كتبت تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد فيها تسمية أبواب الكعبة المشرفة بأسماء ملوك السعودية ، فتم القبض عليها من فندق "أنجم" المجاور لبيت الله الحرام في اليوم التالي، ومن يومها اختفت تماما.
هذا ملخص مختزل لقصة الزميلة رانيا العسال الصحفية المصرية المناصرة لكل حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والمعادية للتطبيع.
بدأت القصة حينما أعلنت نقابة الصحفيين المصريين عن رحلة عمرة لأعضائها في نهاية شهر يناير الماضي. سافرت رانيا مع الرحلة يوم 7 فبراير الماضي على خطوط مصر للطيران ضمن الرحلة رقم 671 التي أقلعت من مطار القاهرة متوجهة إلى جدة في الثانية و25 دقيقة ظهرا، ومنها انتقلت بالأتوبيس إلى فندق أنجم الواقع أمام باب الملك عبدالعزيز (أحد أبواب الحرم المكي)، وفي وقت متأخر من مساء الجمعة 10 فبراير كتبت تغريدتها التي فيما يبدو أدت للقبض عليها قائلة: "لماذا يسمون أبواب الكعبة بأسماء ملوكهم، هل أحد من أسرة بني سعود بنى الكعبة ولا حتى شارك في هدم الأصنام حولها ولا حتى تحريرها؟ أكيد جدهم الأكبر هو من أبلغ أبرهة عن مكان الكعبة!".
صحيح أن التغريدة فيها تجاوز بحق العائلة السعودية الحاكمة، لكن كان يمكن أن تمر بما أنها في جوار بيت الله الحرام "ومن دخله كان آمنا". مرت ساعات الليل بسلام وفجر السبت 11 فبراير توجهت مع الوفد المرافق إلى مزارات مكة (جبل النور – جبل عرفات – منطقة منى) لكنها حين عادت إلى غرفتها عصر ذلك اليوم وجدت أفرادا من جهاز الأمن السعودي بانتظارها ، واصطحبوها إلى مكان غير معلوم وبعد ساعات حضروا مرة أخرى للفندق وأخذوا حقائبها، وابلغ الوفد الذي كانت ضمنه بالتوجه إلى المدينة المنورة فجر اليوم التالي بإكمال برنامج رحلتهم بدونها.
وعلى مدى نحو 56 يوما لم يعد أحد يعرف عن الصحفية المصرية رانيا العسال شيئا، فلم يصدر بيان عن السلطات السعودية يوضح التهم المحتجزة بها، ولم تتحرك الخارجية المصرية لاستجلاء مصيرها، فقط هاشتاجات وتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب السلطات السعودية بإخلاء سبيلها.
وقبل أيام بدأت نقابة الصحفيين التحرك ، حيث اهتم مجلس النقابة الجديد بالأمر وبدأ اتصالات لمعرفة التهم المنسوبة إليها ، واليوم التقى زوجها بالأستاذ خالد البلشي نقيب الصحفيين على أمل تدخل النقابة والتواصل مع السلطات المصرية والسعودية لإطلاق سراحها.
و"المشهد" تدعو رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية المصرية للاهتمام بأمر الصحفية والمواطنة المصرية رانيا العسال ، كما تناشد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بإصدار توجيهات بترحيلها إلى مصر ، فلو سجنت السلطات العربية كل من ينتقد سياساتها، فلن تكفي أرض العرب على اتساعها للسجون.