صحيح مصر هي أمى .. بس إحنا معدناش حاسين بحنيتها .. بقت قاسية أوى علينا .. تعبانين فيها .. كل يوم بيعدى بنحس أنه جبل انزاح من على كتافنا ، ومنلحقش نستريح إلا ونلاقى جبل أكبر منه في إنتظارنا لما يطلع علينا النهار .. نهار من غير نور .
الضلمة عتمت في قلوبنا .. خلت أيامنا كئيبة .. شايلين الهم وساكتين حتى الضحكة بقت صعبة علينا والسخرية من الهم معدناش قادرين عليها .. همنا بقى أكبر من الضحك عليه بنكتة تنفس عنا الكرب وتفك الضيقة ولو لحظة ..
لكن برضه مصر هي أمى .. واللى مغير حالها معانا ومبدل إحساسنا بيها أن الحكومة بتعاملنا كإنها مراة أبونا أو جوز أمنا ..
سيبانا في عز الحر .. لاعارفين نصيف ولاقادرين نفتح التكييف ولو فتحناه يبقى بحساب .. سايحين في عرقنا وتعبنا والحكومة بتصيف في العلمين .. طيب جالها قلب إزاى تسيبنا في عز أزمتنا وتروح تصيف ..
صحيح أنها مخدتش أجازة .. بس كفاية إن بعد الإجتماعات تنزل تنفس عن نفسها شوية وتبلبط في الماية أو حتى تقعد تشم هواء نظيف وتريح أعصابها تحت الشمسية ..
وعلشان محدش يتهمنا بالحقد والحسد وإننا باصين بعنينا اللى تفلق الحجر في عيشة الحكومة الهنية .. خلينا نبص لنص الكوب المليان ونقول وماله لما الحكومة تصيف وتنقل مقرها للعلمين كنوع من التغيير .. هو إحنا نطول لو أعصاب الحكومة إرتاحت ..وإستجمت وإتخلصت من الضغوط الكبيرة اللى عليها واللى دايما بتخليها تبهرنا بقرارات تشقلب حالنا وتقلب أوضاعنا وتخلينا عمالين نضرب أخماس في أسداس ، ونحسب إزاي حنقدر ندبر حالنا بعد كل قرار برفع الأسعار أو غرامات تصالح أو رسوم حكومية أو غيرها من إفتكاسات الجباية اللى خربت بيوت كتير ومهددة أكثر بالخراب ..
أكيد كل القرارات اللى إحنا شايفينها قاسية جدا علينا ومعدناش قادرين نتحملها خدتها الحكومة زي ما بتبرر دايما تحت ضغوط وظروف وقيود البنك الدولى وحرب أوكرانيا وداحس والغبراء. إحنا مصدقين ومقدرين عشان كدة متعشمين إن يمكن لما الحكومة تهدى أعصابها في العلمين ترجع لنا بقرارات تهدى أحوالنا وتصب حقيقى في صالحنا وتخفف علينا عيشتنا وتهون لو قليلا الشدة اللى إحنا عايشين فيها ..
ولأن الحكومة دايما بتخيب ظنوننا وعشمنا فيها زى عشم إبليس في الجنة بنأمل وليس كل الأمل ذنب ، أن ييجى اليوم وتراجع حكومتنا سياستها وتراعى شوية ظروفنا وتعمل حساب إننا خلاص تعبنا ومعدش فينا قدرة على التحمل ..
ولو كان صعب عليها ده فإحنا مستعدين نريحها من عبء مرتباتنا حنتنازل عنها مقابل كوبونات تكفى لإعاشتنا أكل وشرب وفواتير وعلاج ومصاريف مدارس .. لا إحنا طمعانين في كسوة شتا ولاصيف ولاعايزين تصييف ولاحتى نروح نوادى ..عايزين بس ناكل ونشرب ونعلم ولادنا ونتعالج من غير تكدير وحسابات وطرح وضرب وقسمة وخنقة لأرواحنا اللى تعبت من كتر التفكير ..
ولو الحل ده مش حيعجب حكومتنا ففيه حل تاني أسهل، إنها تعين خبراء إقتصاديين لكل شريحة متقاربة الدخل مهمتهم تدبير الميزانية ومصالحة دخولنا الهزيلة على أعبائنا الثقيلة اللى محتاجة لمعجزة مش بس خبير واللى من المؤكد أنه حيخرج من الحسبة دى بنصف عقل وإن شئنا الصراحة سيكون اقرب للجنون ..
صيفي ياحكومة ولايهمك .. إحنا كدة كدة تعبانين ومش متعشمين.. بس برضه مصر هي أمى ، ومش عاجبها حالى.
----------------------------
بقلم: هالة فؤاد
من المشهد الأسبوعية