من الأهمية بمكان ونحن نعيش في رحاب أعياد متتابعة ، أن تتمسك القلوب والعقول والأرواح والنفوس في أيام الأعياد بدرب الابتسام والفرح، رغم أنف أي أحزان وجراح ، جراء وقوع أخبار مؤسفة أو تأخر أنباء سارة، وهو أمر شاق ولكن فيه الدواء.
لكل وقت آذان، وإن نفسا تستحب الحزن على الفرح في يوم عيد، هي نفس في حاجة لمراجعة مسار روحها وقلبها وعقلها، وإن نفسا تحسد القلوب على بسمتها في يوم فرح هي نفس على حافة الهاوية، وإن نفسا لم يكفها الدوران في فلك العبوس باقي أيام العام وتجور على أيام العيد لهي نفس تحتاج إلى إصلاح.
يقولون في الأمثال " الفرح نصف الصحة"، وهو المعنى العظيم الذي تحتاجه البيوت والمجتمعات والأوطان، كل حين، ولذلك من بديع صنع الله عز وجل أن "الابتسامة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها جميع الشعوب دون ترجمة".
ومن هذا الفهم ، قال القدير الراحل غسان كنفاني:" إن البكاء والحزن لا يحلان المشاكل"، وقال الأديب الراحل أحمد خالد توفيق : "تمسكوا بالشخص الذي يحول الأمور النكدية والحزينة لأمُور تضحك بدون ما يقلل من حزنك أو يضايقك لأن هذا الشَخص عظيم".
لا محل لتأجيل الفرح، إذا هل هلاله، وعلينا أن نتعلم كيف نفرح وأهمية أن نفرح، وننشر ثقافة الفرح، وأن نخلق لحظات الابتسام، من لحظات المعاناة ، فلكل ليل صباح ، وبعد الأتراح حتما تأتي الأفراح.
تهانينا بعيد تحرير سيناء، الذي جاء بعد هزيمة وانكسار، فدوام الحزن محال، ودعواتنا أن يرزق الله تعالى كل البيوت والقلوب، والمجتمعات والأوطان، فرحة وسعادة.
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن، وكل عجز وانكسار.
-------------------------------
بقلم: حسن القباني