26 - 05 - 2025

المحارب

المحارب

لا تتهموني بألوان كئيبة.. هذا ما تبقى من محاولاتي المستميتة لأصبح أفضل.. لأصير إنساناً يرى حتى معالم وجهه في المرآة بصورة لا تخيفه..

متى سقط كل هذا الشعر من رأسي؟! متى هاجمني ما تبقى  من شعيرات؟ تلك الشعيرات البيضاء الغبية تذكرني بالأيام.. حتماً ليس لكبر السن!

لا تتهموني بالعزلة أحياناً.. أنا أفقد، لأيام، حتى الرغبة في ملاطفة بناتي.. الاستمتاع بقهوتي.. أنا أفقد الرغبة في مناداتي!

أنا صلب لا ينكسر .. طموح لا ينتهي.. رغبة في إنقاذ العالم من كل جهل ومشاعر سلبية.. تملؤني تلك الطاقة حتى حدود الكون..

تضيع بوصلتي ببضعة أوجاع.. فقط أشاركها روحي.. أشاركها أصدقاء لا أعرفهم.. أهرب للكتابة فتخذلني كالعادة.

ولكن، الاكتئاب شُخِّصَ بأنه مضاد للعلاج.. حتى هذا السرطان القاتم يرفض أن يتعالج.. أو يهرب مني ..!!

ولكن مغفل من يعتقد هزيمتي..

سأحرم بلا شك

سأعتذر عن مواعيد لآخر لحظة لعدم قدرتي على الحديث

سأنعزل

ولكني سأستمر دوماً أبهر الجميع بصلابتي.. قوة جهادي ضد ما يؤرق دقات قلبي ويصيبهه بالاضطراب.

سأظل أعمل وأنجح وأحافظ على لقب "المحارب الناجح"

مزاجاتي تحيرني جدا وتحير أصدقائي ، ولكن حروبي لن تتوقف لحظة.. صراعي لن ينتهي.. دعوات أمي ترافقني.. وقلوب أصدقائي تدعو وتدق بمشاعر الأمل بدلاً عني..

سيكفيني أن يراضيني الله.. بالصمت.

حين تحين لحظة البكاء.

لن أخسر معركتي..

سوى بآخر أنفاسي،

والدقة الأخيرة في قلبي.
---------------------------------
بقلم: د. مصطفى عادل

مقالات اخرى للكاتب

المحارب