مع استمرار الأزمة الاقتصادية وتوابعها على المنطقة العربية والأوضاع الاجتماعية الصعبة ، خاصة في الدول المأزومة، أدعو الأسر المصرية والعربية، إلى رفع شعار "عام التكاتف الأسري" في البيوت والعائلات، وتطبيق أركان ثلاث تقوم على التسامح والتعاون والتكافل.
يرى خبراء كثيرون أن هذا العام سيكون صعبا على العالم كله بدوله المتقدمة وبلدانه النامية والمأزومة، ما يحتم التكاتف لإنجاح مرور سفينة الأسرة والعائلة من أمواج الاقتصاد المتلاطمة وعواصف الغلاء المتوحش ورياح الأخلاق الذميمة المترتبة على تدهور الذمم وتدشين حملات مشبوهة هنا وهناك.
إن أي تكاتف لا يقوم على تسامح وتغافر واستغفار، لن ينجح، لذلك فنقطة البداية هو تصفير الأزمات الداخلية في البيوت، وإيجاد مناخ من التسامح والتغافر والاستغفار الأسري، كي تبدأ الأسر صفحة بيضاء بقلوب متسامحة وضمائر متغافرة وأيدي متشابكة نحو هدف عبور هذا العام بالتحديد، بسلام وستر.
إن البيوت في هذه المرحلة تحتاج كذلك إلى التعاون، وتضافر الجهود، وهذا التعاون، يحتاج إلى توظيف العقول والطاقات في كل جزئية من جزئيات البيت، وتفعيل سبل الشراكة الايجابية في تفاصيل الحياة خاصة مع المراهقين والشباب.
ولعل العائلات في حاجة ماسة كذلك إلى مد روح التضامن الداخلية من البيوت إلى العائلة الأكبر ومنها للمجتمع ، عبر إطلاق أفكار التكافل للمحتاجين والمعوزين في فروع العائلة ثم المجتمع ، ما استطاع كل بيت إلى ذلك سبيلا، والله يحب المحسنين.
إن التكاتف في هذا العام بين الأسر والعائلات في ربوع مصر وكل مصر عربي، هو رمانة الميزان لاجتياز تلك المرحلة الصعبة، ولا تكاتف بلا تسامح ، ولا تكاتف بلا تعاون ، ولا تكاتف بلا تكافل، فالصلح خير والتعاون بركة والتكافل صمام أمان.
--------------------------
بقلم : حسن القباني