قال مستشار الأمن القومي الأمريكي في أعقاب الاجتماع بين الرئيسين الأمريكي جوزيف بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ أمس إن "الولايات المتحدة طالبت بالإفراج عن علاء عبد الفتاح". جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه شقيقته منى إنها تقدمت للمرة الثانية بطلب لعفو رئاسي عن أخيها.
وكان البيت الأبيض قد أعرب في وقت سابق عن "قلق عميق" بشأن وضع عبد الفتاح، بعد أن قال محاميه خالد علي إنه مُنع من زيارته الخميس الماضي.
وقد بدأ علاء عبد الفتاح الحاصل مؤخرا على الجنسية البريطانية، إضراباً جزئياً عن الطعام في أبريل الماضي، ثم توقف عن تناول المياه الأحد الماضي، بالتزامن مع بدء قمة الأمم المتحدة للمناخ في مصر، وفقاً لعائلته.
ويقضي عبد الفتاح حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة".
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في أعقاب الاجتماع بين بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة إن "الولايات المتحدة تطالب بالإفراج عنه. لقد قمنا بالتأكيد على هذا الأمر".
والتقى السيسي مع بايدن على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب-27)، التي تعقد حالياً في مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية.
وقال سوليفان للصحفيين على متن طائرة الرئيس الأمريكي المتوجه إلى آسيا إن الرئيسين "أجريا مناقشة طويلة بشأن قضية حقوق الإنسان" مضيفاً أن بايدن "وجه فريقه للعمل مع المصريين فيما يتعلق بعدد محدد من القضايا، من بينها، قضية (علاء عبد الفتاح)".
وقال سوليفان "أجرينا مشاورات مكثفة حول هذه القضية، بينما كنا في مدينة شرم (الشيخ)، ولن أضيف الكثير بشأن هذا لأننا نقوم بكل ما في وسعنا لتأمين إطلاق سراحه وكذلك عدد من السجناء السياسيين الآخرين". وأضاف "ليس لدي معلومات حديثة بشأن حالته في الوقت الحالي".
وكانت النيابة العامة في مصر أصدرت بياناً مساء الخميس قالت فيه إن "حالة النزيل علاء عبدالفتاح لا تستدعي نقله إلى المركز الطبي"، واوصت بالمتابعة الدورية له.
وأشارت النيابة في البيان إلى أنها عاينت محبسه، كما اطلعت على دفتر زيارات النزيل، فتبينت انتظامَ زيارة ذويه له في زياراتٍ عادية واستثنائية بصفة دورية ، كما اطلعت على الملف الطبي الخاص به فتبينت انتظامَ توقيع الكشف الطبي عليه، وعدم معاناته من أية أمراض، وعدم تناوله أي عقاقير علاجية سوى فيتامينات ومكملات غذائية عثر عليها معه.
وأوضح البيان أن النيابة أمرت بتشكيل لجنة طبية متخصصة لتوقيع الكشف الطبي عليه، والتي انتهت إلى أنه قد قرّر تناول سعرات حرارية كافية يوميًّا للحفاظ على صحته، وأن التحاليل والفحوصات أسفرت عن أن علاماته الحيوية جميعها في حدودها الطبيعية، كما أنَّ رسم القلب في إطاره الطبيعي؛ مما يشير إلى أن إضرابه عن الطعام والشراب أمرٌ مشكوك في صحته.
من ناحية أخرى، أعلنت منى، شقيقة علاء عبد الفتاح، أنها طلبت رسمياً الجمعة عفواً رئاسياً للإفراج عنه.
وقالت سيف عبر تويتر "سبق أن قدمت طلباً في يونيو، واليوم قدمت طلباً جديداً لتكرار التزامي سلوك أي طريق قانوني لإيجاد حل لأزمة شقيقي".
وأحيت القاهرة منذ ابريل لجنتها للعفو الرئاسي وأفرجت عن 766 معتقلاً سياسياً بحسب منظمة العفو الدولية. لكن منظمة العفو تقول إنه جرى خلال نفس الفترة سجن ما يقرب من ضعف هذا العدد بسبب نشاطهم.
وكانت والدته ليلى قد علمت من سلطات سجن وادي النطرون (100 كيلومتر شمال القاهرة) أن "علاء اتخذ معه اجراءات طبية بعلم جهات قانونية".
وعقدت شقيقته سناء سيف مؤتمرين صحافيين شهدا تغطية كثيفة في شرم الشيخ، وطالب قادة ومسؤولون عدة، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من الرئيس المصري الإفراج عن عبد الفتاح.