25 - 04 - 2024

ورشة عمل : هكذا تضررت مصر والدول النامية من التغيرات المناخية

ورشة عمل : هكذا تضررت مصر والدول النامية من التغيرات المناخية

فى إطارمبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ" الشبكة العربية للبيئة والتنمية تنظم ورشة عمل للاعلاميين.
- انبعاثات الكربون زادت 15% مابين قمتي شرم الشيخ وجلاسكو
- الدول المتقدمة تتسبب فى 80% من الانبعاثات ولاتفى بالتزاماتها تجاه الدول المتضررة
- قمة شرم الشيخ تسعى لوضع آليات لتنفيذ إتفاقية باريس وإلزام الدول المتقدمة بدفع 100ملياردولار سنويا والحفاظ على حقوق الدول النامية بوضع شروط لصرف تمويل مشروعات التكيف مع التغييرات المناخية.
- التغييرات المناخية أضرت بالاراضى الزراعة وأثرت على الانتاجية وإرتفاع درجة الحررة أضر بمحصول المانجو في مصر ووفر البيئة لآفات زراعية.
- مصر أكثر الدول العربية تضررا من الجفاف.. والمستقبل يحمل بشرى خير.. مصر تدخل منطقة مدارية جديدة وتتجه لزيادة الأمطار.

افتتحت إلينا بانوفا ، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، و د. فاليرى ليشتى ، القائم باعمال السفيرالسويسرى بالقاهرة ، ورشة العمل التدريبية الأولى لشبكة "إعلاميون من أجل المناخ" التى نظمتها الشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد" في إطار فعاليات مبادرة "بلدنا تستضيف قمة المناخ" يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2022 بحضور د. على أبوسنة ، الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة ، والسفير أحمد أبو الغيط ممثلا عن وزارة الخارجية وممثلين عن وزارة الشئون الاجتماعية ، والدكتورعماد الدين عدلي ، المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية ، الذى أجاب فى كلمته عن تساؤلات الشارع الخاصة بقمة المناخ 27 ، ماالقمة؟ وما أهميتها؟ وماهى الاستفادة التى ستعود على مصر؟

وجاءت الإجابة أن القمة تعنى أعلى مستوى لاتخاذ قرار فيما يتعلق بقضايا المناخ وإتفاقية المناخ ، وخلال القمة سيتم عرض ومناقشة تقارير ، ومراجعة التدابير وإتخاذ قرارات لها تأثيرعلى تغير المناخ.

تستضيف مصر القمة ممثلة لقارة أفريقيا ، فالقمة تتحرك من قارة لقارة وهى فرصة للدول الأفريقية لتوصيل رسالتها الرئيسية ، وهى أن الدول الأفقر تواجه النهاية الكارثية لعواقب تغير المناخ  رغم أن مساهمتها فى الانبعاثات لاتتعدى 4%، وما تخرجه الدول المتقدمة يتعدى الـ80% ، ومن المتوقع أن تركز مصر خلال القمة على توفير الدعم المادى اللازم للدول الأفريقية خاصة والنامية عامة ، لمواجهة تأثير تغير المناخ ، وعقد القمة فى شرم الشيخ سيربط إسم المدينة بحدث بيئة عالمى وستظهر قرارات وآليات مرتبطة باسم "شرم الشيخ".

ولأن العمل البيئى متصل ، فان قمة شرم الشيخ تقوم على القمة التى قبلها - قمة "جلاسكو" - التى كان من أهم نتائجها الاعتراف بحالة طوارئ تتطلب خفض الانبعاثات بنسبة 45% للوصول إلى صافى صفرى بحلول 2050 ، ولكن ماحدث - كما ذكر د. عماد – هو زيادة الانبعاثات بنسبة 15% ليصل العجز إلى 60% ، ومابين جلاسكو وشرم الشيخ وقعت الحرب الروسية – الأوكرانية التى رفعت الطلب على الفحم.

ومن التشخيص للمواجهة ، من خلال التخفيف من الانبعاثات والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري والاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ، وسياسات التكيف التى نمارسها فى حياتنا اليومية وترشيد الاستهلاك والتعامل الرشيد مع الموارد.

أما على المستوى الدولى فقد أكدت جلاسكو ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتخصيص 100 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة ، وهو ما لم يحدث.

وأشار د. عماد عدلى لصعوبة تحقق ماجاء فى اتفاق باريس من الحفاظ على ارتفاع 1,5 درجة مئوية مع نهاية القرن ، فالدول التى خاضت معركة هل 2 درجة مئوية أم درجة ونصف ، هى نفسها الدول التى رفعت الانبعاثات .

