12 - 09 - 2025

لحظة انتصار لدم الشهداء

لحظة انتصار لدم الشهداء

(أرشيف المشهد)

9-9-2011 | 21:45


الذين حاربوا والذين لم يحاربوا في نشوة .. أخيرًا يسقط العجل المقدس في السياسة المصرية، وفي تصرف الناس تجاه ذلك العدو الذي تخشى النخب السياسية المساومة من تسميته عدوًا.

تسقط النجمة السداسية وتُهان كما ينبغي لها أن تُهان، وتسقط أقاويل طالما انتشرت عن دعم الغرب للثورة المصرية، فلو فجّر الغرب الثورة لرفع في القاهرة ألف علم لإسرائيل بدلاً من العلم اليتيم.

بعيدًا عن الحسابات السياسية لخطوة اقتحام السفارة وملابسات الأوضاع العسكرية، فإن طوفانًا من العداء يتوجه الاتجاه الصحيح إلى من سفكوا دماءنا واستحلوا حرماتنا وقصفوا مدارسنا، وعطلوا نمو بلدنا لعقود من الزمن.

لم يقدر الزمن بجبروته على محو ما في الصدور ولا طمس ذكرى الشهداء والجرحى الذين نالوا شرف مقاومة تمدد ذلك الورم السرطاني في المنطقة.

أرى الآن وجه خالي الذي استُشهد في حرب الاستنزاف وهو يطل عليّ مثل بدر منير .. لعل روحه استراحت بعدما شقيت أرواحنا بالتطبيع الإجباري الذي تفرضه معادلات القوى ولا يستسيغه الوجدان ولا تتقبله روح المصري الذي اتسم بالكبرياء على مر الزمان.

ماذا يمكن أن يحدث؟ هل ندخل في حرب؟ ومنذ متى كانت الحروب كارثة؟ إذا كان العالم الغربي وأذنابه العربية تحذرنا، فمصر الآن بما تتفجر به من كبرياء وبما تنعم به من حرية أقوى من أي وقت مضى. وهذا الجيل لن يهاب شيئًا، ورجال قواته المسلحة البواسل قادرون على تحقيق معجزات.

إسرائيل هي التي ينبغي أن تخاف .. فهي الغريبة عن جسد المنطقة، ونحن أصحابها منذ عرفت أول تجمعات بشرية على سطح الأرض .. هي المعتدية ونحن المعتدَى علينا، فجيل الثورة هذا لن يقبل استقلالاً منقوصًا لسيناء، ولن يقبل غطرسة بعد اليوم.

إذا كانت دولة الاحتلال تريد أن تبقى على قيد الحياة، فعليها أن تكتفي بالرخصة الظالمة التي منحها لها قرار التقسيم في عام 1949 وتنكفئ داخل المناطق المحددة لها، فذلك هو الحد الأدنى الذي تقبله الشعوب العربية الحرة .. إن زمن الحكام المتواطئين انتهى، وعلى دولة الاحتلال أن تعرف حجمها الحقيقي، فلن يكونوا أقوى من المغول والتتار.

ولكن يبدو أن هناك من استكثر الفرحة على الناس فجرهم - بخبث - إلى احتكاك مع الشرطة ومحاولات اقتحام للسفارة السعودية ومديرية أمن الجيزة مما تسبب في أكثر من الف جريح .. لا سامحهم الله.