شهدت الجنازة الملكية، والتي اشتهرت باسم "جنازة القرن"، أمس الاثنين، العديد من الطرائف والزلات التي أثارت حفيظة الإنجليز، هذا على الرغم من الاستعدادات والتجهيزات المكثفة والمشددة للخروج بالجنازة في افضل صورة تليق بالملكة.
فعلى الرغم من رصد العديد من تجاوزات الرؤساء الذين حضروا الجنازة، إلا أن أغرب ما حدث كان العنكبوت الذي رافق نعش الملكة، حيث انتشر مقطع فيديو قصير من مراسم الجنازة يظهر فيها عنكبوت على نعش الملكة في وستمنستر آبي وهو يقف على إكليل الزهور وأوراق الشجر المقطوعة من حدائق قصر باكنغهام إلى جانب التاج الملكي.
ثم انتقل العنكبوت بحرية ليقف على رسالة كتبها الملك تشارلز الثالث، جاء فيها: "في ذكرى محبة ومخلصة. تشارلز ر."، قبل أن يختفي العنكبوت في النهاية عن الأنظار ويعود إلى داخل باقة الورود.
وعلقت إحدى مستخدمي منصة تويتر على الفيديو "أشهر عنكبوت في العالم الآن".
أما عن تصرفات الرؤساء فتصدر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث شوهد رفقة زوجته بريجيت في شوارع العاصمة البريطانية وهما يرتديان ملابس وصفت بأنها "غير لائقة وغير رسمية" ولا تتناسب مع الحدث الذي سافروا من أجله.
حيث ظهر الزوجان يدا في اليد بملابس سوداء "كاجوال" وأحذية رياضية ونظارات شمسية، اعتبرتها وسائل إعلام بريطانية أنها تجاوزت "حدود اللياقة".
ويبدو أن الرئيس الفرنسي لم يسلم من انتقادات الشخصيات الفرنسية أيضا، بما في ذلك عضو البرلمان نيكولا ميزونيت الذي نشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر قال فيها "على الرغم من الميزان التجاري السلبي للغاية، تمكن ماكرون من تصدير الفوضى والعار والاحتقار إلى أركان العالم الأربعة، لذلك، يمكننا دائما الاعتماد عليه!".
ويذكر أن العلاقات الفرنسية ـ البريطانية تشهد اضطرابات عديدة منذ إعلان "البريكست" أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020، فضلا عن مشاكل متعلقة بملف التجارة والهجرة.
أما التالي فكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، والذي وقف بين الحشود يغني قبل الجنازة.
فلقد كشف مقطع فيديو لترودو، في تجمع في لندن، السبت، وهو يغني أغنية (Queen Bohemian Phapsody) مصاحبا بعزف الموسيقي الكندي جريجوري تشارلز على البيانو، المر الذي اثار استياء وجدلا على منصات التواصل الاجتماعي.
وبعد تداول الفيديو على نطاق واسع، خرج متحدث باسم رئيس الوزراء ليؤكد صحة الخبر، موضحا "انضم رئيس الوزراء إلى تجمع صغير مع أعضاء الوفد الكندي الذي اجتمعوا للإشادة بحياة وخدمة جلالة الملكة".
أما دموع ميغان فكانت الأكثر انتقادا حيث سلطت وسائل الإعلام العربية والأجنبية الضوء على الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل منذ وصولهما إلى العاصمة البريطانية لحضور مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
ومن الواضح أن دموع ميغان حازت على اهتمام أكبر وأشعلت موجة من التعليقات على منصات التواصل الاحتماعي، حتى ذهب البعض إلى تشبيهها بدموع الممثلة الأمريكية آمبر هيرد أثناء مواجهتها زوجها السابق جوني ديب في المحكمة.
وجاءت في إحدى التغريدات على تويتر "تذكرني ميغان ماركل بآمبر هيرد في المحاكمة، دموع التماسيح"، ردا على تعليق آخر "لقطة نيتفليكس".
كما توالت تحليلات نقاد الموضة ومختصو لغة الجسد وخبراء البروتوكول، خاصة عند لقاء الزوجين بأمير وأميرة ويلز، وليام وكيت، أثناء جولة خارج قرب قلعة وندسور للتعبير عن امتنانهم للحشود والإعجاب بباقات الورود التي وضعت من أجل الملكة الراحلة، حيث ظهرت ميغان وهي تمسك يد زوجها في مشهد يتعارض مع البروتوكول الملكي.
من جهة أخرى، تداول عدد من النشطاء وسم"MeghanMarkleGoHome" تعليقا على بعض الصور التي ظهرت فيها ميغان "بابتسامة خفيفة" أثناء مراسم الجنازة.
ومن بين الأمور التي أثارت الجدل قبل أو أثناء مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية هو طلب الحكومة البريطانية من رؤساء الدول المدعوين الوصول على متن رحلات تجارية إلى مطار لندن ليتم نقلهم عبر حافلات بشكل جماعي ومنع استخدام السيارات الخاصة، سوى بعض الاستثناءات.
ونشر رواد منصات التواصل صورة للملك فهد بن عبد العزيز خلال حضوره حفل تتويج الملكة في عام 1953 وصورة لحفيده الأمير تركي بن محمد بن فهد وهو يحضر جنازتها.
كما علق الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، على الطلب من الرئيس الحالي جو بايدن الجلوس في الصف "الرابع عشر" خلال جنازة الملكة اليزابيث، قائلا "مكانك هو مقامك.. حان الوقت لجو التعرف على قادة دول العالم الثالث".
كما خطفت ملكة الأردن رانيا الأضواء حيث شوهدت وهي ترتدي نفس المعطف الأسود في جنازة الملكة والذي ارتدته أثناء زيارتها لها قبل 11 عاما.
يذكر أن التقاليد في النظام الملكي البريطاني لا تتغير على مر العصور، بما في ذلك تقليد وضع جثامين الملوك في نفس المكان بقاعة قصر وستمنستر بين جنازة الملك جورج الخامس عام 1936 وجنازة الملكة إليزابيث الثانية عام 2022.