26 - 04 - 2024

إقالة تصعد بالشيخة مي آل خليفة من مقعد الوزارة إلى المجد

إقالة تصعد بالشيخة مي آل خليفة من مقعد الوزارة إلى المجد

حققت بها جماهيرية أكبر من المنصب.. وسجلت أنها أول وزيرة ودبلوماسية عربية ترفض المصافحة
- د. سعاد الصباح: اليد التي لا تصافح في المواقف التي تستوجب الامتناع هي التي علينا أن نقبلها
- إيهاب بسيسو: الشيخة مي تضعنا أمام صورة جديدة من صور الحقيقة الناصعة
- د. عبدالمهدي مطاوع: رسالة مهمة للإسرائيليين أنفسهم أنهم بعيدون كل البعد عن الشعوب العربية
- د. رانيا فوزي: اهتمام الإعلام العبري بخبر الإقالة يثير الشكوك ويؤكد تراجع شعبية اتفاقيات" إبراهام"
- رياضيون مصريون رفضوا المصافحة فخسروا مواقع وأموالا وتقلدوا "وسام الرفض"

لا أعرف ما كان يجول بخاطر الشيخة مي آل خليفة وقت أن اشتعل قلبها بالحق وأعلنت يدها متضامنة مع فكرها رفض المصافحة، هل استدعت "أمل دنقل" يذكرها

لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟

أم أنها بالفعل لم تنسْ لتتذكر، وهي التي أفشلت قبل ذلك تهويد الأحياء القديمة للعاصمة البحرينية المنامة، عندما رفضت السماح لمستثمرين يهود أمريكان تشييد حي يهودي مع كتابات إرشادية ونجمة داوود تستقبل السياح ابتداء من باب البحرين وشارع المتنبي وصولا إلى الكنيس اليهودي الواقع في شارع صعصعة بن صوحان بالمنامة القديمة.

المسؤولة البحرينية كانت تشغل منصب رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، حين استضاف مركز الشيخ إبراهيم الذي تديره الشيخة مي ، المؤرخ والمفكر اليهودي ايلان بابيه في 30 نوفمبر 2021 والذي طرح بأن الحل المستقبلي المنشود يتمثل في إلغاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني لفلسطين، فيما اعتبرت الندوة ضربة لجهود التطبيع مع إسرائيل.

بازل 

هي مواقف أشبه بقطع البازل التي لابد أن تتراص بطريقة محددة حتى تكتمل الصورة، لتدلل عن شخصية تلك السيدة العربية المؤمنة بقضية الحق الفلسطيني والعربي، لم يكن مستغربا أنها حين حضرت لتأدية واجب عزاء في 16 يونيو 2022 ، عقده السفير الأمريكي في البحرين ستيفن بوندي في منزله لتأبين والده ودعا إليه بعض السفراء والمسئولين، من بينهم السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه ، والشيخة مي بنت محمد، أثناء التصوير، قام أحدهم بتعريف الذين يتصافحون، وعندما وصلت الشيخة مي للسفير الإسرائيلي في المنامة، سحبت يدها ورفضت مصافحته وخرجت من منزل السفير الأمريكي وطلبت من السفارة عدم نشر أي صورة لها في مجلس العزاء.

لم يمر الموقف بشكل عادي، فما هي إلا أيام قليلة حتى غرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه أجرى اتصالا بولي عهد البحرين وأكدا على صلات الود ومسار التطبيع، وبعدها صدر مرسوم ملكي بتعديل وزاري وتعيين الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيسا لهيئة البحرين للثقافة والآثار، في حين كانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تقوم بجولة إلى دول البلقان إضافة الى ألبانيا ، مما اعتبره البعض تكهنًا أنها إقالة جاءت بناء على التفاهمات الهاتفية.

الإعلام

تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية الخبر بأنه "إقالة" وليس تعديلا وزاريا، وذكرت تقارير عبرية وعربية أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أقال الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من منصبها كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار (وزيرة الثقافة)، بسبب موقفها من التطبيع بين البحرين وإسرائيل ورفضها مصافحة السفير الإسرائيلي لدى المنامة.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن الشيخة مي بنت محمد رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي إيتان نائيه خلال مراسم دفن والد السفير الأمريكي لدى المنامة، ستيفن بوندي، شهر يونيو الماضي.

