كان الزمالك قبل وصول البرتغالي جيسفالدو فيريرا منهارا بشكل غير مسبوق، ويمر بأزمات فنية لم يتوقع أكثر الناس تفاؤلا حينها أن يحقق نجاحا مع فريقه غير وصافة الدوري العام.
ودع دوري أبطال إفريقيا من دور المجموعات، مع الفرنسي باتريس كارتيرون، في مجموعة كانت الأسهل على الإطلاق، لكن حالة التردي الفني كانت في أعلى مراحلها.
جاء العجوز البرتغالي وكانت تحاصر الزمالك مشكلات عدة قادرة على تدمير أي فريق، فبدأ طارق حامد التمرد في أصعب الأوقات وطلب الرحيل عن الفريق في أصعب فترات الموسم.
كان حامد يمثل نصف قوة الفريق في المواسم السابقة، ولم يتوقع أي شخص في مصر أن يعوضه سوى نجم كبير قد يكلف الزمالك عشرات الملايين.
لكن المدير الفني البرتغالي فاجأ الجميع باستخدام روقة الذي كان في عداد الراحلين ، وحين أصيب منه في أصعب الأوقات لم يبد ضعيفا أو عاجزا فجاء باللاعب الشاب محمد عبدالغني من قلب الدفاع ليستخدمه في الارتكاز وينجح في المهمة أيضا.
ثورة فنية كبيرة أحدثها فيريرا منذ قرر مواجهة تلك الظروف الصعبة باللجوء إلى طريقة لعب ٣/٤/٣ لسد جوانب القصور وعلاج ضعف العناصر ومداراة الجودة المتدنية لكثير من اللاعبين.
مع فيريرا أصبحت كل المشاكل محلولة، وتحول كل الضعفاء إلى أقوياء، وسار اللاعب الجيد متوحشا، فقط لأن البرتغالي يستطيع إخراج أفضل ما لدى لاعبيه.
صعد بكثير من اللاعبين الشباب، وقدم يوسف أسامة نبيه وسيف فاروق جعفر وسيد نيمار كمشاريع مستقبلية واعدة للكرة المصرية.
والأغرب من ذلك أنه حول نماذج يكرهها الجمهور مثل حمزة المثلوثي إلى أعمدة رئيسية لا غنى عنها، وأصبح إمام عاشور لاعب الوسط الأفضل والأكثر فاعلية في الكرة المصرية، وبات أحمد سيد زيزو النجم الأول في الدوري بلا منازع، وحتى شيكابالا الذي قالوا عنه انتهي أعاد اكتشاف نفسه، حدث كل ذلك لأننا أمام مدير فني بارع في تطوير اللاعبين واللعب على الجزئيات والتفاصيل الصغيرة.
استعاد شخصية الفريق، وعاد الزمالك بهوية بطل ، فتوج ببطولة الكأس على حساب الأهلي الذي أصبح ضحيته المفضلة والآن يبتعد بقمة الدوري ويغرد بتحقيق أرقام قياسية.
حازم إمام نجم الزمالك الكبير، قال أن السر الحقيقي في نجاح هذا الرجل الحكيم هو احترافيته في إدارة عمله داخل وخارج الملعب، وهو ما أكد أكثر من عنصر داخل الفريق حيث اجمع اللاعبون على حكمته الكبيرة واخلاصه للعمل.
بينما يرى أمير مرتضى منصور بأن أهم ما يميز فيريرا بحسب ما رواه لمقربيه هو قدرته على التكيف مع أي ظروف، والتعايش مع أي مشاكل وإيجاد حلول لها.
هذه العوامل دفعت إدارة الزمالك إلى السعي لبقائه أطول فترة ممكنة، مع منحه صلاحيات كاملة في اختيار أي صفقات يريد ضمها للفريق خلال الصيف الجاري.
-------------------------------
كتبت - رانيا عبدالوهاب
من المشهد الأسبوعية
