28 - 03 - 2024

عقب إعلانه زراعة شريحة ذكية في الأدمغة البشرية قريبا، علماء يرفعون الستار عنه "تجارب قذرة"

عقب إعلانه زراعة شريحة ذكية في الأدمغة البشرية قريبا، علماء يرفعون الستار عنه

توالت ردود الفعل عقب ما أعلنه الملياردير الأميركي إيلون ماسك بوضع شريحة ذكية، تصنعها شركة نيور الينك، والشريحة بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر في غضون ستة أشهر بهدف السماح للعقل البشري بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة، ومساعدة الأشخاص المصابين بالشلل باستعادة الوظيفة الحركية واستعادة الرؤية لفاقدي الإبصار وعلاج أمراض الدماغ الأخرى.

وبحسب ما نشره موقع FirstPost، يقوم ماسك، الذي يتولى إدارة شركة نيورالينك إلى جانب شركة تسلا وشركة الصواريخ SpaceX ومنصة التواصل الاجتماعي تويتر، بالترويج لمشاريع تثير جدلاً في الكثير من الأوساط، مثل استعمار المريخ وإنقاذ البشرية.

ودشن ماسك شركة نيورالينك في عام 2016 وأعلن حينها عن هدفه وهو، وفقاً لما نقلته صحيفة The Business Times، عبارة عن جهاز صغير وأسلاك بها قطب كهربائي، من المفترض أن يتم زرعها في الدماغ، جنباً إلى جنب مع حاسوب يتواصل مع الشريحة داخل جمجمة شخص ما.

وسبق لماسك أن تطرق أيضاً لفكرة دمج الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي، فوفقاً لـBusiness Insider، قال ماسك في عام 2019 إن هذه الشريحة "تهدف إلى معالجة المخاطر الوجودية المرتبطة بالذكاء الرقمي الخارق"، مضيفاً أن الإنسان لن يكون قادراً على أن "يكون أكثر ذكاءً من الحواسيب الرقمية العملاقة، لذلك، إذا لم يتمكن من التغلب عليها، فينبغي الانضمام إليها".


وتسعى شركة نيورالينك، ومقرها في منطقة سان فرانسيسكو وأوستن بتكساس، والتي أجرت في السنوات الأخيرة اختبارات على الحيوانات، للحصول على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لبدء التجارب السريرية على البشر. 

وقد قال ماسك، في حديثه إلى حشد من المدعوين المختارين في عرض تقديمي في المقر الرئيسي لشركة نيورالينك استمر قرابة ثلاث ساعات، امس الأربعاء، إنه يجب الحذر للغاية والتأكد من أن الجهاز الجديد "سيعمل بشكل جيد قبل وضعه في الإنسان".

ويذكر أنه كانت هناك خلافات بشأن تجارب شركة نيورالينك على القرود. فقد شهد آخر عرض علني لشركة نيورالينك، منذ أكثر من عام، ظهور قرد بشريحة دماغية حيث قام بممارسة لعبة كمبيوتر من خلال التفكير بمفرده.

لكن مجموعة من الأطباء تقول إن هذا العرض لا يروي القصة كاملة، فبحسب ما نشره موقع Yahoo Finance، رفعت" لجنة الأطباء الأميركية للطب المسؤول" دعوى قضائية ضد جامعة كاليفورنيا، التي دخلت في شراكة مع نيورالينك، للحصول على تفاصيل التجربة. 

وأظهرت السجلات العامة، التي تم الحصول عليها، وجود ما تم وصفه بـ"تجارب قذرة" على حيوانات تسببت لها في التهابات مزمنة ونوبات صرع وشلل ونزيف داخلي وتدهور في الصحة النفسية قبل أن يتم قتلها في النهاية.

وفي إحدى التجارب، قام الباحثون في نيورالينك بملء الثقوب في جماجم القرود بمادة لاصقة غير معتمدة، والتي تسربت إلى أدمغة الحيوانات. وأظهرت السجلات أن المادة اللاصقة في أحد القرود تسببت في نزيف بالمخ وقيء وشملت الآثار الجانبية الأخرى ظهور تقرحات مفتوحة في المريء.

وفي حادثة منفصلة، خضعت أنثى القرد "أنيمال"، التي تبلغ من العمر 10 سنوات، لعملية جراحية لمدة ست ساعات تم فيها حفر ثقوب في جمجمتها وزرع أقطاب كهربائية في دماغها. وتُظهر السجلات أن الغرسات أصيبت بالعدوى على الفور تقريباً و"تآكل الجلد"، وكانت القردة "تحك الغرسة اليسرى". وحاول الباحثون تنظيف الجرح والشريحة، لكن لم يتمكنوا من إزالتها بالكامل، مما أودى بحياة "أنيمال" بعد أسبوع خلال إجراء جراحي آخر.

وفي هذا السياق قال رايان ميركلي، مدير "البحث العلمي" في "لجنة الأطباء الأميركية" إن ماسك هو مجرد "رجل استعراض يقدم وعوداً كبيرة بينما يخفي التفاصيل المروعة عن الجمهور، نحن نسحب الستارة عنه".

ولا يزال الخبراء متشككين بشأن هذه الشريحة، لا سيما بشأن ادعاءات ماسك الأكثر غرابة مثل السماح للناس بقراءة أفكار الآخرين وحفظ الذكريات وإعادة عرضها واستدعاء سياراتهم عبر الأفكار - والتي تبدو أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى العلم الفعلي.

وفي هذا السياق، قال أندرو جاكسون، أستاذ علم الأعصاب بجامعة نيوكاسل، في تصريح لموقع Business Insider في عام 2020: "لا أريد أن أقول إن هذا الأمر لن يحدث، لكنني أعتقد أن علم الأعصاب أكثر هشاشة، نحن لا نفهم الكثير حول كيفية عمل هذه العمليات في الدماغ".


من جهته، سخر أستاذ آخر، هو أندرو هايرز، في تعليق نشره موقع Insider Musk، قال فيه إن مزاعم الاندماج مع الذكاء الاصطناعي هي المكان الذي ينطلق فيه ماسك إلى "أرض الخيال الطموحة".






اعلان