25 - 04 - 2024

انصت لنفسك عندما ترغب في التواصل مع الذات

انصت لنفسك عندما ترغب في التواصل مع الذات

6 طرق للتواصل مع من أنت حقًا، وما تريده حقًا

نعاني جهدا مستمرا خلال تعاملاتنا مع العالم الخارجي، في الأنشطة اليومية من العمل، والعلاقات، والمهمات، حيث ينصب تركيزنا غالبا على أي شيء وأي شخص باستثناء أنفسنا، دون أن نعي إن هذا الجهد والإنهاك المستمر لا يصب إلا لإرضاء الآخرين.

يكمن هذا الإجهاد في أننا لسنا ذواتنا الحقيقية، وإنما نكون ما نعتقد أنه يجب أن نكون عليه للحصول على الحب أو الاحترام أو التقدير الذي نسعى إليه، حتى ننسى من نحن في الأساس، لذا يجب أن نعيد الاتصال بأنفسنا من جديد، فالحياة من دون اكتشاف كيفية التواصل مع نفسك هي حياة توتر وإحباط. 

وعلينا أن نعي، أنه في الحقيقة ليس ما نحصل عليه أو كيف يُنظر إلينا يحقق لنا سعادة حقيقية، فالسعادة الحقيقية هي التي تدوم مع الروح مهما حمل لنا العالم الخارجي من ظروف مؤاتية، أو غير ذلك.

فكيف أعيش حياتي؟ ومن انا كإنسان؟ ، فللناس أن يأخذوا كل شيء، لكن لا أحد يستطيع أن يسلب ذاتي مني، تأكد أنك لو عرفت نفسك ستقع في حبها وتقدرها حق تقديرها، فحب الذات أمر حيوي لتعيش حياة مُرضية.

ويجدر التذكير أن حب الذات لا يعني "الأنانية" ، وإنما أن تدركها، فتعرفها بحسناتها وسيئاتها، وتقبلها كما هي من دون أحكام ولا نقاش ، فقبولك لذاتك وفتح حوار مستمر معها هو بداية حبك لها ، فالاتصال الذاتي ليس مجرد شيء من المهم القيام به، إنما هو الشيء الذي يجب القيام به. 

في رحلتك وصولا لذاتك ستمر بعدد من المراحل

1. ابحث عما يخصك، ما الذي يدفعك حقًا لتبقى على قيد الحياة؟، ما هدفك في الحياة؟.

اسأل نفسك : متى أكون أكثر سعادة ؟  ماذا افعل عندما أشعر بنفسي أكثر؟ ، كيف أتواصل مع نفسي عندما لا يوجد أحد آخر في الجوار؟ ، وأعلم أنه عندما تكون وحدك لبعض الوقت فإن القدر يمنحك هديتك ، حقيقة جوهرك ، مفتاح كيفية إعادة التواصل مع النفس التي تحيا بها ومعها.

اكتشاف هدفك ليس بالأمر السهل دائمًا ، فمعظمنا عالق في أنماط محكومة بالفشل ، ما نعتقده حول ذواتنا محدود ، ما يمكننا وما لا يمكننا تحقيقه في الحياة ، نتبع مخططًا للسعادة لم نصممه بأنفسنا ، في الحقيقة نحن عالقين في أنماط المجتمع أو عائلاتنا فحبسنا أنفسنا داخل توقعاتهم منا ، فنلهث ساعين وراء المال والسلطة والمكانة ، دون ربطها بشيء عائد عليك نفسك ، ذاتك ، لذا نفشل.

2. فهم وتلبية احتياجاتك

يرتبط هدفك ارتباطًا وثيقًا بالاحتياجات البشرية الست المعروفة: اليقين ، الأهمية ، التنوع ، الحب / الارتباط ، النمو أو المساهمة ، كلنا لديه كل هذه الاحتياجات الستة، فإذا كنت تتوق إلى المساهمة ، فمن المحتمل أن يكون هدفك مرتبطا بالتطوع أو عمل الخير في العالم ، وإذا كنت تتوق إلى الأهمية أو الارتباط ، فمن المحتمل أن يشمل هدفك في الحياة العائلة والأصدقاء ، بمجرد تحديد أهم احتياجاتك البشرية ، يمكنك البدء في تعلم كيفية إعادة الاتصال بنفسك.

