13 - 06 - 2025

الإحتباس الحراري والأسري والاجتماعي

الإحتباس الحراري والأسري والاجتماعي

استمرارا للمشاركة في التوعية المناخية، والتحفيز في مسار تجديد الخطاب الأسري ، أتحدث اليوم عن "الاحتباس الحراري" وأشباهه في الأسرة والمجتمع، في إطار ربط مفاهيم التغير المناخي في الطقس والأسرة ، انطلاقا من إيماني الشديد بأهمية دور الأسرة الاستراتيجي في مواجهة تلك الأزمة الكونية بالتزامن مع استمرار التنمية الأسرية المستدامة.

إن الاحتباس الحراري ظاهرة خطيرة عالميا، تقوم عليها معظم النقاشات حاليا في دول العالم ، في سبيل مواجهتها بعد أن تسببت في رفع درجة حرارة الأرض من جراء تراكم إطلاق غازات تحبس الحرارة وهي التي يشار إليها في العادة بالغازات "الدفيئة" عبر استمرار حرق الوقود الأحفوري، مثل (الفحم والنفط والغاز) وغير ذلك من النشاطات السلبية التي تدفع لحدوث التغير المناخي، الذي أسفر عن مخاطر عدة من بينها العواصف والفيضانات والحرائق الكبرى .

ويمكن القول أن مثل هذه الظاهرة موجودة في الأسرة بآليات متشابهة، وهو ما يمكن أن أسميه" الاحتباس الأسري"، الناتج عن استمرار تراكم الأزمات وعدم مواجهة التحديات وغياب الحوار الأسري الإيجابي، ما أدى إلى رفع درجة حرارة النقاشات وحدوث عواصف اقتلعت أشجار المودة والرحمة وحرائق عديدة جراء سوء التواصل دمرت بيوت وعائلات، في غياب طواقم الإنقاذ التي تعتني بمواجهة تغير المناخ في الأسرة عبر زرع الحب والمودة والرحمة والسلام وتجديد الطاقة الإيجابية.

هذا الاحتباس انتقل إلى المجتمعات العربية والغربية على السواء ، فظهرت جرائم العنف وعمت مظاهر الاستباحة والاستغلال والجشع والاحتكار والكراهية ، ما أفرز نمطا قريب الصلة بما يحدث في الطقس يمكن تسميته بـ"الاحتباس الاجتماعي"، يدق كل يوم في العالم أجراس الإنذار يعلن التحذير من ديمومة تجاهل التراكمات وعدم معالجة كافة الأزمات في جو من التسامح والتعايش والعدالة والحوار والتوافق.

 إن سعي العالم الحثيث ، لمواجهة تغير المناخ، خطوات عظيمة ومقدرة، أتمنى أن تجد لها واقعا ملموسا من الدول الغنية في مؤتمر التغير المناخي في نسخته السابعة والعشرين في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، لأنه بغير التكامل والتعاون في هذا المجال قد ننتظر يوم القيامة يوم لا ينفع الدولار قوته المفرطة.

وإن هذا التعاون الذي ينادي به العالم لاصلاح الطقس والكرة الأرضية، يجب أن ننادي به لدعم العائلات والمجتمعات في مواجهة الظواهر الأخلاقية السلبية المستحدثة الناتجة عن التغير المناخي السلوكي، وصدق من قال :" قل ما شئت عن الشهرة وعن اقتحام الأخطار فإن كل أمجاد العالم وكل حوادثه الخارقة للعادة لا تعادل ساعة واحدة من السعادة العائلية"

دمتم في أمان وسعادة
------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي