين" بوادي الحمامات بجوار "بئر الفواخير" (التى مازالت موجودة ويستخرج منها الماء حتى تاريخه). وتوجد نقوش للملكين "بسماتيك الأول والثاني" علي صخور الحمامات. وتؤكد نقوش الوادي على أن "أحمس الثاني" لم يحكم مصر أكثر من سبع وأربعين سنة.

 ونظرا لأهمية منطقة الفواخير بأثارها، ومرور الطريق الإسفلتى فى منتصفها، قمت - باستخدام صور الاقمار الصناعية من "Google Earth"- بتحويل مسار الطريق الأصلى (فقط-القصير) إلى منطقة أخرى تقع جنوب المنطقة الأثرية، لحماية المنطقة الأثرية وزوارها ولجعلها متحفا مفتوحا يتجول فيه الزائرون بأمان. طول الطريق البديل المقترح مساو تقريبا للطريق المستقطع حوالى 17.2 كم، ولنفترض أن طول الطريق المقترح 20 كم، فحساب تكلفة إنشاء 1كم من الطريق بالأسفلت بعرض 11متر (3 حارات) هو 2500000 جنيه (مليونان ونصف مليون جنيه مصرى عام 2013) بتكلفة إجمالية لطريق بطول 20 كم 50 مليون جنيه مصرى، حسب ما أفاد الاستشارى الهندسى أ.د. ممدوح حمزة. ومرفق خريطة للطريق البديل المقترح.

أول خريطه  في العالم لمنطقة الفواخير فى عهد الفرعون "سيتى الأول" عثر عليها مرسومة على إحدى البرديات المسماه ببردية ورينو" وهى محفوظة بمتحف "تورينو" بإيطاليا.

 صورة أقمار صناعية من (Google Earth) توضح طريق قفط-القصير باللون الأصفر، ووادى الاثار باللون الأخضر وهو جزء مقتطع من طريق قفط-القصير يمر فى منتصف منطقة الآثار (الفواخير)، واللون الأحمر يمثل الطريق البديل المقترح. ويمكن إجراء بعض التعديلات على الطريق المقترح.

بئر الحمامات بوادى الحمامات يحيط بها من الخارج سلم حلزونى 

لوحة من الجري واكي منقوش عليها باللغة الهيروغليفية

لوحة من الجري واكي منقوش عليها باللغة الهيروغليفية

لوحة من الجري واكي منقوش عليها باللغة الهيروغليفية

نقوش في لوحة تبدو وكأنها نقوش حديثة تطمس نقوشا قديمة

صخر (حجر) البريشيا

أول مصنع فى الشرق الأوسط  لاستخلاص الذهب من مناجم مصر القديمة شيده الانجليز فى "الفواخير" بمصر عام 1942 ، هذا المصتع لايعمل الآن ويعتبر أثرا جيدا ينبغى المحافظة عليه.

- ثانيا: مدينة القصير وجنوبها، يتميز غرب القصير بسلسة أحواض رسوبية متقطعة ومتوازية لبعضها البعض تكونت في عصر الكريتاسى ومابعده، تبدو موازية للساحل الغربى للبحر الأحمر، وإن كانت في الواقع تتقاطع معه بزاوية حادة، وتسمى سلسلة جبال الضوى والبيضا وعنز وتمتد شمالا حتى رباح، وتحتوى على حفريات النيمولايت بكثرة على بعد 10 من القصير على طريق فقط-القصير، ويوجد حوض كريم الرسوبى الذى تكون في عصر ماقبل الكمبرى بأكثر من 550 مليون سنة ويحنوى على تتابع صخرى مطوى يتميز بلونه الطوبى الجميل، وتمايز صخوره من دقيقة التحبب إلى خشنة (من الحجر الرملى دقيق التحبب إلى الكونجلوميرات). وهى مناطق ذات اهتمام بحثى لكل المهتمين بالجيولوجيا بأنواعها المختلفة من تراكيب لتكاوين صخور رسوبية ونارية والخامات.

صورة ألأقمار صناعية معالجة لتبين التتابع الصخرى المطوى في حوض كريم البريكامبرى الرسوبى. 

- ثالثا: مدينة مرسى علم، تقع جنوب مدينة القصير بحوالي 133كم.  تم إنشاؤها في عام 1932 وكان الهدف منها هو خدمة البعثات الجيولوجية، وكانت منطقة لتجميع الصخور الحاملة للذهب. يوجد بها وحدة تجهيز ووحدة طحن للعينات الجيولوجية، وأقدم معمل لتحليل العينات الجيولوجية لمعرفة محتويات الذهب بها، وأيضا مصنع بدائى لاستخلاص الذهب كان يسمى "الدقاق"، وبها أقدم استراحة تسمى "البانجلو" شيدها الإنجليز فى ثلاثينيات القرن الماضي، ليديروا منها مناجم الذهب بجنوب البحر الأحمر، نزل بها الملك فاروق في أوائل الأربعينات فسميت  ب"استراحة الملك فاروق"، وتمثل مرسى علم حاليا جزءا مهما من التاريخ التعدينى لمصر لوجود الذهب حولها والعناصر الأرضية النادرة ذات الأسعار باهظة الثمن، وكذلك مصنع القصدير البدائى بمنطقة العجلة بحوار مرسى علم، الذى استخدمه الانجليز في الحرب العالمية الثانية. يتميز غرب مرسى علم على بعد 43 كم منها بصدع الشيخ سالم الأفقي بإزاحة قدرها 1.8 كم على بعد 43 كم منها، بالقرب من الشيخ سالم على طريق إدفو-مرسى علم. كما تشتهر حاليا بجبالها الجميلة ووديانها ذات محطات السفارى، بالإضافة لسياحة الغطس. ومن معالم مرسى علم الدكتور الجيولوجى عادل محمد على الذى أفنى حوالى 40 عاما من عمره حارسا على مقتنيات هيئة المساحة الجيولوجية (الثروة المعدنية حاليا) أمينا عليها، ومدافعا عنها كتراث تاريخى للتعدين المصرى. مرسى علم تستحق أن تكون متحفا مفتوحا.

