إن في شهور الله شهرا إذا أحسنت البيوت استغلاله تطورت ونجحت، وإذا لم تحسن استغلاله، تضررت وتعثرت، ألا وهو شهر رمضان المعظم، فهو مدرسة إصلاحية كبرى على مدار 30 يوما، ومن أبرز الأزمات التي يمكن علاجها في مدرسته : "هوس الاستحقاق" الذي يساعد النشوز/الشقاق على التسلل إلى البيوت.
يقول شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في برنامجه الرمضاني الحالي :" الأصل في الحكمة من الزواج الجمع بين الزوجين بالمودة والرحمة والعشرة بالمعروف، والنشوز كما يُطلقُ على الزوجة التي تتمرد وتستعلي على زوجها، يُطلق إطلاقًا متساويًا على الزوج إذا أضر بزوجته وجافاها وتحامل أو تعدى عليها، وهدَّدها بالطلاق، وكذلك عند السخرية منها ومن مستواها الاجتماعي والثقافي".
ويقول المختصون عن هوس الإستحقاق إنه" استحقاق وهمي بالجدارة ، غير واقعي و مبالغ فيه ، بدون صفات أو إنجازات يستحق عليها الفرد ذلك الشعور المتضخم"، وهو اضطراب ، برأيي ، بات متوغلا في البيوت والمجتمع، للأسف، يقوض استقرار معاني الاستحقاق الصحي الطبيعي التي ينالها كل إنسان سعى بحق وقدم السبت ليجد الأحد.
إن بين النشوز، وهوس الاستحقاق، علاقة ، فكل نشوز هو جزء من هوس استحقاق، وكل هوس استحقاق باب للشقاق، وغالبا، ما يقع الأشخاص النرجسيون في تلك الورطة، فهم بطبيعة الاضطراب ، يعانون من حب النفس والأنانية، والغرور والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين.
يوفر شهر الوفاق والإحسان الأكبر، بعض الحلول، عبر صوم حقيقي شامل، يقضي على سيء الأفكار والمشاعر والسلوكيات، صوم للروح والنفس والعقل والقلب والبدن، عن كل أذى، بما يساعد على إصلاح اجتماعي وأسري، يوقف النزيف والاستنزاف.
--------------------------
بقلم : حسن القباني