هل كنا فى حاجة إلى توجيهات وتعليمات فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لنصلى ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الجمعة المقبلة فى كل مساجد المحروسة ولمدة خمس دقائق؟!
الاجابة الواضحة لا ، لم نكن فى حاجة الى تعليمات وتوجيهات وزارة او وزير لنصلى على السراج المنير الهادي البشير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين وخير خلق الله كلهم.. ولأننا بصلاتنا وسلامنا على المصطفى إنما نستجيب للأمر الإلهى الأعظم من رب العزة والجلال (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
ولأننا فى مصر ولا أذكى شعبنا الطيب، من أكثر شعوب الأرض صلاة وسلاما على سيدنا محمد.. فمعظم حوارات المصريين تبدأ بعبارة صلى على النبى ، ومعظم زيجات المصريين وحفلات الخطوبة وعقد القران تبدأ بالصلاة على النبى ، وأول ما يقوله معظم المصريين عند استقبال مولود بسم الله ما شاء الله اللهم صلٍّ على النبى، وكم من مشاجرة كان من الممكن أن تسفك فيها الدماء حلت وانتهت بعبارة يا جماعة صلوا على النبى.
ولاحظت أن بعض التعليقات ذهبت إلى الترحيب بتوجيهات وزارة الاوقاف وعبرت عن أملها فى أن تؤدي الصلاة والسلام الجماعية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى إصلاح الأحوال ورفع الغلاء وسداد الديون وحلحلة المشكلات الاقتصادية المتفاقمة.. ونسأل الله أن يحقق رجاء وآمال كل الطيبين المخلصين المحبين.
وفى رأيى المتواضع أن أعظم صلاة وسلام على الحبيب المصطفى تكون باتباع سنته خاصة فى محاربة الفساد، فهو من قال: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة.
وأن نلتزم بسنته بالحفاظ على الأمانة فهو القائل: (إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة)وأن نلتزم بسنته فى إسناد المهام والوظائف إلى المستحق والأكثر كفاءة فهو من حذرنا (إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة)
وعلينا أن نتمسك بسنته فى التعاون والتعاضد فيما بيننا فهو القائل: (من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له ومن كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له)
فى كل الأحوال لا نملك إلا الاستجابة لكل من يدعونا للصلاة والسلام على الحبيب.. هذا مع إيمانى التام بأنه فى كل ثانية على امتداد اليوم هناك آلاف يصلون ويسلمون على الحبيب فى أصقاع الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وفى السموات من راكبى الطائرات وفى البحار والمحيطات من راكبى السفن بل وفى اعماقها من راكبى الغواصات.. وقد بشرنا صلى الله عليه وسلم بما معناه بأن الله سبحانه وتعالى يرد عليه روحه ليرد السلام على من يسلم عليه، فصلاة وسلاما عليك يا حبيبى ومن أن اطمع أن تكون شفيعى يا رسول الله.. طبت حيا وميتا يا خير خلق الله كلهم.
------------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج