19 - 04 - 2024

الصيام الاجتماعي الشامل

الصيام الاجتماعي الشامل

"أكل حتى الفجر..نوم حتي الظهر..خناق حتى العصر ..ترقب حتي المغرب".. هكذا لخص الساخر العبقرى محمد عفيفي صيام أغلب الناس، وهي مقولة وصفها الأديب الراحل أحمد خالد توفيق على أنها "مازالت قادرة على جعله يبتسم".

ومع قرب حلول شهر رمضان المعظم، أعاده الله عليكم بالوئام والهناء، أرى إننا بحاجة إلى الانتقال من اقتصار مفهوم الصيام على المعنى التعبدي المقتصر على وقت محدد عن المفطرات، إلى مفهوم "الصيام الاجتماعي الشامل"، الممتد من الذات إلى العلاقات والمعاملات، والمرتكز على الإمتناع عن سيء الأفكار والمشاعر والسلوكيات من أجل زيادة مساحات التفكير الايجابي والمشاعر الايجابية والسلوكيات الايجابية، في الأسرة والمجتمع.

إن الصوم في اللغة، يعني الامتناع عن شيء معين، وإن شهر رمضان مدرسة تدريبية اجتماعية عظيمة ، يمكن من خلاله النجاح في بسط مساحة الامتناع إلى مساحات أكبر ، تحت تأثير القوة الروحية المرتكزة على مناخ شهر رمضان الروحاني الجميل.

إننا بحاجة إلى صيام ممتد المساحات والمفعول في العلاقات والمعاملات ، قبل ومع الصيام عن الطعام والشراب واللذة وباقي المفطرات، صوم عن التطفيف الاجتماعي، والنفاق والتعسف والاستغلال ، والاستباحة والاعتمادية، والسلبية العدوانية والإهمال ، وصوم كذلك عن الغيبة والنميمة والحسد والبخل ، والصراعات وأكل مال اليتيم و إرث المرأة وأمثال ذلك من الجرائم، من أجل إكمال صيامنا وتجويد علاقاتنا ومعاملاتنا .

وفي هذا الإطار، دشنت برنامجي الرمضاني " بيوت صائمة" ، على مواقع التواصل الاجتماعي ، من أجل تحقيق مفهوم الصوم الحقيقي الشامل، ذات المردود الإجتماعي، وفي هذا قال الشيخ الراحل محمد الغزالي :" الصيام .. يردُّ النفس إلى القليل الكافي، ويصدُّها عن الكثير المؤذى! ذاك يوم نصوم حقًّا".
---------------------------------
بقلم: حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان