أولا أحب أن أنوه أننى استخدمت كلمة شذوذ وليس مثلية - التي يستخدمها أولاد الإيه محاولة منهم لتخفيف وقعها على الأسماع - فهو شذوذ واضح وصريح وخروج على الفطرة السليمة للانجذاب الطبيعى الذى خلقه الله بين الذكر والأنثى ، استمرارا للحياة وخلق ألفة وصحبة ومودة ورحمة وعلاقة خاصة لا تأتى إلا بالألفة الطبيعية بين جنسين مختلفين ومتكاملين ومتفاهمين في علاقة منفردة ومتميزة. نقطة ومن أول السطر.
مناسبة هذا الكلام هي الهجمة الشرسة من لوبى الشواذ فى العالم الغربي لصبغ المجتمعات بصبغتهم الشاذة وفرضها على المجتمعات بالقوة ، حتى صارت مهاجمتهم أو إدانتهم أو حتى رفضهم تصل إلى مرتبة إدانة المشككين فى محرقة اليهود ، بحيث أصبحوا ينبذون في المجتمعات الغربية وترفع عليهم القضايا وقد يسجنون فى محاولة ترهيب كل من يحاول الاقتراب من هذا الملف.
نعم يا سادة وصلنا إلى هذه المهزلة ، والسؤال هنا: متى حدث هذا التوغل ، ومتى تسللوا إلى حياتنا الاجتماعية وفرضوا منهجهم الشاذ علينا ، حتى أصبح البعض منا يشعر أنه غير طبيعى لأنه طبيعى!! ووصل الأمر أن أصبح - على عهدة أحد اقاربي المقيمين بالخارج - عليه أن يؤيد الشواذ وينشر علمهم الملون فى صفحته على فيسبوك كنوع من العمل المجتمعى للإسراع بنيل ترقيته!
هى ليست نكتة و لاحتى مبالغة ، إنما حدث بالفعل .. بل وصل الأمر أن شركة ديزنى الشهيرة المتجهة بأفلامها أساسا لأطفال بدأت تغير منهجها وتعلن أنها ستضيف النماذج الشاذة فى أفلامها حتى ينشأ الأطفال على أن هذا الأمر طبيعي يختارونه عندما يشاؤون ، على مزاج مزاجهم ، وقد يرجعون إلى سيرتهم الأولى التى لن تعطيهم أي امتياز مادام تربوا على أن هذا ليس شذوذا، إنما اتجاه طبيعي بين اتجاهين ، إنها علامات الساعة تقترب لا محالة!
وقد وصل الأمر بأحد أولياء الأمور المصريين المقيمين فى أمريكا إلى أن أطل صارخا على صفحته وباكيا على مصير ولديه وهما فى المرحلة الابتدائية والحضانة ، قائلا أنه يدرس لهما أنه لم يعد هناك جنس اسمه بنت أو ولد ، إنما كائن بلا هوية حتى يحدد فى مرحلة ما من حياته هويته الجنسية وقد يعيش عاما أنثى وعاما ذكرا أو كلاهما حسب رغبته ، فهو حر فى جسده.
والأنكى والأمر أن ولي الأمر عندما اعترض لأن ذلك يتعارض مع دينه وقيمه وتقاليده تم تعنيفه وتهديده بإبلاغ الأمر للبوليس ، لأنه يفرض رأيه على ابنه الصغير ويهدد حرية الاختيار عنده .. وقال إنه يفكر جديا أن يحمل أبناءه ويرحل ، رغم استقراره ونجاحه هناك ، خوفا عليهم من تلك الممارسات الشاذة التي يرى أنها ستخلق مجتمعا مجرما مرعبا شاذا ، لا نعرف إلى أين سيأخذ العالم في المستقبل وأتصور أنه سوف يقود العالم إلى الهلاك!
ولكن انتظر أيها الأب المرعوب على أطفاله، فالأمان ليس تاما فى بعض المجتمعات العربية ، ولكن أن يصل الأمر إلى مصر، فهنا فيجب أن نتوقف ونرفع الراية الحمراء.
