22 - 05 - 2025

جادل صح

جادل صح

 التفكير السلبي شيء نفعله جميعا، والفارق بين الشخص المتفائل في الأساس والمتشائم هو: أن المتفائل يتعلم كيف يصبح مناظرا جيدا. فبمجرد أن تصبح على وعي تام بفاعلية التفاؤل في حياتك، فسيصبح بإمكانك أن تناظر أفكارك التشاؤمية.

 فإذا شككت الآن في قدرتك على مناظرة أفكارك التشاؤمية، فلتضع في ذهنك أن معظمنا مناظرون عظماء بالفعل، فإذا جاء شخص وتبنى جانبا في مناقشة ما، فعادة ما يمكننا تبني الجانب الآخر ونأتي بالحجج التي تثبت صحة ما نقول بغض النظر عن الجانب الذي تبناه الشخص الآخر، ولابد لفرق المناظرة أن يتعلموا هذا، فأعضاء الفريق لا يعرفون - حتى اللحظة الأخيرة -- أي جانب من المناقشة سيتبعونه ولذلك فهم يتعلمون أن يكونوا على أتم استعداد لتبني أي جانب وبحماسة، فإذا اكتشفت أنك مكتئب أو قلق أو تفكر في أمر ما بشكل تشاؤمي فإن أول خطوة عليك أن تفعلها هي أن تدرك أن أفكارك تشاؤمية، ولا تنظر إليها على أنها صحيحة أو خاطئة أو تشاؤمية وإذا أردت أن تستفيد الإستفادة القصوى من الكمبيوتر الحيوي (المخ) فلابد أن تعرف أن الأفكار التشاؤمية أقل فعالية.

وبمجرد أن تتقبل الطبيعة التشاؤمية لتفكيرك ستصبح مستعدا للخطوة التالية مع التأكيد على أهمية الخطوة الأولى، ويقول "ناثانيال براندين": (ليس بالإمكان أن تترك مكانا لم تكن فيه)

 والخطوة الثانية هي أن تأتي بالحجج التي تدعم النظرة التفاؤلية.

ابدأ في معارضة تفكيرك القديم. تخيل أنك محام وظيفته أن تثبت خطأ المتشائم الذي بداخلك. إبدأ بإعطاء الحجج والبراهين التي تؤيد الممكن، وسوف تندهش أنت نفسك، إذ أن التفاؤل يفتح الباب وراء الآخر أمام الممكن، فهو بطبيعته تقليصي حيث أنه يغلق الباب على ما هو ممكن. فإذا أردت حقا لحياتك أن تفتح وأن تحفز نفسك على النجاح فعليك أن تفكر بشكل تفاؤلي.
------------------------
بقلم: د. محمد عبد الجليل محمد

مقالات اخرى للكاتب

جادل صح