لا تدع معتقداتك المقيدة تجعلك تعتقد أنك لا تستحق تلبية احتياجاتك ، توقف عن وضع الآخرين أمامك باستمرار، من دون ملء ذاتك أولاً ، فبمجرد تحديد احتياجاتك ، قم بتلبيتها ، خذ وقتًا مستقطعًا من أجل الرعاية الذاتية ، اسأل الآخرين عما تحتاجه ، فكونك أفضل ما لديك يسمح لك بالعطاء أكثر من مكان الوفاء.

3. ابحث عن صوتك

نستخدم أصواتنا للتواصل، للتعبير عن أنفسنا ، للترفيه ، ولكن، يقول إدوين كوبارد ، مدرب الصوت الدولي الشهير، والمتحدث السابق في Life Wealth Mastery ، إن أصواتنا تقدم أيضًا طريقًا للاتصال الذاتي الحقيقي.

ويوضح كوبارد، أنه في الطفولة كانت أصواتنا خاما وغير مغشوشة ، كانت صاخبة وقوية ، وتعبر عن جميع المقاصد والأغراض ، لم يكن هناك مرشح عندما كنا نتحدث ، ولكن عندما كبرنا وبدأنا في استيعاب محيطنا وفهم أنفسنا في السياق الأكبر ، بدأنا في قمع هذا الصوت الطبيعي لصالح صوت العقل الاجتماعي ، فَفَصلنا صوت العقل الاجتماعي هذا عن قوة وطاقة صوتنا الطبيعي ، فبات صوتنا غير ممثلا للذات ، بل نستخدمه لنعكس المثل والشخصيات التي تتماشى مع المجتمع.

ويعتقد كوبارد أنه من خلال قوة الأغنية، يمكننا الابتعاد عن التنميط ، والسماح للذكاء الطبيعي لأجسادنا بالسيطرة وإعادة اكتشاف جمال "الصوت الجامح"، موضحا أنه من خلال صوتك ، يمكنك التواصل مع طفلك الداخلي والبدء في تعلم كيفية التواصل مع نفسك.

وينصح قائلا : ضع أغنيتك المفضلة وغني معها ، قم بإنشاء أغنية جديدة خاصة بك. تعلم العزف على آلة موسيقية ستوقظك الموسيقى على نفسك الحقيقية.

4- أعِد التواصل مع نفسك جسديًا

الرقص هو أحد أهم وسائل التعبير عن الذات ، كما أنه ييقودك لإعادة الاتصال بنفسك ، هذا ما تدور حوله الـ 5 إيقاعات.

تم إنشاء وتطوير 5 إيقاعات بواسطة غابرييل روث في أواخر السبعينيات ، وهي في الأساس ممارسة تأمل للرقص والحركة ، استنادًا لفكرة أن الحركة الديناميكية يمكن أن تسهل تحقيق الذات ، فتحريك الجسم يطلق القلب ، ويحرر العقل، ويسمح بالاتصال بالجوهر الحقيقي للروح ، وهو مصدر الإلهام الذي يتمتع به الفرد بإبداع وإمكانيات غير محدودة.

ويجب التنويه ، بأن الإيقاعات الخمسة - المتدفقة والمتقطعة والفوضى والغنائية والسكون - ليست إيقاعات صوتية بمعنى الطبول أو الإيقاعات ، ولكنها إيقاعات تجريبية تصف المناظر الطبيعية العقلية والعاطفية ، فتلك الإيقاعات أشبه بحالات الوجود ، ويفسر كل شخص كل إيقاع بطريقته الفريدة الخاصة به ، حيث يتحرك كل شخص بشكل إبداعي أكثر عمقا ، عندما ممارسة هذه الإيقاعات بالتسلسل، فإنها تشكل موجة تساعد على تعميق الفهم للحقيقة الطبيعية وترسيخ العقل من خلال الاتصال مرة أخرى بالجسد.

