23 - 05 - 2025

الفضلُ ما شهدت به الأعداء !

الفضلُ ما شهدت به الأعداء !

يتعرضُ الإسلامُ فى شتى ربوع البلاد لهجمة شرسة، وحملة مسعورة زَعَم أصحابُها أن الاسلام مَصدرُ العنف، ومُصدِّرُ الإرهاب لدول العالم أجمع.

ولاشك أنه افتراءٌ كاذب، واتهامٌ باطلٌ، فوجود ثلُة ممن ينتسبون للإسلام تلوثت أيديهم بالقتل، واستخدموا القوة لنشر فكرهم كتنظيم داعش وغيره، لا يعنى أن كل المسلمين يتبنون هذا الفكر الدموي، ويُبيحون ذلك العنفَ المَقيت، خاصة أنه يتعارض مع روح الإسلام السمحة.

وسماحةُ الإسلام لا ينكرُها إلا من يُنكرُ الشمسَ في وضح النهار إذ إنها تظهر من خلال نصوص الشرع قرآنا و سنة، إضافة إلي آثار سلف الأمة؛ مما يؤكد أن الإسلام جاء رحمة للعالمين، وليُسقِط الأغلال والعَنتَ الذى كان مفروضا على الأمم السابقة، فقال ربُنا فى مُحكَمِ التنزيل مادحا نبيه ورسالته : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

وفى صحيح مُسلم عن أبى هريرة أنه لما طلبَ بعضُ الصحابة من النبى أن يدعو على المشركين ردَّ عليهم الرحمةُ المُهداة محمدٌ : إنى لم أُبعث لعّانا، وإنما بُعثت رحمة.

وصورُ سماحة الإسلام التى تدحض افتراءات أعدائه ممن اتهموه بالقسوة وسفك الدماء أكثرُ من أن تُعد، منها أنه كَفل حُرية المُعتقد لغير المسلم، فأكد أنه لا إكراه فى الدين، كما حرَّم الاعتداء عليه بالقول أو الفعل، ووفر نعمة الأمن لغير المسلمين فى ديار الإسلام، وحرَّم التعرض لدور عبادة غير المسلمين فى حال الحرب، وقَتلَ الأطفال والنساء ماداموا لم يشاركوا فى قتال المسلمين، وشرع العدل فى تطبيق الأحكام عليهم، فقال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن ( أى بُغض) قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقربُ للتقوى).

وغيرها الكثير من صور السماحة التى جعلت بعض المستشرقين - والفضلُ ما شهدت به الأعداء - يدافعون عن الإسلام، فيقول جوستاف لوبون: " الحقُ أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين مُتسامحين مثل العرب، ولا دينا سمحا مثل دينهم".

وفى كتابه ( أخلاق المسلمين)، يقول الشاعر الألمانى جوته :" تسامحُ المسلم ليس من ضعف، ولكنّ المسلمَ يتسامحُ مع اعتزازه بدينه، وتمسكه بعقيدته".

والمؤسف أن يخرج علينا بعض المُنتسبين للإسلام زورا، والذين غالبا ما يعملون وفق أجندات خاصة مأجورة، ويشنون حملة شعواء على شرائع الإسلام، غرضُها الانتقاصُ من أنبياء الله، والسخرية من اللحية والحجاب والنقاب، والترويج للعرى والرقص والمجون، واتهام المخالف لهم فى الفكر بأنه داعشىٌ مصاصٌ للدماء، والبعض الآخر أصابته حُمى الدعوة لحرية الفكر والإبداع، فسعى فى الأرض ليفسد فيها ويروج لفكره الفاسد الذى يرمى إلى النيل من الدين الإسلامى، والسخرية من أنبياء الله والصحابة والتابعين، وإنكار ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة، وقد ساعدهم على ذلك إعلامٌ رخيص مأجور، سعى للتحرر من الضوابط والروابط، والتحلل من الشرائع التى تؤكد أن هناك ثوابا وعقابا.

ونتيجة لذلك انقلبت موازينُ التقييم، ووضعوا الكل في سلة واحدة، فاعتبروا المُستمسك بدينه داعشيا، والراقصةُ والماجن ومروج الفكر الضال، والسلوك الشاذ هو صاحب العقل الرشيد !
-----------------------------
بقلم: صبرى الموجى


مقالات اخرى للكاتب

المستشار هشام عزب .. يدٌ ممدودة بالعطاء !