16 - 09 - 2025

مطالب بإجراءات جديدة لتجنب الحرائق

مطالب بإجراءات جديدة لتجنب الحرائق

- الكنائس اتخذت إجراءات استثنائية بتقليل التكيفات وتواجد مستمر لمهندسي الصيانة
- برلمانيون يطالبون بتفعل دور الحماية المدنية .. وحقوقي: علينا تدريب الحماية المدنية للتعامل وإنقاذ الأوراح


في واقعة هي الأولي من نوعها منذ سنوات ، استيقظ المصريون علي خبر مفجع بسبب حريق شب في كنيسة ابو سيفين بحي إمبابة بالجيزة بسبب ماس كهربائي أسفر عن مقتل واحد وأربعين شخصا أغلبهم سيدات وأطفال وخلف العشرات من المصابين. 

لم يمر يومان على الحريق ، حتى اندلع حريق جديد في كنيسة الأنباء بيشوي في المنيا الجديدة ، ثم كنيسة ماري جرجس بروض الفرج بشبرا مصر ، ودير العذراء مريم بدرنكة باسيوط ، ثم كنيسة مريم المصرية بالإسكندرية ، كلها كانت دون وقوع خسائر في الأرواح , وأعلنت الأجهزة الأمنية أن ماسا كهربائيا وراء حريق كنيسة أبو سيفين، فارتفعت الأصوات في مصر مطالبة بمراجعة إجراءات الأمان والسلامة في المرافق العامة.

فقد طالب النائب محمد عبد الله زين الدين بمراجعة إجراءات السلامة والصحة المهنية في كل المؤسسات من مساجد وكنائس ومدارس ومصانع وغيرها.

وأوضح أن قوانين البناء توجب الالتزام بإجراءات الحماية المدنية، وتركيب أجهزة إنذار وحريق وغيرها، إلا أن تكرار هذه الحوادث يؤكد أهمية المراجعة الدورية لإجراءات السلامة في المنشآت وفي مقدمتها إنذارات الحريق مثل أجهزة الاستشعار، وتوفير سبل التعامل مع هذه الأزمات وقت حدوثها لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات.

كما أكدت الدكتورة دينا هلال، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، أن الحادث كشف عن ضرورة العمل على مراجعة منظومة الحماية المدنية وتدابير الوقاية اللازمة ليس بالكنائس فقط بل كافة المنشآت الحيوية.

وطالبت بضرورة تواجد متخصصين في مكافحة الحريق بتلك المنشآت أو العمل على تأهيل وتدريب حارس المنشأة في كيفية التعامل والرصد اللحظي لتلك الكوارث، موضحة أن تلك الواقعة أيضا تفتح الباب حول دور المحليات في التتبع الدوري والرقابة على معايير السلامة بتلك المنشآت وسرعة التعامل في حالة غياب وسائل الحماية المدنية.

وغرد الدكتور مجدي لويز المصري المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية فيحسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر متسائلا: ‏"لماذا نتفنن في إبداع المباني بدون أبواب خروج آمن في وقت الحرائق؟ حريق مسرح بني سويف وحريق كنيسة أبو سيفين وعدد الضحايا الكبير يشير الى هذا الخلل.. إن طفاية الحريق مهمة، لكن أبواب الأمان أكثر أهمية، كما أن المبنى ليس سجنا أو زنزانة لكي نتعمد إغلاق وتقليص أبواب الهرب والخروج.

إجراءات كنسية احترازية لمنع الحرائق

قال امير يوسف الناشط القبطي ان تكرار الأحداث التي وقعت  خلال الأسبوعين الماضيين جراء حرائق في عدة كنائس متفرقة بسبب الماس الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة دفع الكنائس لاتخاذ إرجاءات احترازية فردية لمنع وقوع اي حرائق مره اخري. 

وقال يوسف إن كل ابراشية قللت من التكييفات الموجودة داخل الكنانس وقررت الاعتماد بشكل كبير علي المراوح الهوائية ، وذلك لمنع حدوث اي ماس كهربائي بسبب زيادة الأحمال , مشيراً أن هناك خطة دورية لصيانة أي اعطال بشكل مباشر وسريع داخل حرم الكنيسة .

وتابع أن مهندسي الصيانة لكل الإبراشيات متواجدة بشكل مستمر داخل الكنيسة حال إقامة أي صلوات أو حفلات ، ومتابعة اللوحة المركزية للكهرباء ومعالجة الأعطال بشكل سريع.

تفعيل الحماية المدنية

قال سعيد عبد المسيح المحامي بالنقض ورئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان إن الدولة عليها أعباء كثيرة ، ولكن لابد أن تضع الحماية المدنية نصب أعينها وتفعيل دورها بشكل مباشر وباهتمام بالغ في كل المنشآت الحكومية والخاصة ودور العبادة من مساجد وكنائس ، تجنباً لحودث مفجعة تستيقظ عليها مصر مره أخري .

وطالب سعيد الأجهزة المعنية بتغير سياسة الحماية المدنية بطريقة الفكر القديم ، ويجب وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الحرائق أيا كان حجمها  لتقليل الخسائر في الأرواح والمنشآت, مؤكداً ان الحماية المدنية لا يقل دورها عن دور جندي مقاتل ، فيجب ان تتمتع بالتدريبات المستمرة علي الحرائق بانواعها المختلفة , مشيراً ان اليابان بثت فيديو علي مواقع التواصل الإجتماعي للتوعية بكيفية التعامل مع الحرائق التي يصعب اخمادها من خلال تدريبات عملية يقوم بها رجال الإطفاء علي المنازل والتعامل بشكل مباشر مع حساب وقت زمني لإخماد الحريق ، ليس هذا فحسب بل بوجود قوة أخري تتعامل بشكل مباشر مع الأرواح واخراج الناس من الحريق  في ثواني معدودة  وإسعافهم  وتقليص الإصابات  والوفيات .