يأتي عيد الفطر المبارك، أعاده الله عليكم باليمن والوفاق والبركات، محملا بمعاني عديدة، منها: الفرح، والتسامح والتصافح، ولم الشمل، لكن أرى أنه من المهم التوقف عند معنى "قوة الإرادة".
إن كل عيد لابد وأن يأتي بعد محطة شحن بطارية الإرادة في قلب الإنسان، ليكون رواحا وبراحا، استعدادا لما قادم من سعي وبناء وانطلاق، فعيد الفطر يأتي بعد مدرسة الصيام، وعيد الأضحى يأتي بعد العشر الأوائل من ذي الحجة، وهكذا كل عيد.
من نجح في مدرسة الصيام الرمضانية الملهمة نجح في تعظيم إرادته، ومن قويت إرادته نمت سعادته، في وقت فاصل تعاني فيه البيوت والعائلات والمجتمعات، من تحديات وأزمات في الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وتحتاج إلى إرادة قوية ايجابية، للعمل المتزامن على تطوير الذات وتجويد العلاقات والمعاملات بعيدا عن النكد والفشل واليأس، وصولا بقلب الإنسان إلى بر الأمان والإطمئنان والإسعاد.
يقول الأديب الراحل أحمد خالد توفيق :" (إرادة النكد) حق لا ريب فيه مثل ( إرادة الفشل ) .. إنها الشيء السحري الذي يدفع المرء لإفساد سعادته حين يكون سعيدا .. و يدفع محبين متفاهمين إلى الشجار دون سبب أو لسبب لا يذكر".
حدد ما تريد، واعلم أن القلب إذا أراد يوما التصحيح والتطوير، فلابد وأن يستجيب القدر، وفي هذا يقول مولانا جلال الدين الرومي :"ما تسعى إليه يسعى إليك".
اسع لما تريد، وإن تأخر قليلا فإن لله عز وجل حكمة بالغة، فالبعض "يريدون من الأماني نجمة ويريد ربك لهم القمر".
كل عيد وأنتم أقوياء الإرادة ، قوة إرادة إيجابية تعين على تجديد الوعي والحياة، وإنقاذ البيوت والمجتمعات من غول التطفيف وهوس الاستحقاق.
---------------------------
بقلم : حسن القباني