وبعد هذا الخبر كان لمنصات التواصل الاجتماعي الفاعلية الأكبر في التعليق عليه، فنشرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تغريدة على "تويتر" شكرت فيها كل من راسلها بعد نشر تقارير تفيد بإقالتها من منصبها لرفضها مصافحة السفير الإسرائيلي.وقالت في التغريدة "من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا".

وعبر مغردون ومسؤولون عن تضامنهم مع المسؤولة البحرينية، ودشّن نشطاء وسم "#شكرا_ مي" تعبيرا عن امتنانهم وشكرهم لرفضها التطبيع.

وفي فلسطين، قال وزير الثقافة السابق إيهاب بسيسو في منشور له على "فيسبوك" إن "الشيخة مي تضعنا أمام صورة جديدة من صور الحقيقة الناصعة وهي أن الانحياز للإنسان، الضحية أمام ماكينات الفولاذ القاتل لا يمكن أن يتجزأ بل يزداد ثباتا وتماسكا وقوة تؤكد على أن الانسان في المقام الأول حق وحرية".

وفي خطاب للدكتورة سعاد الصباح استهلته بعبارة "الأخت الغالية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة "قالت فيه: في الحياة إضاءات لا تتكرر ومواقف لا تقبل اللون الرمادي، تلك التي ندفع ثمنها بسعادة لا نظير لها، واليد التي لا تصافح في المواقف التي تستوجب الامتناع هي التي علينا أن نقبلها.

عبري

وفي تحليلها لموقف الإعلام العبري لحدث الإقالة  أوضحت الدكتورة رانيا فوزي المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية وتحليل الخطاب قالت: في البداية نقلت صحيفة"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية المحسوبة على تيار اليمين وسط  بتاريخ 23 يوليو عن صحيفة "رأي اليوم"  الإلكترونية  التي يترأس تحريرها الكاتب والصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان المعروف توجهاته السياسية أن ملك البحرين أقال مسؤولة بحرينية كبيرة وعضو في الأسرة الحاكمة من منصبها بعد أن رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي في الدولة الخليجية، وذلك على خلفية عقد السفير الأميركي في البحرين ستيفن بوندي في 16 من يونيو الماضي مجلس عزاء خاص لوفاة والده، ودعا إليه بعض السفراء والمسؤولين بينهم الشيخة مي بنت محمد، والسفير الإسرائيلي التي رفضت مصافحته.  وفي ضوء تحليل الشكوك حيال وقوف إسرائيل وراء إقالة الوزيرة مي بنت محمد آل خليفة لاحظت تزامن نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يائيرلابيد تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر بتاريخ 21 يوليو  بأنه تحدث مع صديقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، ولي العهد ورئيس الوزراء البحريني، ولم يرد تفاصيل ما دار بينهم من حديث فقط أشار في التغريدة إلىأن إسرائيل والبحرين تشتركان في رؤية لشرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا ، والبلدان يعملان معًا لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة، دون توضيح فحوى أو مضامين القضايا محل النقاش بينهما وهو أمر يأتي على غير عادة المسؤولين الإسرائيليين الذين يشيرون ضمنا إلى ما دار من قضايا ، فالوزيرة  لهيئة البحرين للثقافة والآثار مي بنت محمد آل خليفة تحديدا  ليست وزيرة  عادية فهي تعبر عن رأي الحكومة وكذلك موكل لها مهام وزارة تستهدف إبراز الوجه الحضاري والثقافي للبحرين على مستوى العالم، ، ورغم جهودها المتميزة في هذا المجال إلا أن لها مواقف تظهر معارضتها لـ اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل مما أثار حفيظة وغضب إسرائيل التي تعلق كثيرا من الآمال على اتفاقيات إبراهيم بأن تغير صورة إسرائيل لدى الشعوب العربية وخاصة من فئة الشباب العمرية أقل من 40 سنة في دول الخليج .

