24 - 04 - 2024

إخوان بلا سلطة ولا سياسة

إخوان بلا سلطة ولا سياسة

بالأمس القريب؛ وفي التشظي الأكبر للإخوان عقب ٣٠يونيه كان الصراع على أشده بين مجموعة محمد كمال ومعه مكتب إداري القاهرة في مواجهة محمود حسين ومعه إبراهيم منير ومحمود عزت ، خرج منير يتهم مجموعة كمال بالخروج عن منهج الجماعة وتبني العنف.. اليوم يخرج منير مكررا رفضه العنف لكن هذه المرة في مواجهة محمود حسين ومن معه؛ ويزيد بأن الجماعة لن تصارع على السلطة..!

وبغض النظر أكان ذلك في إطار كسب أرض في الصراع أم تقية أو براجماتية تتقنها الجماعة؛ أو حتى مراجعة وقراءة جيدة لواقع لا يضيف للجماعة إلا تراجعا؛ ومع أن الحديث لم يوضح اذا كان ذلك لفترة محددة؛ كما سبق وعرضت بعض المبادرات؛ أم أنه رؤية جديدة تتبناها الجماعة وهو ما يمثل إنقلابا ضخما في عقيدتها بل ويضرب في سبب نشأتها ووجودها أصلا والمرتبط بالتمكين وبالوصول لدولة خلافة.. نعم خلافة إسلامية..

ومع ذلك النقص فإن التصريح لا يفقد أهميته من عدة جوانب؛ فهو اعتراف من أكبر قيادة حالية بأن السلطة كبيرة عليهم؛ وأن نزيف خسارتهم مستمر إذا ما ظلوا متمسكين بها؛ فرغم مرور عقد من الزمان لم ينس المصريون ولم يلن عزمهم في رفض وجود الإخوان؛ بل ويمثل هذا الهاجس مانعا وحاجزا بين المطالبة باصلاحات أو تغير مصدره الشارع.

والتصريح يبدو أنه يخاطب الغرب لمزيد من الضغط على النظام المصري والمصريين لفتح الباب لعودة الجماعة؛ فلا مبرر لاستمرار حظرهم إذا تمسكوا بسلمية وعمل دعوي (وكأن مصر بلد خرجت من الإسلام وتنتظر  من يعيدها إليه).

أما ما يردده البعض بأن هذا التصريح "سند" سحب البساط من تحت اقدام من يدعي أن مصر تحارب الإرهاب؛ فهذا تضليل ردت عليه ببلاغة بيانات المحسوبين على جبهة محمود حسين في اسطنبول بتمسكها بإسقاط النظام في مصر كواجب عقدي وديني قبل أن يكون وطنيا.

وهنا أهمية اخرى للمشهد؛ فكلا الجبهتان تتصارعان على قيادة الإخوان خارج حدود الوطن؛ بين اسطنبول ولندن؛ إدارة من الخارج؛ بعيدا عن قواعد تعاني ومعتقلين ينتظرون من يترك الصراع على القيادة ويقدمهم على المصالح والمكاسب الشخصية؛ وهو ما يمثل سقوطا يضاف لكثير سابق.

أما الحديث  عن الصراع هذه المرة قد يعجل بتدويل منصب المرشد العام للجماعة؛ فلا أظن حدوث ذلك في المدى المنظور؛ فلا يزال المرشد العام (إمام وأمير أمراء الاقطار والولايات) يحتفظ بشرعيته التي لم يسلبها السجن ولا الحكم عليه؛ ولا يزال دعم إخوان مصر من باقي الفروع مقدما؛ إضافة إلى أن الفروع ليست أفضل حالا؛ فلقد أصابها ما اصابهم من سقوط وتراجع.

وأخير سواء كسب منير ارضية؛ او تقدم حسين بما يملك ، فإن التراشق والاتهامات والأهم العزل والابعاد؛ والعزل والابعاد المضاد يزيد تجزئة المجزأ وتشظي المتشظي داخل جماعة تتحلل ذاتيا مع الوقت دون أن يكون فيها رجال راشدون يبحثون في أصل اللعنة والعلة بصلب الفكرة؛ ولا تتوقف عقولهم عند حد تكتيك الحركة والمسار المتمثل في خطأ قرار فلان أو سيطرة مجموعة علان..! هذا إن كان الله المبتغى وعليه قصد السبيل.
--------------------------
بقلم: سوزان حرفي

مقالات اخرى للكاتب

حلمي الجزار وهيئة منير وصراع الإخوان.. الشرعية لمن!





اعلان