28 - 03 - 2024

مهدي ومجدي .. كلام والسَّلام !

مهدي ومجدي .. كلام والسَّلام !

أؤكدُ من جديد، كما أخبرتُ مرارا وتكرارا، أن أبطالَ حكاياتي أشخاصٌ حقيقيون، وأن المواقف المذكورة حدثتْ بالفعل، ولكن ليس بحذافيرها؛ إذ طالتها لمسةُ الكاتب، و(تاتش) الفنان لإبراز عوامل تُصقل المقال، وتجذبُ انتباه القارئ، بل وتُجبره علي قراءة ما أكتُبه من أول سطر إلي آخر كلمة دون رتابة أو مَلل، كما أخبرني من أثقُ برأيهم، وأضع ملاحظاتهم علي العين والرأس.

وألفتُ نظر القارئ - وهو سِيد العارفين - أن عواملَ صقل المقال، تدور بين إثارةٍ وحبكة، وتشويق، وأحيانا يكون الإسهابُ غير المُمل؛ لكثرةِ حكايات البطل ونوادره، أو الإيجاز غير المُخل، والهدفُ من كل ذلك هو رسمُ البسمة علي الشفاه، وانطلاق الضحكة من الفم، وهذا ما أكده أكثرُ من قاريء، وناقد في تقييم المقالين الأخيرين، واللذين كانا بعنواني : (بنت النعمان .. وحكايات ابن عطوان)، و( مجدي أبو صالح .. وجزمة السَّيد المسئول ) .

وبطلا المقالين شخصيتان حقيقيتان تمتلئ حياتُهما بالزخم والأحداث، وتتعدد نوادرهما في معركة الحياة، فبطل حكايات بنت النعمان أستاذي المُبجل، وأستاذ الأجيال مهدي عطوان، وهو عبقريةٌ حكاء حافظ للشعر والآثار، قدَّم لي، ولمن سبقنا ولحقنا الكثيرَ والكثيرَ، وأجمع الكلُّ علي عبقريته الفذة، وما نشرتُ ما كتبته عنه - وقلما أفعلُ ذلك -  إلا بإذنه، وقطعا لا يقبل أبدا وهو الذكي الألمعي أن يسمحَ بالاستخفاف به، فموافقته علي النشر جوازُ مرور، وليقل بعدها من شاء ما شاء.

أمَّا بطل المقال الثاني فهو ابن عمتي وهو ظريفٌ بحق، يملأ مركزه في أيِّ مجلس يحضره رغم ضآلة جسمه، وكلما رأيتُ تقديرَ الناس لما يقول رغم ضآلة جسمه وقلة كلامه، أيقنتُ أن الناس لا تُقاس بالأجسام، ولا بالأحجام ولكن بالأثر.

فرغم عراك مجدي أبو صالح للحياة، وعراكها له، إلا أنه انتصر،  وامتاز بحسن السيرة، ونجحَ رغم شظفِ العيش، وقسوة الأيام - شأن الكثيرِ من أهالينا الطيبين- في تربية أبنائه، والوصول بهم إلي برِّ الأمان !

فقطعَ من قُوته ليُطعمهم، ومن نفقاته ليُعلمهم، ومن صحته لتشتدَّ سواعدُهم .

وأخيرا أؤكد أنني لا أكتُب قرآنا يحرُم نقدُه والاعتراضُ عليه، ولكنه جهدٌ بشري يقبلُ المدحَ والذم، وما لم يرق للبعض يُعجب الآخرين .. والسَّلام ختام .
-----------------------------
بقلم: صبري الموجي

مقالات اخرى للكاتب

أماه .. في يوم عيدك سامحيني!





اعلان