28 - 03 - 2024

جامعة بنها .. واللائذون بالصمت !

جامعة بنها .. واللائذون بالصمت !

علي قَدرِ نقاء الثوب تُؤثرُ فيه البقع، وتكشفُ جديةُ والتزامُ المسئول - أيا كان موقعه - عن مدي تكاسل مرءوسيه ممن لا يسيرون علي الجادة، ويعوقون مصالح الناس مع سبق الإصرار والترصد، وحقا :

الضدُ يُظهرُ حسنه الضدُ .

هذا ما يتضحُ أبرزَ ما يكون مع حالِ جامعة بنها برئيسها الهُمام ا. د جمال سوسة، الذي ما انفك يعملُ ليل نهار؛ للنهوض بجامعة بنها من حيث التعليم والطلاب دون أن يُهملَ حقوقَ العاملين معه، والذين أولاهم عناية خاصة، جعلت بابَ مكتبه مفتوحا علي مصراعيه لسماع شكواهم، والسعي إلي حلها، مهما كلفه ذلك من جهد ووقت .

والحقيقةُ أن جهودَ ا. د جمال سوسة للارتقاء بهذا الكيان التعليمي الشامخ واضحةٌ لكل ذي بصر، كما أن دماثةَ خلقه، يلمسُها كلُّ من خالطه، وهو ما يُثبتُ أن اختيارَ القيادة السياسية له لإدارة هذا الصرح الفخم الضخم، لم يكن من فراغ، بل هو اختيارٌ صادف أهله، وأفاد منه، وجني ثمراته كلُّ من تعامل مع هذه الجامعة؛ بفضل جهودِ الرجل الجبَّارة، والسادة نواب رئيس الجامعة، الذين اقتفوا أثر ربان سفينتهم، وانطلقوا يعملون بدءب للنهوض بالمنظومة التعليمية، ومدِّ يد العون لكل مُحتاج .

ورغم هذه المقدمة، التي لم يَكُنْ أبدا مُبالَغًا فيها، بل هي أقلُّ من الواقع، وترجمةٌ حقيقية عن حالِ معالي رئيس الجامعة والسادة النواب، إلا أن الأمر لا يستغني عن حرف (لو)، والذي لو كان رجلا لقتلتُه؛ لأنه حرفٌ يُشينُ أيَّ عمل جادٍ، ويُشوه كلَّ جهدٍ مبذول للنهوض بمصرنا الحديثة .

إذ يُدوي هذا الحرفُ صائحا بأعلي صوت، ومسبوقا بكلمة (آه)، التي تُفيدُ الحسرة، والأسي علي الجهد المُهدَر، يقول : آه لو كان معاونو ومرءوسو معالي ا. د جمال سوسة علي نفس المنهج !

ولكنها أمنيةٌ صعبة، بسبب صِبغة (اللامبالاة)، التي صَبغتْ كثيرًا من مؤسسات الدولة المصرية وهيئاتها الحكومية، والتي تُؤكدُ قولَ القائل :

متي يبلغُ البنيانُ يوما تمامه إذا كنتَ تبني وغيرُك يهدمُ ؟

ولعدم إملالِ القارئ، أقول : رغم اهتمام السيد معالي رئيس جامعة بنها بطلبٍ يخصُ إحدي العاملات بالجامعة، تقدمتُ به لسيادته شخصيا، فأشَّر علي التو بضرورة البتِّ فيه، وأوصاني بالمتابعة، إلا أن الأمر مازال (محلك سر) رغم مضي أكثر من سبعةِ أشهر، والأدهي أن تليفونات من أُحيلَ إليهم الطلب دائما خارج الخدمة، أو هناك (جرسٌ) دون مُجيب !

وثالثة الأثافي أنهم جعلوا آذانهم إحداها من طين، والأخري من عجين، ولم يلتفتوا لرسائل الواتس المعمول بها مع كلِّ الهيئات في ربوع مصر المحروسة للحفاظ علي الوقت والجهد !

والسؤال .. أيُرضي معالي أ. د جمال سوسة رئيس جامعة بنها ألَّا يُرَدُ علي تأشيرة سيادته علي طلب حوَّله للمُختصين منذ ٧ أشهر ويزيد ؟

وهل يُرضيه ثانيا أن تليفونات (سويتش) الجامعة خارج الخدمة طيلة الوقت، وإن رد أحدُ العاملين فبـ(قُدرة قادر)، ويكون قد صادفتْ المتصِلَ دعوةٌ مُستجابة ؟

وهل من المنطق ألَّا يلتفت من تم تحويلُ الطلب إليه لرسائلي واتصالاتي، بل ويُكلف سكرتيرَ مكتبه بالرد الدائم بأن سيادته في اجتماع دون أن يُكلِف خاطره بالاتصال بي بعد انتهاء اجتماعه ؟

أسئلةٌ كثيرة .. أُجزم بأن إجابة السيد معالي رئيس الجامعة عنها ستؤكد أن هذا - قطعا - لا يجوز>
--------------------------------
بقلم: صبري الموجي *
* الكاتب مدير تحرير الأهرام - والمقال منشور في المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

أماه .. في يوم عيدك سامحيني!





اعلان