5. ابدأ بالكتابة

للكتابة دور كبير في الاتصال الذاتي، فهي تجعل الكاتب يرى الأحداث وما يكتبه من تجاربه الذاتية الحياتية بمنظور مختلف ، حيث تعيد الكتابة المشاعر من جديد ولكنها أثناء الكتابة تكون تحت بؤرة ضوء البصيرة ، ما يمنح القدرة في التعرف على المشاعر، والمساعدة في تقبلها.

تدوين الأفكار حول الأحداث الجارية ، أو ما حدث لك في ذلك اليوم ، يوضح أراءك ويبلورها، ويقول المؤلف الأمريكي فلانيري أوكونور: "أكتب لأكتشف ما أعرفه"، فاستخدم الكتابة لأنها ستكشف خبايا من نفسك ، فكأنك بمصاحبة الكتابة تغوص في أعماق ذاتك لتعرف من أنت.

وتتجاوز فوائد كتابة اليوميات كيفية التواصل مع النفس، فالكتابة تخفف من القلق وتحسن الذاكرة ، كما إنها تغير نمط التفكير ، لتصبح قادرا على التركيز في الإيجابيات فقط الأمر الذي يحقق أهدافك.

من السهل اقتناء دفتر يوميات، ولكن لتعمل الكتابة عملها يتطلب ذلك التزامًا ، كما تتطلب أي عادة جديدة ، فخصص وقتًا كل يوم للكتابة ، حتى لو كان لمدة خمس دقائق فقط، يمكنك البدء بتسجيل أحداث اليوم وكيف شعرت تجاهها ، أو تدوين الأشياء التي تشعر بالامتنان لها، أي شيء يحفز التفكير يمكن أن يساعد في التواصل مع الذات.

6. اطرح الأسئلة الصحيحة

تختلف جودة حياة الأشخاص باختلاف نوعية الأسئلة التي يطرحونها على أنفسهم باستمرار. 

فمثلا إذا سألت سؤالاً من نوعية "لماذا يحدث هذا لي دائمًا؟"، سيبحث عقلك عن إجابة، وقد يصنع عقلك الباطن شيئًا ما، مثل "لأنك لست جيدًا بما يكفي" أو "لأنك لست ذكيًا بما يكفي".

هذا الحديث السلبي عن النفس سيمنعك من الكشف عن كيفية إعادة التواصل مع نفسك ، ولكن إذا بدأت التفكير في الجهة الإيجابية فتسأل أسئلة من نوعية "كيف يمكن استخدام هذه التجربة لأقدر نفسي أكثر؟" سيبحث دماغك عن إجابات لهذا السؤال وغالبًا ما يتوصل إلى إجابة لا تجعلك تشعر بتحسن فحسب ، بل تسمح لك بالاحتفال وإعادة التواصل مع نفسك الحقيقية.

هذا هو سبب أهمية التحول نحو أسئلة الجودة ، لأن أسئلة الجودة تخلق حياة جيدة، إما التنميط الاجتماعي في التفكير فيعمل على توجيه التركيز نحو السلبية، ويحدد في النهاية كيف نفكر ونشعر. 

المفتاح هو تطوير نمط من الأسئلة التي تعزز طبيعتك الحقيقية، على سبيل المثال ، ركز على أسئلة الجودة مثل:

• ما أكثر ما يسعدني في حياتي الآن؟

• ما أكثر ما يثير حماستي في حياتي الآن؟

• ما أكثر شيء أشعر بالفخر به في حياتي الآن؟

• ما هو أكثر شيء أشعر بالامتنان في حياتي الآن؟

• ما أكثر ما أستمتع به في حياتي الآن؟

• ما الذي ألتزم به في حياتي الآن؟

• من أحب؟

من خلال جعل أسئلة الجودة جزءًا من طقوسك اليومية ، ستتمكن من الوصول إلى أكثر حالاتك العاطفية تمكينًا ، وبمرور الوقت ، وأنت تتدرب باستمرار على القيام بذلك ستكون قادرًا على إنشاء طرق عقلية للسعادة والإثارة والفخر والامتنان والفرح والالتزام والحب، فتلك هي حقيقتك.
-------------------
تقرير: فدوى مجدي
من المشهد الأسبوعية






اعلان