30 - 05 - 2025

مسحراتي القلوب

مسحراتي القلوب

إذا كان المسحراتي في التراث الشعبي هو من يوقظ الناس "يقظة استهلاكية" للسحور والاستعداد للصوم التقليدي المعروف، فإن كل البيوت بحاجة إلى مسحراتي مماثل يوقظ دوائره "يقظة إنسانية" من النوم ليلحقوا بقطار الصوم التغييري المتجدد، بداية من مدرسة الثلاثين يوما الرمضانية التصحيحية.

إن الفكرة في السحور تمكن في أخذ مدد يومي لاستكمال المسير نحو الصوم وتحمله، ومسؤولية مسحراتي القلوب، كما يمكن أن أسميه، هي دق طبول اليقظة الإنسانية ، كل حين ، في ظل ليالي مليئة بالتحديات والنائمين عن حقوق العلاقات والمعاملات، وذلك لتناول الروح والقلب والنفس والعقل والبدن ما تيسر من الزاد والمدد ، لتحمل عناء صوم تغييري متجدد في كل البيوت عن القسوة وهوس الإستحقاق والشقاق والنرجسية والفشخرة والمنظرة وضياع ترتيب الأولويات وغيرها من سيء الأفكار والمشاعر والسلوكيات.

إني أحاول أن أمارس هذا الدور، بحروفي ، ويمكن لكل الذين يمتلكون الوعي والعلم ويفهمون في الأصول وكيفية بناء الجسور، أن يكونوا هذا المسحراتي في بيوتهم ودوائرهم، بكلمة طيبة أو فعل طيب، كما فعل الإمام الرحيم مع القطة في الفيديو الشهير، على سبيل المثال، وصوب أبصارهم وبصيرتهم أن الدال على الخير كفاعله وأن الساعي لنشر الوداد يرزق بالاسعاد ، من أجل واقع أفضل مليء بالحب والوفاق والاعتدال.

وإني لأنادي من أعماق قلبي كل قلب وبيت ، مستفيدا من نداء "مسحراتي الشعراء" الراحل المبدع فؤاد حداد وصوت الفنان الراحل القدير سيد مكاوي: "اصحى يا نايم وحد الدايم"، القلب السليم في البيت السليم، "اصحى يانايم يا نايم اصحى"، السعي للوفاق أفضل من الخناق، اصحى يا نايم العلم نور والدين أخلاق ، وحد العليم .. رمضان كريم.
------------------------------------
بقلم: حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي