23 - 05 - 2025

لماذا يحدث سوء الفهم؟ وكيف نزيد من مهارة التواصل؟

لماذا يحدث سوء الفهم؟ وكيف نزيد من مهارة التواصل؟

- يفسر الشخص الرسالة بناءً على علاقته بالشخص الآخر وبإضافة مزيد من الأشخاص للمحادثة لكل منهم عدسته الخاصة يزيد تعقد التواصل بشكل استثنائي

لا تحدث الخلافات بسبب نوايا خبيثة في الغالب، الغالبية الساحقة من الخلافات تحدث فقط بسبب سوء تعبير او سوء فهم، بعبارةٍ أُخرى: سوء تواصل. فقط أحدنا لا يفهم الآخر بسبب عدد كبير من الأغشية على الإدراك: منها الماضي والخبرات السابقة والتوقعات والنشأة والحالة الشعورية وغيرها الكثير. في المقال التالي نستعرض ترجمة فيديو من تيد إد يشرح بالتفصيل أسباب سوء التواصل كيفية حلها.

"هل سبق لك أن تحدثت مع صديق عن مشكلة ما، ثم أدركت أنه لا يستوعب أهمية الأمر بالنسبة لك؟ هل سبق لك أن قدمت فكرة إلى مجموعة واستقبلوها بالحيرة التامة؟ أو ربما كنت في جدال واتهمك الشخص الآخر فجأة بعدم الاستماع إلى ما يقوله على الإطلاق؟

ماذا يحدث هنا؟

الجواب هو سوء التواصل، وبشكل أو بآخر ، لقد اختبرناه جميعًا. يمكن أن يؤدي إلى الارتباك ، العداء ، سوء الفهم ، أو حتى تحطم مسبار بملايين الدولارات على سطح المريخ.

الحقيقة أنه حتى عندما يكون الأمر وجهاً لوجه مع شخص آخر، في الغرفة نفسها، ويتحدثون اللغة نفسها، يظل التواصل البشري معقدا بشكل لا يصدق. لكن الخبر السار هو أن الفهم الأساسي لما يحدث عندما نتواصل يمكن أن يساعدنا على منع سوء التواصل.

على مدى عقود، تساءل الباحثون، "ماذا يحدث عندما نتواصل؟" أحد التفسيرات يسمى نموذج الإرسال، وهو ينظر إلى التواصل على أنه رسالة تنتقل مباشرة من شخص لآخر، مثل شخص يقذف كرة ويبتعد.

ولكن في الواقع، هذا النموذج المبسط لا يأخذ في الحسبان تعقيد الاتصال. لننظر إلى نموذج (التبادلات)،الذي يقر بالعديد من التحديات المضافة للتواصل. في هذا النموذج ، يكون من الدقة أن نفكر في التواصل بين الناس كلعبة رمي والتقاط الكرة. فأثناء توصيل رسالتنا ، نتلقى رد فعل من الطرف الآخر، ومن خلال التعامل، نخلق المعنى سويًا. ولكن من هذا التبادل، تنشأ المزيد من التعقيدات.

كبشر، لا يسعنا سوى إرسال واستقبال الرسائل من خلال عدساتنا الخاصة غير الموضوعية. فعند التواصل، يعبر شخص ما عن تفسيره لرسالة ما، والشخص الآخر يسمع تفسيره الخاص لتلك الرسالة، تعمل مرشحات الإدراك لدينا على تغيير المعاني والتفسيرات باستمرار.

أتذكر لعبة الالتقاط  تلك؟ تخيلها مع كتلة من الصلصال. عندما يلمسها كل شخص ، فإنه  يصوغها لتناسب تصوراته الفريدة بناءً على أي عدد من المتغيرات: مثل المعرفة أو الخبرة السابقة، والعمر، والنوع، والعرق أو الدين أو الخلفية العائلية.

في نفس الوقت، يفسر كل من الأشخاص الرسالة التي يتلقونها بناءً على علاقتهم بالشخص الآخر، وفهمهم الفريد من معاني ودلالات الكلمات الدقيقة المستخدمة. يمكن أيضًا تشتيت انتباههم بواسطة محفزات أخرى، مثل الزحام المروري أو ألم في المعدة، حتى العواطف قد تغيم على فهمهم، وبإضافة المزيد من الأشخاص إلى المحادثة، لكل منهم عدسته الخاصة غير الموضوعية، يزيد تعقد التواصل بشكل استثنائي.

مثل قطعة الصلصال التي تتنقل ذهابًا وإيابًا من شخص إلى آخر، معاد صياغتها و تشكيلها ومتغيرة بشكل دائم، فلا عجب أن تتحول رسائلنا أحيانًا إلى خليط من سوء التواصل. لكن لحسن الحظ ، هناك بعض الممارسات البسيطة التي يمكن أن تساعدنا جميعًا في التعامل مع تفاعلاتنا اليومية من أجل تواصل أفضل.

أولًا: أن ندرك أن السمع السلبي والاستماع النشط ليسا الشيء نفسه، لاحظبحضور واع  ردود الفعل اللفظية وغير اللفظية للآخرين ، وعدل من رسالتك لتسهيل فهم أكبر.

ثانيًا: استمع بعينيك وأذنيك، وكذلك بقلبك، (لاحظ  نبرة الصوت الشخص الآخر ولغة جسده واستشعر الطاقة الصادرة منه)، تذكر أن التواصل هو أكثر من مجرد كلمات.

ثالثًا:خذ وقتك للفهم كما تريد أن يفهمك الشخص الآخر. في الاندفاع للتعبير عن أنفسنا ،من السهل أن تنسى أن الاتصال هو طريق ذو اتجاهين.كن منفتحًا على ما قد يقوله الشخص الآخر.

رابعًا وأخيرًا:انتبه إلى عوامل التصفية الإدراكية الشخصية خاصتك.عناصر تجربتك، بما في ذلك ثقافتك ومجتمعك وعائلتك، تؤثر على رؤيتك للعالم.

قل: "هكذا أرى المشكلة ، لكن كيف تراها؟" لا تفترض أن إدراكك هو الحقيقة الموضوعية، سيساعدك ذلك في العمل على مشاركة حوار مع الآخرين للوصول إلى تفاهم مشترك معًا."

لمشاهدة الفيديو

------------------------------
تقرير – فدوى مجدي
من المشهد الأسبوعية