06 - 07 - 2025

"أشتوم الجميل" قبلة الطيور المهاجرة: 515 نوعا بينها 325 طيرا مهاجرا و 2 مليون طائر يبحث عن الدفء بسماء مصر

ثلاثة مواسم و 4 مسارات و 34 موقعا للطير المسافر
خطة لمهرجانات تستهدف جذب السائح المحب للطبيعة.. والبداية من بورسعيد

يشهد شهر مايو مناسبتين تتعلقان بالبيئة، الأولى اليوم العالمى لهجرة الطيور 16 مايو والثانية اليوم العالمى للتنوع البيولوجى 22 مايو،لذلك جاء إختيار جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة د. محمود بكر لزيارة محمية "أشتوم الجميل" في بورسعيد بدعوة من مشروع "صون الطيورالمهاجرة الحوامة" وفى إطار بروتوكول التعاون بين وزارة البيئة والجمعية.

"أشتوم الجميل" هى المكان الأنسب للاحتفال بالمناسبتين فهى أهم أحد مناطق الأراضى الرطبة ولها أهمية فى التوازن البيئي، حيث تعد بنكا للتنوع البيولوجى والجينات الوراثية للعديد من الكائنات، وهى أيضا مقصد للطيور المهاجرة هربا من صقيع أوربا باحثةعن الدفء فى طريقها لأفريقيا، تقع المحمية على المسارالثالث لهجرة الطيور، وقد شهدت"أشتوم الجميل"المهرجان الأول للطيور فى ديسمبر الماضى فى اليوم العالمى الثانى للطيور المهاجرة حيث يحتفل العالم بالطيور المهاجرة فى 17 مايو و6 ديسمبر من كل عام.

 مهرجان أشتوم للطيور المهاجرة سيكون بداية لسياحة مهرجانات الطيور بالتعاون بين وزارة البيئة ووزارة السياحة وتستهدف السائح المهتم بالبيئة والطبيعة والسياحة البيئية التي تحظى باهتمام قطاع كبير من الأجانب.

 أشتوم الجميل

تم إعلان أشتوم الجميل محمية طبيعية بقرار رئيس الوزراء رقم 459 لسنة 1988 وهى بذلك خامس محمية طبيعية يتم إعلانها وكانت على مساحة 40 كيلو مترا وأصبحت الآن 202 كيلو مترا بعد تعديل قرار إنشاء المحمية عام 2019. تقع المحمية على الطريق الساحلى بين بورسعيد ودمياط على مسافة سبعة كيلو مترات غرب مدينة بورسعيد وتشمل المحمية بوغازى الجميل القديم والجديد

وأشتوم الجميل تمثل 28% من مساحة بحيرة المنزلة أحد الأماكن الهامة للطيور فى مصر، سواء المهاجرة أو المقيمة ويصل عدد أنواع الطيور المسجلة بها 255 نوعا والمسجل داخل المحمية 174 نوعا، ويصل عدد الطيور التى تأتى للمحمية خلال الفترة من أغسطس حتى مايو 224 ألف طائر سنويا.

د. حسين رشاد مدير محمية أشتو

مواسم ومسارات الهجرة

خلال الزيارة  تجول بنا د. حسين محمد رشاد مدير محمية أشتوم الجميل – داخل المحمية متحدثا عن الطيور البرية المقيمة والمهاجرة. يقول د. حسين: تتميز مصر بالتنوع البيولوجى ويتضح ذلك عندما نعرف أن عدد الطيورالمائية والصحراوية والشاطئية والمغردة يصل لـ 515 نوعا منها 190 نوعا مقيما إضافة إلى 325 نوعا مهاجرا يبحث عن الدفء فى سماء مصر.

ويستعرض د. حسين مواسم ومسارات هجرة الطيور ويقول هناك ثلاث مواسم: - الأول فى الخريف فى الفترة من أغسطس حتى نوفمبر، تأتى الطيور من وسط وشرق أوروبا والاتحاد السوفيتى وتركيا وشمال غرب سيبيريا فى طريق هجرتها إلى وسط وجنوب أفريقيا، وأنواع الطيور خلال هذا الموسم عشرة وهى الشرشير الصيفى والبلبول والحمراى والكيش والبجع والبشاروش والنوارس والبلشونات واللقالق والطيور الخواضة.

- الموسم الثانى خلال الشتاء من ديسمبر حتى فبراير تأتى من وسط وشرق وغرب أوروبا والاتحاد السوفيتى وتركيا وشمال غرب آسيا (سيبيريا) خلال هجرتها إلى وسط وجنوب أفريقيا، وأنواع الطيور المهاجرة فى موسم الشتاء سبعة وهى الحمراى والزرقاى والرة من شرشيرالشتوى وغراب البحر والبلبول والغر.

- الموسم الثالث الربيع خلال الفترة من مارس حتى مايو ومسار الهجرة من وسط وجنوب أفريقيا عائدة إلى موطنها الأصلى فى أوروبا وعدد انواع الطيور أربعة الطيور الخواضة واللقالق والكركى والسمان.

ويتنقل د. حسين للحديث عن مسارات هجرة الطيور  التى تعبر خلال الأراضى المصرية  ويقول  توجد 4 مسارات، - الأول يأتى من دول شمال ووسط وشرق أوروبا  إلى بحيرة طبرية، ثم تعبر الحدود المصرية من صحراء النقب ثم تتجه جنوبا إلى الحدود السودانية إلى وسط وجنوب أفريقيا، وتمثل اللقالق والجوارح أهم هذه الطيور، بالإضافة إلى أنواع قليلة من العصفوريات ويندر وجود الطيور المائية فى هذا المسار وتصل أعداد الطيور نحو نصف مليون طائر.

