إن شهادة الزور من أشد ما يضرب العلاقات والمعاملات والمجتمعات ، فبها يحصل من لا حق له على حق ، ومن لا أهلية له على ما لا يستحق، ومن لا نصيب له على نصيب، ولعل التجريم الديني والقانوني كان مشددا لعظم الجرم وتوابعه على الفرد والمجموع.
وللأسف، تعج الخلافات الأسرية ومحاكم الأسرة، بكتمان للشهادة أو بشهادة زور، فعند الخلافات السامة تكفر الزوجة/ الزوج العشير، ويكتم أحدهما الشهادة أو يشهد بغير الحق، أو يشهد محيطهما المسموم مناخه بغير الحقيقة، وفي محاكم الأسرة تتكرر جرائم شهود الزور بلا توقف، رغم وجود عقوبات عدة في قانون العقوبات.
كما تعج المجتمعات، بشهادات زور وباطل، مع تصاعد التطفيف المجتمعي ، يترتب عليها غبن صاحب حق، ومجاملة من لا يستحق، وإقصاء مستحق لصالح غير ذي حق، واختيار غير مؤهل لموقع لا يستحقه، والقصص لا تتوقف والخطورة تتزايد ولكن أكثر الناس لا يشعرون.
لقد قال الله سبحانه وتعالى :" وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"، وقال سبحانه "وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً"، وعد الرسول صلى الله عليه وسلم قول الزور من "أكبر الكبائر"، بل إنه قال صلى الله عليه وسلم :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"،
لقد نبه العالم الراحل د.مصطفى محمود إلى خطورة ذلك قائلا:" إن حضارة الإنسان و تاريخه و مستقبله ..رهن كلمة صدق و صحيفة صدق و شعار صدق.. فبالحق نعيش، و ليس بالخبز وحده أبدا".
وبقيت كلمة من القلب :"الكلمة حق أو زور، والحرف حزن أو سرور، وشهادة الحق لكل مستحق حق في كل كتاب مسطور".
----------------------------
بقلم : حسن القباني