تراجع

وتضيف د. رانيا أن إسرائيل تستشعر عدم الرضا من الشعوب العربية ، ونشرت صحيفة"يسرائيل هيوم"   المحسوبة على تيار اليمين المتشدد والداعمة لنتنياهو بتاريخ 18 يوليو نتائج استطلاع للرأي العام أجراه معهد واشنطن، نُشر مؤخرًا يظهر أن نسبة مؤيدي الاتفاقات الإبراهيمية في السعودية والبحرين والإمارات في اتجاه تراجع خلال العام الماضي، وبحسب التقرير أن أغلبية المواطنين في البحرين والسعودية والإمارات يرون الاتفاقات في صورة سلبية ، تراجع الدعم في البحرين والإمارات بشكل حاد - من متوسط 46٪ بعد الاتفاقيات إلى 23٪ حاليًا، على العكس لا يزال 40٪ من السعوديين مهتمون بعلاقات تجارية مع إسرائيل، مقارنة بـ 9٪ فقط قبل الاتفاقيات، وتابع التقرير أنه في استطلاع أجراه معهدالأبحاث في نوفمبر 2020، رأى 47٪ من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة الاتفاقيات بصورة إيجابية، مقابل 49٪ عارضوا ذلك، وفي البحرين، رأى 45٪ أن الاتفاقيات إيجابية وعارضها 51٪. أي أن المعسكرات كانت متساوية في الحجم، مع أغلبية بسيطة للمعارضين.

القضية
من جهته يعلق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبدالمهدي مطاوع على حدث عدم مصافحة الشيخة مي آل خليفة للسفير الإسرائيلي وتبعات ذلك الموقف بإقالتها من منصبها بأنه يؤشر إلى أن قبول إسرائيل ضمن دول المنطقة ما زال أمرًا لا تتقبله الشعوب العربية، ووصل الآن إلى مستوى الوزراء، ويفسر ذلك بقوله: عدم القبول الشعبي مرده أن إسرائيل لم تتقدم خطوة واحدة تجاه إحلال السلام، وإعادة الأراضي المحتلة لأصحابها، ذلك لأن الأصل في بنود اتفاقيات السلام التي وقعتها مصر أو الأردن مع الجانب الإسرائيلي كانت علي أساس الأرض مقابل السلام، ولكن إسرائيل تريد سلاما دون عودة الأرض لأصحابها واسترداد حقوقهم وإقامة دولة فلسطينية، وفي ظل الظلم والتعالي الإسرائيلي من الصعب تبرير أي شكل من أشكال التطبيع التي تتم حاليا.

وأشار د. مطاوع إلى أن مسارعة وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر خبر إقالة الوزيرة البحرينية بعد خبر رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي لدى المنامة هو رسالة مهمة للإسرائيليين أنفسهم أنهم بعيدون كل البعد عن الشعوب العربية، فرد فعل رفض المصافحة على المجتمع والداخل الإسرائيلي له أثر كبير ويضع علامة استفهام أمام اتفاقيات التطبيع التي تتم مع دول المنطقة.

مؤكدًا أن موقف الشيخة مي آل خليفة هو رد فعل طبيعي نابع من شخصيتها وقناعاتها، وبعيد كل البعد عن بروتوكولات الدبلوماسية التي لم يكن يتطلبها واجب تقديم العزاء للسفير الأمريكي.

شكليات

في حين يرى الكاتب البحريني فريد حسن أن البعض يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما يتم نشر صورة يظهرفيها مسؤول خليجي وهو واقف إلى جانب مسؤول إسرائيلي، ويقول في تحليله لمصافحة الإسرائيلي: هذا البعض يقيمها أكثر ولا يقعدها بالمرة لو أن الصورة أظهرت المسؤول الخليجي وهو يصافح المسؤول الإسرائيلي أو أظهرته مبتسماً .
وفي عرف هذا البعض المصافحة بين المسؤول الخليجي والمسؤول الإسرائيلي محرمة وأنها ذنب عظيم، وفي عرفه أيضاً أن موافقة المسؤول الخليجي على التقاط ونشر مثل هذه الصورة دعوة علنية للتطبيع مع إسرائيل وخيانة للقضية الفلسطينية وللأمة العربية.
ويضيف: النظر إلى هذا الموقف من زاوية أن الصراع بين العرب وإسرائيل لم ينته بعد وأن القضية الفلسطينية لم تحل وأن الفلسطينيين لا يزالون يعانون ربما يدفع إلى تأييده وإن كان من المبالغة والظلم اعتبار شاغل الصورة خائناً، لكن النظر إليه من زاوية أخرى ملخصها أنه لا مفر من إيجاد قناة اتصال مع الآخر الذي هو هنا إسرائيل كي يتم الوصول إلى المساحة التي يمكن الانطلاق منها إلى الحل الذي يرضي الجميع يدفع إلى تأييد لقاءات المسؤولين الخليجيين والعرب إجمالاً بالمسؤولين الإسرائيليين، وإلى قبول المصافحات والتقاط الصور التي هي في كل الأحوال مسألة شكلية ولا يمكن اعتبارها تطبيعاً أو تمهيداً للتطبيع .
ويضيف: التركيز في الشكليات والقصص الصغيرة يضر بالقضية الفلسطينية بدل أن ينفعها. منطقاً وواقعاً لا يضير القضية حصول مصافحة بين أي مسؤول خليجي أو عربي ومسؤول إسرائيلي ولا يضيرها حصول لقاءات بينهم، بل منطقاً وواقعاً يعتبر هذا الأمر أساساً للتوصل إلى تلك المساحة المهمة والضرورية. لا يمكن حل القضية الفلسطينية من دون حصول مثل هذه اللقاءات، ولا يمكن التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل من دون توفير الأجواء المناسبة والتي تسهم المصافحة في توفيرها.

