19 - 06 - 2024

وداعا شيخ الحفارين حازم فتح الله

وداعا شيخ الحفارين حازم فتح الله

رحل منذ أسابيع قليلة الدكتور حازم فتح الله، نائب رئيس جامعة حلوان والعميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة عن عمر يناهز  الـ78 عامًا "1944- 2022" بعد رحلة عطاء كبيرة لفنون الجرافيك ومجالات الفنون المختلفة على مدى ما يقرب من ستة عقود. تتلمذ على يد الرائد الحسين فوزى وتأثر به، كما كان للفنانين كمال أمين، وعبدالله جوهر بصمة فى حياة الفنان.

  رغم أن الدكتور حازم لم يقطع علاقته بكلية الفنون الجميلة وتدرج بها من معيد الى أستاذ الى عميد ثم نائبا لرئيس الجامعة. إلا أنه كان مولعا بالعمل الصحفى رساما وكاتبا. الأمر الذى شغله جزئيا عن الإنخراط الكامل فى الظهور والتفاعل مع زملائه فى إقامة معارض خاصة له. رغم تمكنه وبراعته وتميزه فى الإنتاج الفنى. فبعد أن أقام ست معارض خاصة فى ايطاليا فى فترة قصيرة (1976- 1980) تراجع هذا الحماس فى مصر ليقيم ثلاثة معارض أحدهما بقاعة إخناتون بمجمع الفنون عام 1984، والثانى بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى عام 1999، والثالث بقاعة "أحمد صبرى" بمركز الجزيرة للفنون عام 2007، مع معرضين بكلية الفنون الجميلة، ومعرض بقصر ثقافة بور سعيد، وقصر ثقافة أسوان. بالإضافة لمشاركاته فى عدد من المعارض الجماعية.

هذا التواجد بالساحة التشكيلية لا يتناسب مع قيمته الفنية وبصماته على طلابه ومحبيه. لكنها النداهة التى أغوته الى عالمها "الصحافة" ليتنقل بين أخبار اليوم، وآخر ساعة، ومجلة الجيل، ومجلة "هى" ليقوم بالرسم والكتابة منذ أن كان طالبا ويستقر بأخبار اليوم حتى رحيله.

كان للمرأة والحصان حضورا خاصا فى أعمال الفنان الذى أقام حوارا تعبيريا بينهما. فالسكون الذى يحيط بالمرأة يحركه جموح الحصان وكأن الفنان يشير برمزية الى شىء ما غامض يوقف حركة المرأة ولكنه يؤكد الحركة فى الرفيق المتمثل فى الحصان ليعبر عن رغبات وطموحات وتطلعات المرأة فى هذه الثنائية التى تفتح حوارا تشكيليا للمشاهد ليبحث فى جماليات الشكل والمكان والعلاقة التى يوضحها الفنان فى بعض اللوحات، ولكن يلفها الغموض فى لوحات أخرى. ليستمتع المشاهد فى الحالتين بالقيم البنائية والتشكيلية التى يقدمها الفنان. نساء تلف نفسها أو تقف منحنية، أوتعطينا ظهرها فى لوحات أخرى ويأتى الحصان لنجدتها، أو ربما ليمثل الحلم الذى تحلم به. هذه الأفكار تؤكد تعاطف الفنان مع قضية المرأة.

وكان للفنان فلسفة خاصة فى تأكيد الظل والنور والتعبير باللون والحركة سواء فى مجال الحفر أو المجالات الأخرى التى قدم من خلالها لوحات معظمها تعبيرية ورمزية.

   حصد الفنان الراحل عددا من الجوائز منها جائزة الجرافيك من المعرض العام 1983 ، وجائزة الدولة التشجيعية في الجرافيك 1986، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية 1991، وميدالية الجرافيك في بينالي بورتاريكاناتى بايطاليا 1978. وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث ومتحفى فنون جميلة القاهرة وفنون جميلة المنيا، ولدى العديد من الأفراد بمصر والخارج.
----------------------------------
بقلم: د. سامى البلشى






اعلان