وعن دور مصر كدولة مضيفة للقمة قال د. عماد إن الاعتبارات الدبلوماسية تحتم أخذ الآراء من كل المشاركين وإعلانها بذكاء ومحاولة الوصول بنتيجة فى اتجاه الهدف لصالح أفريقيا ، والوصول لصياغة مناسبة تضمن وضع آليات لتنفيذ اتفاق باريس بتخصيص 100مليار الذى لو تحقق لكان الإجمالى تريليون و 200 مليار دولار.

ومن المأمول من قمة شرم الشيخ تمكين الدول النامية من الحصول على الدعم المالى والتقنى لرفع قدراتها على التكيف مع تغييرات المناخ. وأكد د.عماد أهمية اشتراك أصحاب المصلحة فى اتخاذ القرارات فى المشروعات المرتبطة بالتنمية المستدامة مع الأخذ فى الاعتبار تأثير التغيرات المناخية.

المأمول في عام 2100

تحدث د. أشرف زكي - خبير الأرصاد الجوية - عن تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتقارير المناخ ، موضحا أن تقارير الهيئة ترصد تغير المناخ على مستوى العالم من خلال ما يتم نشره من بحوث علمية ويتم العمل من خلال مجموعات ، كل مجموعة تعمل فى جزء من التقرير وفقا للتخصص ، وقال إن مصر لا تظهر فى تقارير الهيئة لأن المنتج العلمى فى مجال التغييرات المناخية غير كاف ، ومن المتوقع ظهورها فى التقارير المستقبلية مع زيادة الاهتمام بقضية التغييرات المناخية ، وذكر عدة حقائق علمية منها إن زيادة الانبعاثات تؤدى لارتفاع درجة الحرارة ، وأن تأثير الكربون فى الغلاف الجوى يستمر لسنوات وأن الهدف الوصول فى 2100 إلى إزالة أى أثر للكربون فى الجو، وإن قطع الأشجار يفاقم من مشكلة التغيرات المناخية ، ورصد عدة تأثيرات للتغيرات المناخية منها زيادة منسوب سطح البحر وموت كائنات بحرية ، وسيظهر تأثيره فى الدلتا الجديدة فى زيادة الأمطار.

تغيير السيناريوهات

وأكد د. أشرف زكي أهمية إعادة النظر فى السيناريوهات ، وهو ماتتجه إليه بريطانيا بعد موجة الحر والجفاف التى كشفت قدم المعلومات وأعلنوا عن تحديث البيانات وعمل سيناريوهات جديدة تتفق والتغيرات المناخية ، وفى مصر تم تحديث السيناريوهات والانتهاء من نموذج مصرى ينبئ عن إتجاه مصر لزيادة الأمطار ودخول مرحلة مدارية جديدة.

وعن تأثير التغييرات المناخية على الزراعة تحدث د. أيمن فريد أبو حديد - وزير الزراعة الأسبق - مؤكدا أهمية الزراعة الذكية فى التكيف مع التغيرات المناخية ، موضحا أن الفلاح فى الماضى كان يعتمد على خبرته بأرضه ، هنا توجد ملوحة هنا الأرض قلوية ، الآن الزراعة اتجهت لمناطق جديدة "توشكى - ترعة السلام - الدلتا الجديدة" ، والبيئة ليست سهلة ومن الصعب الاعتماد على الخبرة الشخصية ويجب الاعتماد على القياسات والمجسات واستخدام نماذج رياضية والحاسب الآلى ، وهو ما يتطلب الاهتمام بالإرشاد الزراعى وتطويره ليتلاءم مع الزراعة الرقمية.

وأضاف أن درجات الحرارة قد ترتفع من 1 - 5 درجات خلال القرن الحالى وأيا كان مدى إرتفاع درجة الحرارة وتأثيره على الزراعة فانه يقلل بشدة من الانتاج الزراعى، مشيرا إلى أن الظروف الجوية الجامحة تؤدى إلى كوارث ، فالفيضانات تخرج أراضى من الانتاج الزراعى ، وضرب نموذجا بمحصول المانجو وكيف تأثر بارتفاع درجة الحرارة فى مصر الموسم السابق ، فانخفاض درجة الحرارة وقت التزهير يضر بالشجرة ، وارتفاع درجة الحرارة وقت عقد الثمرة يؤدى الى تساقطها ويستمر تأثر الشجرة لسنة أو أكثر ، كما أن ارتفاع سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد وانخفاض الأراضى الرسوبية يخرجها من الزراعة ، مشيرا إلى أن الاستثمار فى العلمين وشرق التفريعة يجب أن يضع فى اعتباره تأثير التغيرات المناخية ، فلو حدث ارتفاع فى مستوى سطح البحر ستكون الاستثمارات فى خطر.