الشيخة مي

الشيخة مي بنت محمد آل خليفة هي رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار. شغلت سابقاً منصب وزيرة الثقافة من 2010 إلى 2014، ووزيرة الثقافة والإعلام من 2008 إلى 2010، والوكيلة المساعدة لقطاع الثقافة والتراث الوطني في وزارة الإعلام.

اختارت مجلة "فوربس" الشيخة مي من بين أقوى 50 شخصية عربية في عام 2008. وحصلت على جائزة "ووتش" من الصندوق العالمي للآثار في عام 2015، وهي أول شخصية عربية تحصل على الجائزة تقديراً لدورها الفريد الذي لعبته في مجال الحفاظ على الثقافة والتراث وحمايته في البحرين. عُيّنت في عام 2017 سفيراً خاصاً للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية من قبل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

نشرت الشيخة مي عدداً من الكتب والمقالات منها "تشارلز بلغريف: سيرة ذاتية ومذكرات" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2000)، و"100 عام من التعليم في البحرين: سنوات التأسيس" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1999)، و"محمد بن خليفة 1813– 1890: الأسطورة والتاريخ الموازي" (مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، 2014) و"القرامطة من المفهوم إلى الدولة" (مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، 2019)، إلى جانب مؤلفات أخرى. حصلت على درجة الماجستير في التاريخ السياسي من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة.

كما أسست الشيخة مي مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وتتولى رئاسة مجلس إدارته، وهو عبارة عن منظمة غير حكومية تأسست في المحرق عام 2002، واستضاف المركز منذ ذلك الحين أكثر من 500 متحدث وفيلسوف وشاعر ومفكر قدموا أفكارهم خلال المحاضرات الأسبوعية التي كان يستضيفها المركز. بالإضافةً إلى أنها قامت بحفظ وإعادة تأهيل أكثر من 25 منزلا بحرينيا تقليديا، وقادت عمليات التجديد الحضري لمدينة المحرق التاريخية. وحصل مشروع إحياء مدينة المحرق على جائزة الآغاخان للعمارة لدورة عام 2019 وذلك برعايةٍ من الشيخة مي وقيادتها.

لست وحدك

وإن كانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الشخصية الدبلوماسية العربية الوحيدة التي رفضت مصافحة دبلوماسي إسرائيلي، إلا أن هناك مواقف عديدة جاء عدم المصافحة عنوانا بارزا لكثير من الأحداث والشخصيات خاصة الرياضية منها رفض النجم المصري محمد صلاح، في العام  2013 عندما كان لاعبا لنادي بازل السويسري، مصافحة لاعبي فريق «مكابي تل أبيب» الإسرائيلي، قبل المباراة التي جمعت بين الفريقين.

وعلى الرغم من هزيمته في نصف نهائي بطولة العالم للجودو باليابان من منافسه الإسرائيلي، إلا أن اللاعب المصري محمد عبدالعال، رفض مصافحة منافسه عقب نهاية المباراة، وهو ما لم يعجب أوفير جندلمان المتحدث باسم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وكذلك لاعب الجودو المصري رمضان درويش رفض مصافحة رئيس اتحاد الجودو الإسرائيلي موشيه فونتى، أثناء مراسم تسليم منح ميداليات وزن 100 كيلو فى بطولة الجودو الدولية 2018، والتي أحرز فيها درويش الميدالية البرنزية، كما رفض مصافحة لاعبي الجودو الإسرائيليين في جميع المنافسات الدولية، منذ عام 2012.