معمل مرسى علم أقيم عام 1933 لتحليل عينات الذهب من البعثات الجيولوجية والمناجم المحيطة بمرسى علم.

الدقاق (مصنع الذهب في الثلاثينات من القرن العشرين لاستخلاص الذهب من الصخور)

"استراحة البانجلو"، أقدم استراحة خشبية في مرسى علم، شيدها الانجليز عام 1932 لمتابعة اعمال الذهب، نزل فيها الملك فاروق مرة وأقام بها في أوائل الأربعينات، فأطلقوا عليها استراحة "الملك فاروق"  

صدع الشيخ سالم الأفقى، قطع صخور الجرانيت (اللون القاتح) إلى كتلتين وأزاحهما عن بعضهما بمقدار 1.8كم أفقيا 

صورة لصخور بركان قاتمة، في أسفلها قواطع أفقية على شكل طبقات، تعلوها صخور جرانيتية فاتحة، تجذب جيولوجى أوروبا لدراستها لوضوح مكاشفها، ومعرفة طرق تكوينها، فالصخور في أوروبا غالبيتها مغطى بالأعشاب وليست واضحة كما في مصر. وبواديها خيام سفارى.

استراحة بعد يوم عمل شاق في خيمة سفارى على يمينى صاحب خيمة السفارى وعلى يسارى سائق سيارة العمل.

- رابعا: منطقة حفافيت، تقع هذه المنطقة جنوب الشيخ سالم بحوالي 28 كم، وتبعد عن مرسى علم بحوالي 71 كم تقريبا، وهى من أهم المناطق في العالم التي تتميز بتراكيب جيولوجية معقدة على شكل سمكه، بداخلها طيات وحوالى 6 قباب دائرية وممدودة ونص دائرية وممدودة. وتتميز بصخور النيس والجرانيتي الصفائحى من ذوات الألوان الجميلة، وبها أقدم منجم لخام الكورندم. يمكن استخدامها كمتحف مفتوح، وهى من أكثر المناطق عالميا جذبا للأجانب لدراسة تراكيب الطى والقباب. وبواديها المعروف باسم وادي" حفافيت " يمكن استغلاله للسفارى والاستراحات لبعثات العمل الجيولوجى.

صورة من الأقمار الصناعية تمت معالجتها لإظهار تراكيب الصخور ذات الطيات والقباب المستديرة في الشمال تليها قباب ممدودة وطيات. جميع هذه التراكيب تقع في تركيب يشبه شكل السمكة ذيلها في الجنوب الغربى.  

 صخور النيس الجرانيتى بحفافيت 

صخور النيس المطوية في حفافيت 

صخور النيس في شكل سجق في حفافيت

يمكن تقسيم السياحة الجيولوجية الى نوعين رئيسيين حسب "موقع سلطة المصادر الطبيعية بالمملكة الأردنية الهاشمية": 

أولا: نمط علمي للبحت فى الظواهر الجيولوجية ويستهدف فئة العلماء والباحثين وطلاب الجامعات والمدارس والمعاهد والمستثمرين الاقتصاديين والمهتمين بالبيئة والثروات المعدنية. ومن أهم عناصر هذا النمط التراكيب الجيولوجية الفريدة والتتابع الطبقي الكامل ومناطق تواجد الأحافير، ولذلك يجب العمل على انشاء برنامج سياحي جيولوجي بالتعاون بين المختصين في الوزارات ذات العلاقة البينية، وتسويق هذا البرنامج الى كافة مراكز البحث والجامعات التي تدرس الجيولوجيا في العالم والتي يندر بها وجود أي مكاشف جيولوجية ميدانية للطلبة.  

ثانيا: نمط ترفيهي ويستهدف السائح والباحث عن الراحة والاستجمام بالمنظر الطبيعي الخلاب للمظهر الجيولوجي المميز. ومن أهم عناصر هذا النمط التشكيلات الجيولوجية الخلابة وخصوصاً تلك القريبة من الطرق الرئيسية، وهنا لا بد من الاشارة الى وضع لوحات توضيحية تبين الوضع الجيولوجي لهذه المواقع بشكل مبسط يستهدف السائح العادي مدعمة بالصور والخرائط الثابته في الموقع السياحية بالمؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالتنشيط السياحي، هيئة المساحة الجيولوجية، وزارة السياحة، وزارة الآثـار، وزارة البيئة. 

مصر هي الدولة الوحيدة في العالم المؤهلة سياحيا بامتياز، تاريخها وجغرافيتها، متاحف مفنوحة، في كل مكان أثر لموقعة أو غزوة أو أثر. مدن القناة المفترض أن تكون متاحف مفتوحة، خط بارليف، النقطة الحصينة في سيناء، ابوعطوة ونمرة 6 في اسماعيلية، التل الكبير، أبو قير، رشيد، درب الأربعين بالصحراء الغربية.. كل مكان في مصر له تاريخ وأثر فمتى نهتم بالترويج السياحى في عصر الانترنت. مصر متحف تاريخى وأثرى مفتوح.
------------------------------------
بقلم: د. يحيى القزاز

مقالات اخرى للكاتب

السياحة الجيولوجية.. متاحف مفتوحة