وأشار إلى أن المتسببين فى مشكلة التغيرات المناخية بسبب ما يخرجونه من الانبعاثات لن يتأثروا بالمشكلة ، مثل الدول النامية والفقيرة ، وهو مايدفع الدول المتقدمة لعدم الوفاء بالتزاماتها المالية.

وتحدث عن الواقع المصرى ، وكيف أن تفتيت الملكية يجعل علاج تداعيات التغييرات المناخيةواستخدام الرى المتطور أمرا صعبا ، موضخا أن مصر تستخدم 80% من مواردها المائية في الزراعة التى تسهم بـ 12.8% من الدخل وأكد ان الزيادة السكانية أكبر تحدى فى ظل تراجع الانتاج الزراعى.

ومن تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على الزراعة التى ذكرها د. أبو حديد انتشار الحشرات مثل دودة الحشد الخريفية التى أصابت محصول الذرة، والآفة التى أصابت محصول الطماطم. وأضاف أن استجابة المناطق للتغيرات المناخية ستختلف ، فبعض المناطق الممطرة ستصبح أكثر مطرا ، ومن المتوقع زيادة الأمطار فى الساحل الشمالى فهو الأمل فى توفر الغذاء ، كما أن بعض المناطق الجافة ستزداد جفافا.

ورصد د. أبو حديد عدة صور لأثر التغييرات المناخية فى مصر منها تآكل شواطيء البرلس ، النحر فى العريش ، وأشار إن البحوث تعمل فى إتجاه زيادة إنتاجية المحاصيل وتغيير مواعيد زراعة بعض المحاصيل ولكن فى حدود لا تتعدى أسبوعين وهو ما نجح فى زراعة العنب المصرى الذى تم تبكير موعد زراعته مع استخدام غطاء بلاستيكى ليصل للسوق الأوربى منتصف مايو ، والمثال الثانى الأرز ، الذى كان يزرع فى 120يوما ، تم خفض المدة مما قلل من استهلاك المياه وأتاح الأرض لمحاصيل أخرى.

القاتل الصامت

تحدث د. وديد عريان - أستاذ علوم الأراضى بجامعة القاهرة - عن ظواهر مرتبطة بتغيير المناخ مثل الجفاف ووصفه بالقاتل الصامت وموت الأنهار، مشيرا إلى أن التغييرات المناخية أثرت على الانتاجية الزراعية ، وضرب مثالا بسوريا التى تراجعت عما سبق وحققته من الاكتفاء الذاتى من القمح ، ومايحدث فى الواحات المصرية من موت النخيل حيث تقل كمية المياه التى تصل للجذور، وأضاف إن التغييرات المناخية تؤثر على كل مجالات الحياة من سياحة وصناعة .. وذكر أن الأراضى العربية تعرضت للتدهور بسبب الجفاف والدلتا الأكثر تأثرا. وأوضح أن التشجير مهم للتكيف مع تغييرات المناخ فكلما زادت مساحات الظل كلما قل الإجهاد ، واختتم كلمته بصورة لخريطة مصر 2050 وكيف سيتم التوسع فى المساحات المزروعة مشيدا بسياسة إدارة الموارد المائية.

كما تناولت د. هالة يسري - أستاذ علم الاجتماع وعضو مجلس أمناء المنتدى المصرى للتنمية المستدامة - اتفاقية باريس والتقييم العالمى للانبعاثات فى إطارها ، وما توصلت إليه قمة جلاسكو. وركزت على أهم الفئات التى تتأثر بشدة من التغييرات المناخية مثل الفلاحين والصيادين  وأصحاب الحيازات الصغيرة والمرأة الريفية وسكان المناطق المتضررة ، وأشادت بما أنجزته الدولة المصرية من مشروعات فى اتجاه التنمية المستدامة مثل مشروع حياة كريمة.

وأشادت إلينا بانوفا - المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر - بالجهود المبذولة لاستضافة مصر قمة المناخ ، مشيرة لكلمة الرئيس السيسى فى حوار بطرسبرج للمناخ ببرلين التى قال فيها إن جهود الدولة لمؤتمر المناخ تسعى لأن يكون نقطة تحول فى العمل الدولى للمناخ ، وأعلنت عن إجراء إستطلاع رأى مع مركز "بصيرة" حول الوعى بقضية تغيير المناخ وتأثيرها ويستهدف الاستطلاع الشباب والمرأة والمزارعين وذوى الاحتياجات الخاصة.

وتحدثت د. فاليرى ليشنى – رئيسة مكتب التعاون الدولى بالسفارة السويسرية - عن دور الاعلام فى نشر الوعى بقضية التغييرات المناخية ، وأشادت بدور الشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد" فى رفع قدرات الإعلاميين في تناول قضايا تغيير المناخ.
-------------------------
تقرير : نجوى طنطاوى






اعلان