"مش هنلعب مع صهاينة" شعارٌ آخر رفعه رياضيون مصريون، رافضين الذهاب إلى الكيان الصهيوني والمشاركة في مباريات هناك أو مواجهة لاعبين ممثلين له في البطولات العالمية، ولم يكن فقط الذهاب والمواجهة بل رفض المشاركة في فرق بها لاعبين إسرائيليين أو مدربين، الأمر الذي أدى إلى خسارتهم المادية والمهنية.

أبرز وقائع رفض خوض لقاءات مع لاعبي الكيان الصهيوني والتضحية بالبطولات، كان انسحاب منتخب مصر للهوكي أمام نظيره الإسرائيلي في نهائي بطولة العالم التي أقيمت في أوروجواي عام 2012.

كما رفض فاروق جعفر المدير الفني للاتحاد المصري لكرة القدم، مشاركة منتخب مصر للناشئين تحت 16 سنة في دورة ودية عالمية في إيطاليا، بسبب مشاركة إسرائيل فيها خلال نفس العام.

الكثير من لاعبي الكرة المصريين كذلك لهم مواقف ضد إسرائيل، رفضوا خلالها المشاركة مع لاعبين او فرق منتمية للكيان الصهيوني ومنهم النجم المصري، والمدير الفني لنادي مصر المقاصة أحمد حسام ميدو، حيث أصدر نادي بارنسلي الإنجليزي قرارا بتحويل ميدو إلى التحقيق، وذلك بعد نشر صور لمشاركته في مظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب العدوان على غزة 2012.

ميدو وأحمد حسن ونادر السيد وعمرو زكي دفعوا ثمن رفض التعامل مع لاعبين وأندية إسرائيلية

ورفض اللاعب المصري المعتزل أحمد حسن أثناء احترافه عام 2007 في نادي أندرلخت البلجيكي، الذهاب إلى إسرائيل للعب أمام فريق "هبوعيل تل أبيب"، كما رفض أيضًا في عام 2003 الانتقال إلى فريق "جالطة سراي" التركي بعد انتهاء عقده مع جينشين بيرليجي، على الرغم من العرض المغري الذي قدمه النادي بقيمة 5.5 مليون دولار لمدة ثلاثة مواسم، وذلك بسبب قيد اللاعب الإسرائيلي "حاييم بن ريفيفو" بالفريق.

وفضل الصقر حينها، أن ينتقل إلى "بيشكتاش" بمقابل مادي لا يزيد عن 3.9 مليون دولار في خلال ثلاثة مواسم، بعد تصريحات للاعب الإسرائيلي بترقبه للعب بجوار اللاعب المصري أحمد حسن لاعب منتخب مصر.

وفقد نادر السيد، حارس الاهلي والزمالك والمنتخب السابق، مكانه الأساسي في فريق "بروج" البلجيكي، نتيجة رفضه السفر إلى تل أبيب لخوض مباراة رسمية في دوري الأبطال الأوروبي، وعلى أثر ذلك لزم دكة الاحتياطي لعامين قبل الاستغناء عنه عام 2002.

كما رفض اللاعب المصري عمرو زكي الانتقال إلى فريق "بورتسموث الإنجليزى" لوجود لاعب إسرائيلي به، حيث قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه رفض بسبب تعاقد النادي مع لاعب إسرائيلي يدعى "تال بن حاييم"، ومع المدير الفني الإسرائيلي "أفرام جرانت". 

سلموا

المصافحة ليست مجرد حركة إنما إشارة يتم تأويلها سلبا وإيجابا، وهو ما يضعه الجانب الإسرائيلي في الحسبان، ولعل موقف الرئيس السوري بشار الأسد خير مثال، فعندما توفي البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2005، وأُقيمت مراسم الجنازة التي حضرها رؤساء دول وملوك وأمراء، بينهم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت، موشيه كاتساف، في 8 من أبريل.

مرت الجنازة بشكل طبيعي، إلا أن مصافحة جمعت بين الأسد وكاتساف أثارت الجدل، لتسارع مصادر سورية تحدثت لوسائل إعلام عربية لنفي أن تكون هذه المصافحة “مقدمة لاستكمال عملية السلام”.

في حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، أن المصافحة “ربما تنبئ برغبة بالتغيير”، بحسب ما نقلته صحيفة “القبس” الكويتية، في 10 من أبريل 2005.
------------------------------
تحقيق – آمال رتيب
من المشهد الأسبوعية











اعلان