29 - 03 - 2024

الحب في المونديال

الحب في المونديال

في مدرجات مونديال قطر 2022، ومقاعد المشجعين في المقاهي المنتشرة في طول الأوطان العربية ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، مشاهد حب نبيلة وجميلة، ذات دلالة ومعبرة ومحفزة للعلاقات الإيجابية في ذات الوقت ، ترتكز على حب الأوطان، وحب العروبة والعرب، وحب فلسطين، وحب الرقي الأخلاقي ، كما تظهر في لقطات محبة أسرية دافئة اجتمعت على حب التشجيع.

لقد جسدت البطولة منذ لحظاتها الأولى اجتماع عروبي مهيب ، وتوحد الجميع خلف المنتخبات العربية بحب وود بعد شقاق أليم ، وبات العلم العربي أي كان لونه واسم دولته مهوى افئدة المشجعين العرب في مدرجات المونديال ومنصات التواصل الاجتماعي ومقاعد المقاهي ، وهو ما ظهر في مباريات السعودية وتونس والمغرب وقطر.

ولا يسعني إلا أن أشكر أسود الأطلسي الذين رفعوا رأس العرب عاليا بتصدر مجموعتهم والتأهل الجميل للدور الـ"16" بعد أداء مبهر ، فيما قدمت السعودية تجربة معتبرة ومميزة ، ويكفى تونس الفوز على فرنسا حامل اللقب، ويكفي قطر التنظيم الرائع وتقديم صورة مميزة ايجابية عن جمال العروبة والحضارة الإسلامية ، فضحت باقتدار ، حملات التمييز والتنمر، والاسلاموفوبيا، والعربوفوبيا.

ورغم أنف المطبعين، كان الحب الجارف للقضية الفلسطينية صاحب حضور متجذر، ينطلق من أساس قلبي نقي غير مدفوع الأجر، وظهرت الشارة الفلسطينية على الأذرع العربية في المدرجات ، وتجرع المذيع الصهيوني إياه المُر جراء تكرار حب فلسطين على مسامعه، فكانت أيقونة حاضرة في المونديال رغم غياب فريقها، لتسجل فوزا كبيرا على المحتلين وأذنابهم من المطبعين.

ورغم أنف منتخب "الخواجات"، الذي لم يحترم قيمنا الأخلاقية ، وأظهر دعما لما نرفضه كعرب مسلمين ومسيحيين ويهود ، ورغم ذلك ودفع البطولة مبكرا، انتشر طوفان حب لقيمنا وأصولنا التي تتوافق عليها كل الديانات السماوية ، يستهجن ذلك المسلك المرضي الذي قال حكماء العرب والغرب عنه أكثر من مرة أنه يحتاج إلى علاج لا تطبيع.

وفي المشهد، تابعت كذلك بامتنان بالغ، هذه الصور الجميلة لعائلات جاءت خصيصا للملاعب لتشجع الفرق العربية أو غيرهم من أكابر الفرق البديعة لعبها، واختارت الاستثمار في تجويد علاقاتها الأسرية رغم تكبد الأموال، من أجل أن تلتقي على حب مشترك يشحن باقة القلوب بمزيد من الألفة والود في زمن يكثر فيه الجفاء والجفاف العاطفي والانشغال بضغوط العمل.

لقد أنفق البعض الكثير من الأموال في أزمنة عدة والفترة الأخيرة خاصة، ليحدث شقاقا في علاقات الشعوب العربية وفي البيوت ، وليشيطن القضية الفلسطينية ، ويمرر التطبيع مع الإحتلال والشذوذ، ولكن جاء المونديال العنابي لشحن طاقات الحب ، والقول للجميع : إن الحب بين العرب أقوى، وإن الرقى أبقى ، وإن فلسطين في القلب.
----------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان