لا تسألني كيف جلست ساعة وعشرين دقيقة وعشرين ثانية اسمع "هرتلات" هذا الرجل، ولكن للضرورة أحكام، ومن أحكامها وسخرياتها وسخريات القدر أني اسمع هذا الرجل!. كنت جالسا في آمان الله؛ أكتب مقالا عن المسرح علها تفرج بقرشين؛ وإذ فجأة اجد اليوتيوب يظهر لي فيديو بعنوان (الشيح مبروك عطية في الميزان) ولسه هقول لنفسي هو الموضوع ده لسه مخلصش؛ وإذ بي أجد صورة زكريا بطرس متصدرة الفيديو .. قلت لنفسي، وأنا كما سبق واخبرتك نفسي أمارة بالسوء. ذهبت إلى الثلاجة واحضرت كيلو ليمون وعصرته على نفسي كي أقلل من نسبة الحموضة التي ستصيبني أثناء سماع هرتلات الرجل المقدسة، والذي قال انه بحث في كل السوشيال ميديا؛ فوجد الجميع نازل دبح في الشيخ مبروك عطية بمنطق (وقع ..... هاتوا السكين) ورغم رفضي التام لهذا المثل الذي قاله "بطرس" والذي يقلل من الشيخ مبروك عطية، لكني فجأة وجدت "بطرس" يفاجئني في محبة - اتضح لي فيما بعد انها مصطنعة - مطالبا إيانا برفع أيدينا عن الرجل، ودعانا لنصلي من أجله، وهنا شعرت للحظة ان "بطرس" عاد لصوابه؛ فإذ به يقول ان مبروك عطية كبر في السن، ولهذا خرجت منه هذه الكلمات؛ الغريب في الأمر ان "بطرس" أيضا كبر في السن، وأصابة الخرف المقدس؛ لانه كيف يدعونا للتسامح مع "عطية" وهو في نفس الفيديو يسخر من "عطية" ومن مقدساته؟!
ومثلما طلب "بطرس" من "عطية" ان يعود لرشده؛ فأنا أطالبك يا "بطرس" بالعودة إلى رشدك، وإذا كنت تعتقد انك بهذه الطريقة السمجة اللزجة الفجة تبشر بالمسيحية احب ان احيلك للكتاب المقدس، والذي أوضح وبين وأكد على ان السيد المسيح جاء ليبشر ببشارة الملكوت بتسامح شديد ومحبة أشد دون التعرض بأي شكل من الأشكال لمقدسات الآخر؛ فلم يذكر الكتاب المقدس ولا الكتب التي أرخت لفترة حياة السيد المسيح، ولا الكتب التي دونت أخبار الرسل والقديسين الأوائل قيام أيا منهم بالسخرية أو بالتقليل أوالتتفيه أوالتسفيه من مقدسات الآخر؛ بل على العكس احترم السيد المسيح حرية الآخر في العبادة دون السخرية منه.
انتهى "بطرس" من الحديث عن "عطية" واستضاف في مداخلات تليفونية العابرين والعابرات التاركين للإسلام والمعتنقين المسيحية السمحة ديانة الحق؛ الديانة الصحيحة – من وجهة نظر الشخص الذي ترك الإسلام - وطبعا قام "بطرس" في رهافة ورقة و رومانسية ونحنحة مقدسة بالترحاب بهم؛ ناسيا ومتناسيا أحزان وآلام واتعاب وأوجاع أسرهم وعائلاتهم وما إلى ذلك؛ في حين عندما تتحول سيدة من المسيحية إلى الإسلام هذا الدين الحنيف الصحيح الحق – من وجهة نظره السيدة التي تركت المسيحية - تطفو على السطح نظريات المؤامرة، وتظهر المقالات التي تتحدث عن الخديعة وحملات الأسلمة التي تغرر بالسيدات المسيحيات، وان كنت نسيت يا "بطرس" افكرك؛ فارجوك اصمت فالصمت رحمة؛ لانك أنت وأمثالك (خربتوا البلد). قبل ما انسى ذكر "بطرس" في حديثة المشؤوم ضرورة الاعتذار لمبروك عطية عما صدر ضده من إهانات .. طب ما بالأولى تعتذر أنت كمان أو تعتزل، حلوة تعتزل دي، والقلل الفخار القناوي هنجيبهالك على حسابنا؛ مش عاوزك تقلق أو تعول هم .. جاتك ال... ولا بلاش الطيب أحسن.
--------------------------
بقلم : مينا ناصف