تعتبر المشاكل المادية السبب الثاني بعد الخيانة لوقوع الطلاق بين المتزوجين، هذا بحسب دراسة نشرها موقع "رمسي سولويتشنز،" Ramsey Solutions ، وشملت الدراسة أكثر من ألف بالغ بالولايات المتحدة الأميركية، بهدف فهم سلوكيات ومواقف التمويل الشخصي، فضلاً عن كيفية تواصل الأزواج بشأن المال.
وحول أسباب الخلافات الزوجية بسبب المال، قالت الدراسة أنه بإلقاء نظرة خاطفة على حساباتهم المصرفية قد تتوفر الإجابة، فالأزواج الذين يتشاجرون بسبب المال عليهم الكثير من الديون الاستهلاكية، وعبء الديون له تأثير سلبي على الزواج، بغض النظر عن دخل الأسرة.
ويقول 41% من الأزواج الذين لديهم ديون استهلاكية إنهم يتجادلون بشأن المال، وهذا أكثر ما يتجادلون بشأنه، في المقابل، فإن 25% فقط من الأزواج الذين ليس عليهم ديون يتجادلون حول المال، كما أن المال لا يدخل ضمن قائمة الخمسة الأوائل للأشياء التي يجادل بسببها الأزواج غير المديونين.
وتتسرب الديون إلى الزواج مع مرور الوقت، فلدى الأجيال الشابة ديون أكثر بكثير من الأجيال التي سبقتهم، فـ 43% من الأزواج المرتبطين منذ أكثر من 25 عامًا بدأوا حياتهم بالديون، في حين 86% من الأزواج المرتبطين منذ 5 سنوات أو أقل لديهم ضعف ديون نظرائهم الأكبر سنًا.
وبحسب الدراسة فإن الزيجات اليوم تبدأ بالديون، ليس ذلك فحسب، بل إن المزيد من الأجيال الشابة تتراكم ديونهم لدفع تكاليف زفافهم أكثر من الأجيال الأكبر سناً، وقال 41% ممن تزوجوا قبل 5 سنوات أو أقل إنهم شعروا بضغوط لإنفاقهم أكثر مما يستطيعون تحمله في حفل زفافهم، فيما يقول 54% من الأزواج المرتبطين قبل 5 سنوات أو أقل إن بعض نفقات زفافهم تمت تغطيتها ببطاقة ائتمان، ويقول 73% منهم إنهم نادمون على هذا القرار.
"الأزواج الذين بدأوا للتو يحتاجون لأساس أفضل ليحصلوا على زواج متين وطويل الأمد" وتقول راشيل كروز خبيرة مالية وكاتبة في نيويورك تايمز، "ولسوء الحظ، الديون تبقي الأزواج في الماضي وتمنعهم من التركيز على مستقبلهم".
ووفق الدراسة، كلما زادت ديون الزوجين زاد احتمال أن يقولوا إن المال هو إحدى أهم القضايا التي يتشاجرون بشأنها، وحوالي 48% من الأزواج الذين لديهم ديون استهلاكية بقيمة 50 ألف دولار أو أكثر يقولون إن المال هو السبب الرئيسي للجدل، وهم أيضا يؤكدون أن محادثاتهم المالية "سلبية" أكثر 3 مرات من الأزواج الذين لديهم ديون أقل من 10 آلاف دولار.
وجاء في الدراسة نفسها أن الديون ليست نقطة الألم المالية الوحيدة للأزواج، إذ إن ثلث الذين يقولون إنهم تجادلوا مع أزواجهم بشأن المال، أخفوا عنهم عمليات شراء لأنهم كانوا يعلمون أن الشريك لن يوافق عليها.
وتقول كروز "الخيانة المالية أكثر انتشارًا مما يعتقده الناس، فعندما يخفي أحد الزوجين مشترياته عن شريكه، يؤدي ذلك إلى انهيار الثقة بعلاقتهما، يحتاج الأزواج إلى فهم اختلافاتهم المالية، مثلا، من هو المنفق ومن المدخر، ليمتلكوا المعرفة نفسها بخصوص مواردهم المالية".
وتكشف الدراسة أن موضوعات مثل أهداف المال والأحلام مهمة ليناقشها الزوجان، إذ قال 87% من المستطلعين أن زواجهم "عظيم" كونهم وأزواجهم يضعون معًا أهدافا طويلة الأجل لأموالهم، مقارنة بـ 41% قالوا إن زواجهم "جيد" أو "في أزمة".
كما أن 94% ممن قالوا إن زواجهم "عظيم" يناقشون أحلامهم المالية معًا، مقارنة بـ 45% فقط ممن قالوا إن زواجهم "على ما يرام" أو "في أزمة".