25 - 04 - 2024

رسالة من (نيرة أشرف)

رسالة من (نيرة أشرف)

الآباء والأمهات:

أكتب إليكم من مهد عالمي الجديد ، الذي أشم فيه رائحة المسك ، بعدما فارقت روحي رائحة الدماء، وأنا أتابع بامتنان مناصرتكم لدمائي البريئة ، رغم حزني لتعاطف مذموم مع قاتلي، ولكني وجدت أن نصرتكم لدمائي لم تردع البعض في استباحة دماء آخرين منهم ايمان ارشيد وسلمي بهجت وغيرهن الكثير ، وهو ما يحتاج إلى أن تسمعوا صيحة روحي ودمائي، وإنها قد تكون اليوم صيحة في واد ولكنها قد تذهب غدا بكل القتلة والأوغاد.

أقول والحق ما أقول : " سيظل دور الأسر العربية والمصرية في القلب منها في صون الدماء، وتعزيز قدسيتها في نفوس ابنائهم وبناتهم ، قدرا محتوما ، حتى نتلافى سقوط ضحايا جدد في الفترات المقبلة ، ولتنعم بالسلام أرواح من ارتقى ، وهذا لن يحدث إلا عندما تكون الأسرة مدرسة ترفع شعار : "الدماء مقدسة".

إن الدماء مصونة وإن استباحتها لعنة ، اتفقت على هذا كل التعاليم السماوية والقوانين البشرية والمواثيق الإنسانية ، وإهدار هذا المعنى ، في المجتمعات ، هو السكين الذي مزقني ومزق غيري ، دون شفقة ولا رحمة ، وبالتالي يجب أن تستيقظوا قبل فوات المزيد من الأعمار ، وتتحركوا كبيوت وعائلات لإنقاذ ما تبقى من وعي كان يقدس الدم والروح ويعرف معنى الحدود والمسافات.

وإلى كل المسؤولين :

كلكم راع وكل مسئول عن رعيته ، والعنف الذي استشرى في مجتمعاتنا ، وطالني وطال غيري ، يحتاج منكم جميعا إلى البدء من جديد في بناء حائط من الوعي ليصد كل هجمات العنف والقتل واستباحة الأرواح ، وأن نفعل ما في وسع قوانين الأرض للقصاص العادل من قاتلي وأمثاله ، قصاصا يعلي من قدر الإنسان والإنسانية ، وحقوق المرأة والأسرة ، وإلا فالفاتورة غالية والثمن باهظ ، يقول تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا".

وإلى كل من يهمه الأمر:

قدسوا حرمة الدماء ، أكرموا البنات ، أحسنوا تربية الأولاد ، صونوا بنيان العائلات ، لعل في الغد نجد مجتمعا يقدس الدماء ويصون الأرواح ويقوي العلاقات والعائلات.

وفي الختام،

قد تكون هذه الحروف من وحي الكاتب ، ولكنها الأقرب لما أشعر به وتشعر به كل ضحية مثلي ، تؤمن أن الدماء مقدسة وأن البيوت هي المدرسة المنشودة لزرع قدسيتها في تربة الأجيال القادمة قبل أي مدرسة أخرى.
-----------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان