19 - 05 - 2025

خبير أثري يكشف سر وضع تمائم من رقائق الذهب في أفواه الموتى

خبير أثري يكشف سر وضع تمائم من رقائق الذهب في أفواه الموتى

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر إن المصري القديم كان يضع فى أفواه الموتى تمائم من رقائق الذهب على شكل ألسنة للموتي لكي يتمكنوا من التحدث أمام محكمة الإله "أوزير" فى الحياة الأخرى، حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن الإله "أوزير" هو سيد العالم السفلى وقاضى الموتى. 

وتم العثور علي مومياوات وضعت داخل أفواهها تمائم الذهب فى معبد "تابوزيريس_ماجنا" بالإسكندرية، حيث تم الكشف عن سته عشر مقبرة فى مقابر منحوتة فى الصخور كانت شائعة فى العصور اليونانية والرومانية، كما تم الكشف داخل هذه المقابر عن عدد من المومياوات لكنها كانت محفوظة بشكل سيئ.

وأشار "عامر" أن المصريين القدماء قدروا الحياة وآمنوا بفكرة البعث والخلود، وقد قادهم هذا إلى البدء في الإستعداد لموتهم مقدمًا فقد إعتقدوا أنه حتى بعد الموت، ستستمر الحياة وسيظلون بحاجة إلى أجساد مادية لذلك، كان الغرض الرئيسي من التحنيط هو الحفاظ على الجثث أقرب ما يكون إلى حالتها الطبيعية، وهو أمر مهم للحفاظ على الحياة، كان الجسد المحنط في عيون المصريين يحتوي على روح الشخص "الكا"، إذ كان يعتقد أن الروح قد لا تدخل الآخرة إذا هلك الجسد لهذا السبب، كان تحضير القبور يعد إحتفالًا مهمًا في الثقافة المصرية، وقد إشتملت علمية التجهيز للحياة الآخرة أيضًا تخزين المتعلقات بما في ذلك الأثاث والملابس والطعام والمجوهرات قبل وقت طويل من وفاة الفرد.

وتابع "عامر" أن المصريين القدماء إستخدموا ال?تان في تغليف المومياوات لأنهم ?انوا يقدسون ال?تان، معتقدين أن "أوزير" ?ان ملفوفًا به بعد الموت، وبعد تغليفه بلفائف الكتان، يوضع الجثمان في رمال ساخنة لمساعدة مكونات التحنيط على الحفاظ على سلامة الجسم، ونجد أنه تم إستخدام الذهب فى منحوتات الفراعنة الجميلة، وتم تخصيصه لكبار رجال الدولة، ودفن الفراعنة الذهب معهم، ولم يعبد الفراعنة الذهب ولكنهم قدسوا اللون الذهبى الذى كان يرمز إلى لون أشعة الشمس، وإرتبطت صناعة الذهب عند المصريين القدماء بعقيدة الخلود، لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن، وكانت صناعة الذهب من أهم الحرف المصرية، كما إرتبط الذهب بالطقوس الجنائزية والمعتقدات. 

ويحتل الذهب أهمية كبيرة فى الحياة الإجتماعية وطقوس الموت والحياة، فى الحضارة الفرعونية، من هنا تعددت صور الصناعات الذهبية، وصنعت أغطية التوابيت العلوية للملوك والنبلاء من المادة، وكان كل تابوت محفورا ومرصّعا بالأحجار الكريمة، أما مادة صناعة التابوت فتتباين بين الخشب أو الحجر ولكبار رجال الدولة يستخدم الذهب أو الفضة، لتعكس بركات الإله "رع" على أجسادهم وأرواحهم الخالدة، حسب معتقداتهم، ولم يغفل المصريون القدماء تغطية وجه المتوفى بالأقنعة الجنائزية من الذهب، وهي أغطية للوجه الملفوف بالكتان، وكانت تختلف صناعة القناع وخاماته بناء على قامة صاحب الوجه ومكانته بالدولة، فإستخدام الذهب بالأقنعة إقتصر على الأثرياء والطبقة العليا، تلك الأقنعة بدأ تاريخ إستخدامها منذ ما قبل عصر الأسرات.