- المسار الثانى يبدأ من شمال ووسط وشرق أوروبا ويصل إلى مصر بمحاذاة البحر المتوسط إلى محمية الزرانيق بجوارمدينة العريش ثم يتجه جنوبا عابرا قناة السويس ليتحد مع خط المسار الأول وتشكل طيور السمان وبط الشرشير الصيفى أغلب طيور هذا المسار وتشكل اللقالق والجوارح نسبة ضئيلة منه وتصل أعداد الطيور حوالى نصف مليون طائر.

- المسار الثالث تأتى الطيور من وسط وشرق أوروبا متجهة إلى الجنوب حتى تركيا، عابرا البحر المتوسط عن طريق جزيرة قبرص داخلا الأراضى المصرية ويأخد مساره فى مصر اعتبارا من البحيرات الشمالية (المنزلة والبرلس وإدكو) ثم تتفرع إلى مسارين أحدها عبر نهر النيل  ليتفرع إلى فرعين إحداها إلى بحيرة قارون ووادى الريان بالفيوم ثم يتجه إلى جنوب مصر والآخرعلى جبال البحر الأحمر، وتشكل الطيور المائية معظمه إلى مليون طائر، وهو أهم مسارات الطيور المهاجرة فى مصر ويستمر تواجد الطيورالمهاجرة بهذا المسار حتى نهاية شهر إبريل.

- المسار الرابع تأتى منه الطيور المهاجرة من وسط أوروبا حتى تمر بواحات مصر بالصحراء الغربية متجهة جنوبا إلى وسط أفريقيا وتمثل الطيور الجارحة واللقالق وبعض الطيور المائية والكركى والعصفوريات معظم هذا المسار وتصل أعدادها إلى عشرات الآلاف ولا تحط الطيورأثناء عبورها بمصرمن خلال هذا الخط.

مهرجان عالمى

ويذكر د. حسين أهم مناطق الطيور المهاجرة فى مصر، وهى محمية الزرانيق وبحيرة البردويل شمال سيناء حيث يتواجد فيها 91 ألف طائر، والملاحة ببورسعيد ويتواجد بها 85 ألف طائر، وبحيرة المنزلة بورسعيد ويتواجد بها 424 ألف طائر.

وأشار مدير محمية أشتوم للبعد الاقتصادى الذى يمكن أن يتحقق من مرور 2 مليون طائر بسماء مصر، وذلك من خلال تنظيم مهرجانات لهجرة الطيور يستهدف السائح المهتم بالطبيعة وبمراقبة حركة الطيور، وسياحة مراقبة الطيور تحقق لانجلترا 500 مليون يورو سنويا موضحا إن فى مصر 34 موقعا، ويمكنها أن تجذب مراقبى الطيور من مختلف دول العالم ، وأضاف أن البداية كانت من أشتوم حيث تم تنظيم أول مهرجان فى بورسعيد ديسمبر 2022 بالتعاون بين وزارتى البيئة والسياحة، وستليه عدة مهرجانات وفق خطة زمنية وجدول يتناسب ومواسم الهجرة.

مهددة بالانقراض

ويشرح د. حسين رشاد - مدير المحمية - أهداف إنشاء المحمية وهي: - صيانة النظم البيئية بمنطقة المحمية ببحيرة المنزلة ، المحافظة على مجموعات الطيور المهددة بالانقراض سواء المقيمة أو المهاجرة إلى البحيرة خلال مواسم الهجرة، والمحافظة على المخزون السمكى داخل بحيرة المنزلة وبخاصة الأنواع البحرية والمحافظة على الغطاء النباتى المنتشر بالبحيرة خاصة النباتات الطبية ووضع الاستخدامات السليمة لها.

- المحافظة على الآثار الاسلامية بمنطقة تينيس والتى ترجع إلى العصر الأيوبي، وهى منطقة  غنية بالطيور التى تبنى أعشاشا تتكاثر فيها. ونشر الوعى البيئى بين كافة الأوساط بأهمية المحمية فى صيانة التنوع البيولوجى والمحافظة على التوازن البيئى ، وإجراء البحوث والدراسات العلمية بالتنسيق بين إدارة المحمية والجهات العلمية خاصة قناة السويس والمنصورة. 

د. محمد شريف باحث بالمحمية يراقب حركة الطيور

المحمية لاتتميز فقط بالثراء البيئى والتنوع البيولوجى وإنما تتميز أيضا بالثراء العلمى والبحثى كما ذكر محمد مصطفى – مدير إدارة التدريب ومسئول التوعية البيئية – حيث تضم المحمية كوكبة من الباحثين فى المجالات المختلفة منهم محمد شريف باحث فى مجال الطيور والحشرات والفراشات وشارك فى برامج رصد الزواحف والثدييات ، نجوى الشناوى باحثة فى البيئة البحرية والأسماك وتشارك فى أعمال الرصد والتوعية، سمر سامى باحثة فى العناكب والخنافس والرعاشات والفراشات ، هالة محمد راشد  باحث تخصص نبات تعمل على رصد النباتات  الطبية ذات العائد الاقتصادى فى المحافظات المطلة على البحيرة، وهم يعملون كفريق علمى متكامل برئاسة د. حسين محمد رشاد.

وفى نهاية الزيارة أكد محمد مصطفى – مسئول التدريب والتوعية والذى رافق أعضاء الجمعية فى الزيارة – أهمية التوعية بقيمة المحميات فى رصد وتصنيف وصون الكائنات المهددة بالانقراض وأهمية توعية الناس بأخلاقيات زيارة المحميات والحفاظ عليها.
-----------------------------
تقرير: نجوى طنطاوى


محمود أمين عضو جمعية كتاب البيئة يراقب حركة الطيور