أولا أؤكد أني قرأت تلك المعلومة أو الخبر على فيسبوك، فلا تأكيد مني على أنها حقيقية، لكننى سأفترض الأسوأ وأتعامل معها حتى يثبت العكس.
تقول إحدى الأمهات أن ابنها في المرحلة الابتدائية بإحدى المدراس الدولية الشهيرة وطلب منه فى إحدى الحصص أن يكتب عن الشيء السيىء الذى يريد أن يختفى من العالم .. قكتب الطفل أنه يتمنى أن يختفي الشذوذ من العالم بعدما كلمه والداه عن هذا الموضوع ورفض الأديان له، وحتى لايستغل الطفل من أحد الكبار لصغر سنه.
وهنا فى مصر .. انقلبت الدنيا فوق رأس الطفل فتم استدعاؤه من إدارة المدرسة التى تستعين بمدرسين أجانب ، وتم أولا إفهامه بأنه أخطأ خطأ كبيرا وأن هؤلاء أناس طبيعيون مئة في المئة ومن حقهم اختيار نوع علاقتهم وأن هذا من حقوق الإنسان الطبيعية وحريته ، وأن كلامه هذا فيه اعتداء على حقوقهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل منعوه من العودة إلى فصله حتى نهاية اليوم الدراسي وعاد الطفل مرعوبا إلى أمه يخبرها بالأمر فطمأنته أنه على صواب وأنها ستذهب إلى المدرسة طالبة التحقيق في الواقعة، وبدلا من الإنكار الذي كانت تتوقعه الأم أو محاولة المدرسة إنقاذ نفسها فى مجتمع إسلامي - مسيحي شرقي يرفض ذلك الشذوذ شكلا وموضوعا ، صدروا لها المدرس الأجنبي ليدافع عن الحرية الجنسية وحرية الاعتقاد والتفكير والميل الجنسى الذي يسمى مثلية وليس شذوذا ، لأنه ليس مرضا إنما أمر طبيعي، ورجعت الأم مقهورة لاتعرف ماذا تفعل وتحاول أن تبحث لابنها عن مدرسة دولية أخرى ولكنها خائفة أن يكون هذا سلوك عام فى تلك المدارس الأجنبية والتى ربما لا يدرسون فيها اللغة العربية والدين ولا التاريخ والجغرافيا المصرية والعربية إلا كشيء عارض، وطبعا لا تربية قومية ولا دياولو!
فكيف بالله سيتخرج هؤلاء التلاميد كأناس أسوياء لهم ولاء لهويتهم العربية والدينية، وثانيا كيف سيكون شكل سلوكهم الجنسي عندما يدخلون مرحلة المراهقة بارتباكها وهرموناتها وتمردها وقلقها وهم يعتقدون أن الشذوذ لم يعد شذوذا، بل أصبح له اسم لطيف (المثلية) كنوع من التدليل لتلك الجريمة الأخلاقية.
منذ شهور ألقى علي أحد أقاربي نكتة تقول : إن أحد الايرلنديين قرر الهجرة إلى إحدى الدول العربية وعندما سئل لماذا وهو ينتمى إلى العالم الأول المتحضر قال: منذ 200 سنة كانوا يحرقون الشواذ علنا مثلهم مثل الساحرات، ثم بعد مئة سنة أصبحوا يجلدون فقط ، وبعد 50 سنة أصبحوا يسجنون فقط .. وبعدها تقبلوهم على مضض واستحياء والآن يفردون علينا عضلاتهم ويطلبون التأييد والرقص والتطبيل وإلا....؟ واليوم أسافر بجلدى ومؤخرتي قبل أن يصبح الشذوذ إجباريا ، وإلا أحرق حيا كالساحرات اللاتى اختفين من حياتنا!
أيها الأيرلندي .. تمهل قليلا حتى نحل مسألة المدرسة الدولية وقهرها للتلميذ المصري فى بلده ، بتدخل الدولة والحكومة ووزارة التربية و التعليم قبل أن تكمل أوارق هجرتك.
----------------------------
بقلم: وفاء الشيشيني
من المشهد الأسبوعية