30 - 05 - 2025

شرف الخصومة في البيوت المأزومة

شرف الخصومة في البيوت المأزومة

إن المودة والرحمة هما رمانة الميزان في البيوت وبين العائلات، وجناحا العلاقات والمعاملات، ولكن مع واقع الحياة، تقع الخصومة، وهنا لابد أن تحكمها قواعد الشرف والفروسية، وفي مدرسة الصيام دعائم لهذه القواعد.

للأسف، وقت الخلاف والابتعاد والافتراق، هناك من يخاصم بفجور، ويحطم كل الجسور، ويبني ألف سور، ويركن إلى النكران والجحود، بل يذهب للعنف والاستباحة "جرائم العنف الزوجي كمثال".

يقول الشيخ الراحل محمد الغزالي: "إن العنف خليقة مرذولة، وهو أول مظاهر العدوان"، ويقول الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع : "إن أخلاق البشر الحقيقية هي أخلاقهم التي تتبدى عند الخلاف والنزاع والخصام ، وليست تلك التى نتعامل معها فى أيام الصفاء والوئام".

عندما يغيب شرف الخصومة عن البيوت المأزومة ، يحضر الغشم والغباء، و الإساءة والإهانة والقسوة ، وخيانة العيش والملح ، والكذب والطعن في الظهر، والكيد والمساومة، والضرر والإضرار، وسائر سياسات الأرض المحترقة.

وعندما نعلي شرف الخصومة، تنعم البيوت، بالأمان عند الاختلاف، والنبل عند النزاع، والرفق عند التباعد المؤقت، والتحضر عند التباعد الدائم، وعدم التلاعب بالحقوق والمساومة عليها في كل الحالات ، فلا يتسع الفتق على الراتق، ولا تتضخم الأزمات.

لابد من وضع خطوط حمراء في العلاقات والمعاملات، في ظلال من التقدير والاحترام المتبادل والتغافل، مع ضبط المشاعر وتعلم سبل الانضباط الانفعالي الراقي، بالإضافة إلى التباعد الإيجابي وقت الغضب، والاعتذار والتصحيح أولا بأول، والتمسك بالنبل عند الافتراق.

إن الرفق أساس الحياة، وإن للجسد حرمة، وإن البيوت ليس حلبة ملاكمة، وإن الأسرة أمانة، ولأعضائها جميعا، حق الرعاية والصيانة، والنبي الكريم قال:" خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي".
---------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي