سياسة واقتصاد هو الاسم الشائع لكليتي ، الاقتصاد والعلوم السياسية التى التحقت بها عام ١٩٧٣ بعد العبور العظيم وحرب السادس من اكتوبر العاشر من رمضان وتخرجت منها عام ١٩٧٧، وشرفت بأساتذة عظام فى قامة أحمد أبو اسماعيل ورفعت المحجوب وأحمد رشاد موسى ورياض الشيخ وفؤاد هاشم ( أو هاشم فؤاد) ومحمود خيري عيسى وحامد ربيع وعز الدين فودة وعبدالملك عودة ومحمد طلعت الغنيمى وعلى عبدالقادر وفاروق يوسف وعلى الدين هلال وأحمد يوسف أحمد وكمال المنوفى وعبدالمنعم المشاط ..
فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تعلمت الف باء الاقتصاد والسياسة : - تعلمت أن التضخم يعنى انخفاض القوة الشرائية للنقود فى يدك - تعلمت أن قوة عملة البلد تتناسب طرديا مع قوة اقتصادها ، فإذا قوي الاقتصاد قوي الجنيه ، وإذا ضعف الاقتصاد ضعف الجنيه - تعلمت أن قوة اى اقتصاد مرتبطة بحجم إنتاجه الصناعي والزراعي وحجم صادراته وقدرته على منح خاماته الطبيعية قيمة مضافة - وتعلمت أنه إذا زادت المصروفات عن الإيرادات حدث العجز فى الموازنة - وتعلمت أنه لا ديمقراطية بدون تعددية وبدون تداول السلطة عن طريق انتخابات شفافة ، ولا ديمقراطية بدون مشاركة جماهيرية واسعة ، فلا قيمة لانتخابات مع لجان فارغة من الناخبين - وتعلمت أن الديمقراطية تصحح نفسها بنفسها - وتعلمت أن الرأى العام مثل المرأة اللعوب لا يمكن التنبؤ بسلوكها ، فالرأى العام الذى يصفق اليوم قد يصفع ويبصق غدا على من كان يصفق له - وتعلمت وجود علاقة عكسية بين الاستقرار السياسى والحرمان الاقتصادي (عنوان رسالة دكتوراة اول عضو هيئة تدريس من خريجى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهو الدكتور فاروق يوسف أستاذ الاجتماع السياسى رحمه الله).
فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية رأيت الممارسة العملية للديمقراطية واحترام رأى الاغلبية ، عندما قاد الدكتور محمود خيري عيسى أستاذ العلوم السياسية طلبة الكلية فى مظاهرة سلمية منظمة من الجامعة حتى مجلس الشعب ، لمناقشة مستقبل خريجى الكلية وقيام الطلبة بانتخاب ممثلين لهم لعرض مطالبهم على رئيس المجلس...
مرت عقود على تخرجى من الكلية ، زادت قناعتى بصحة ما تعلمته رغم أن ما يحدث عكس ما تعلمته .. رحم الله أساتذتى وبارك فى عمر الأحياء منهم.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج